روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
إيه
حسين ابن جوزك ..خطب البت جارة اخوه علاء ولا لسه
اجابته رغم دهشتها
بكرة ان شاء الله رايحين يتقدموا رسمي ويتفقوا على حفلة خطوبة قريب .
شاح بوجهه يصرفها من تحت اسنانه
خلاص غوري .
لوت شفتيها قائلة بتهكم
ياريت بس نظرة القرف اللي شايفاها في عينك دي .. تمنعك ماتتصل بيا تاني ولا تطلبني أجيلك ڠصب عني .. حل عني بقى ياأخي عايزة اعيش .
..........................
في المساء وبداخل غرفتها كانت جالسة على التخت مع صديقتها العزيزه سحر والتي كانت تضحك دون توقف ..أثارت استياء فجر وهي تهتف عليها
ما كفياكي بقى ياسحر ..انت مش ناوية توقفي في يومك ده النهاردة
صاحت بها فاقدة التحكم
دا بعيونهم دول كمان ..قال يرسموا عليا قال .
توقفت ضحكها وهي تغمز بعيناها بمشاكسة
بس الواض حلو اوي يافيفي .. ويستاهل التفكير بصراحة.
الكلام ده مافهوش هزار ياسحر ..ماتخلنيش ازعل منك .. مش كفاية الحصار اللي بقيت حساه منهم .. وهما فارضين نفسهم علينا بالعافية واكنهم بقوا جزء من عيلتي.
قالت سحر بيأس
للأسف يافيفي هما فعلا بقوا جزء من عيلتك من ساعة ما والدك وافق بالنسب معاهم .
إلا انا .
قالتها بمقاطعة وتابعت
قالت سحر مغيرة دفة الحديث لتخرج صديقتها من داومة زكريات لچروح قديمة لم تشفي منها أبدا رغم مرور السنوات.
صحيح يابت فجر ..كان شكله إيه الراجل ده اللي قولتي عليه امبارح
الراجل مدير المستشفى.. إنتي نستيه
همت لتجيب ولكنها اجفلت على صياح والدتها وهي تهتف عليها .
بت يافجر ..تعالي هنا برة الاؤضة عايزاكى .. إسحبي معاكي مقصوفة الرقبة سحر وهاتيها .
شقهت سحر مندهشة
انا مقصوفة رقبة !
اخلصي يابت ..تعالي انتي وهي.
يانهار اسود.. هببتي أيه ياسحر دي امي عمرها ما عملتها .
والنعمة ماعملت حاجة.. يكونش زعلت عشان سيبت امي معاها لوحدها!
.............................
حينما خرجت الاثنتان للصالة القريبة ..وجدن سميرة جالسة على إحدى المقاعد وعيناها المشټعلة مسلطة عليهم تطلق شرارات حاړقة بوجههم .. بجوارها كانت رجاء حاجبة وجهها بين كفيها وجسدها يهتز كأنها تبكي بحړقة .
هو في إيه ومالها خالتي رجاء
كان سؤال فجر التي تجاهلتها والدتها وهى تطلق سهامها تجاه سحر مباشرة
مش موافقة تراضي امك ليه يابت
اجابت سحر بإجفال
ها ..انا ياخالتي سميرة
ايوة انت .. يعني عشان مدرسة وكلمتك ماشية يبقى بقى تتكبري بقى على والدتك وماترضيهاش فى حاجة تافهة زي دي .
تابعت تنظر ببلاهة لوالدتها التي كانت تجفف دماعتها بمحرمة ورقية وسميرة التي أكملت بغيظ
بت ياسحر ..انت زيك عندي زي الزفتة اللي واقغة جمبك دي .يبقى كلمتي انا تمشي عليكى ولا لأ.
هزت برأسها بحركة غير مفهومة وهي تمتم
أكيد تمشي ياخالتي سميرة ..بس انا مش فاهمة حاجة.
صاحت عليها بحزم
عنك مافهمتي.. انت تروحي البيت مع امك دلوقتي تحضري هدومك وبكرة الصبح تسافري معاها على البلد عدل.. سامعاني ..ولا انت عشان امك غلبانة هاتحطي عليها .
تلجم لسانها عن معارضة سميرة وهي تحدق بوالدتها التى تنظر اليها ببرائة ..فهمست بداخلها وهي تعض على لسانها غيظا
بقى دي غلبانة دي !
..
بخطوات مثقلة وذهن مشتت تخطت الباب الخارجي للمدرسة.. لاتتمنى العودة للمنزل الذي هي واثقة تمام الثقة الان ..أنه اصبح خلية نحل تعج بالأهل والأقارب والجيران وهن يتضافرن مع والدتها لمساعدتها والتهنئة لحفل الخطوبة الذي تقرر إقامته فوق سطح المنزل..لقد تمكنت من الخروج صباحا بأعجوبة ..متحججة بوضع طارئ في المدرسة لا تستطيع الإفلات منه أو التغيب عنه ..فهي أرادت الخروج وبشدة لتتنفس هواء اخر .. بعيدا عن محيط هذا الرجل الذي توغل بخبثه داخل عقول أفراد أسرتها .. أسبوع كامل مر على خروج إبراهيم من المشفى وهذا الرجل يأتي يوميا للإطمئنان عليه ومداعبته..فتعلق
بيه الطفل الصغير كما تعلق به من قبل أبيها ووالدتها..كما تعلقت به شقيقتها شروق الذي اعتبرته أخيها من وقت ان قرأت فاتحتها على أخيه حسين ..وكأنها كانت تنتظره طويلا ليقوم معها بدور الشقيق الأكبر .. فاندمجت الأسرتان بكمياء نادرة وأصبحت الشقتان مفتوحتان أمام بعضهم وكأنهم عائلة واحدة .. لم يتبقى لها في المنزل سوى غرفتها المحصنة عنه وعن والدته التى كلما رأتها لمحت لها بسذاجة وكأنها لاتفهم مايدور بعقل المرأة.. كل ما تمر به الان فوق طاقتها وفوق إحتمالها.. حتى صديقتها الغالية سحر التي كانت تلجأ لها معظم الأوقات فتستطيع بذكائها وخفة ظلها ان تخفف عنها وتدخل السرور بقلبها ..إبتعدت هي الأخرى عنها مضطرة في رحلة سفر مع والدتها لبلدتهم لحضور حفل زفاف إحدى أقاربهم ولم تعد حتى الان .
تنفست بعمق وهي تعتلي الرصيف المؤدي لموقف الباصات حتى تستقل إحداهم ..فلا داعي للهروب أكثر من ذلك والتنصل من واجباتها تجاه أسرتها وشقيقتها فى مناسبة هامة كهذه .. تباطئت خطواتها حينما لفت نظرها وقوف هذه السيارة الرياضية باهظة الثمن بجانب الرصيف وبمنطقة كهذه تبدوا السيارة غريبة عن المكان وسكانه والمدرسة الحكومية أيضا.. قدمت بخطواتها تتخطاها دون ان ترفع عيناها ناحية السائق ولكنها توقفت مجفلة حينما سمعت من يهتف باسمها من الخلف عن قرب ..استدارات اليه فوجدته هو نفسه هذا الغريب مدير المشفى الذي رأته سابقا وسألها بكل جرأة عن فاتن .. وهو يترجل من السيارة بأناقة تليق به وبمكانته ..فقال بتردد
ااا ممكن كلمتين لو سمحتي يا أنسة فجر
ظلت صامتة لبعض اللحظات مبهوتة لا تستوعب مطلبه.. فخطا يقترب منها قليلا يكرر
أسف لو خضيتك أو افتكرتينى مچنون.. بس انا بجد محتاج اتكلم معاكي ضروري.
خرج صوتها المندهش تلوح أمامه بكفها
تتكلم معايا في إيه بالظبط انا بيني وبينك إيه عشان يبقى في مابينا كلام ضروري
انا عارف ان مافيش مابينا حاجة ..بس انا غايب بقالي سنين طويلة عن البلد وكان يهمني اعرف منك......اللي مقدرش اسأل حد غيرك عنه ..ارجوكي اركبي معايا وانا اوعدك مش هاخد من وقتك كتير .
برقت عيناها وهتفت بحدة
اركب معاك فين انت اټجننت اعرفك منين انا عشان اخرج معاك واكلمك عن اللي فاتك فى سنين غربتك بعيد عن البلد .
تكلم بمهادنة وقد كان حديثه يبدوا كرجاء
انا اسف حقيقي بجد .. بس لو مش عايزة تركبي معايا خلاص ممكن ندخل الكافيه اللي موجود هناك ده اخر الشارع ..بس أرجوكي ماتكسفنيش ..انا مافيش قدامي غيرك وانتي انسانة واعية جدا لتصرفات البنى الادم إللى بيكلمك..ان كان كويس ولا وحش.
بصرت بعيناها الى الكافيه الذي لوح إليه بكف يده ناحيته..فعادت تنظر الى وجهه جيدا فوجدته شاحبا وعيناه حمروان وكأنها لم تذق طعم النوم منذ عدة ليال ..تعجبت لحال هذا الرجل الغريب وتصرفاته الأغرب معها.. فوجدت نفسها
متابعة القراءة