روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
عليه مراكبي بعد شقا سنين طويلة يافجر.
فغرت فاهاها واغلقتها عدة مرات حتى خرج صوتها اخيرا
طب انا اقول ايه دلوقت قصاد كلامك الحلو ده انا حاسة اني لو حاولت اردلك هاطلع حمارة وش قدام رومانسية المعلم علاء .. انت بتجيب الكلام دا منين
صدحت ضحكته الرنانة
الكلام بيخرج من قلب المحب من غير تفكير ولا تركيز.. ياقلب علاء.
كفاية والنبي.. خليني استوعب شوية شوية الكلام الحلو ده بعد نشفان وشد اعصاب الأيام اللي فاتت .. عشان ما يغماش عليا قدامك دلوقتي.
قرب وجهه منها يقول بحنان
سلامتك ياعمري من أي سوء.. انا عارف اني مقصر معاكي عشان الظروف اللي طبت علينا فجأة.. بس وعد عليا.. كل ده هايتعوض الأيام اللي جاية.
بجد ياعلاء.. يعني هايبقى فيه كلام حلو زي اللي قولتوا دلوقتي
تنهد باضطراب أمامها محدقا بها بصمت وملامح مبهمة غير مفهومة وهي منتظرة الإجابة ثم مالبث ان قال
بقولك إيه يافجر.. قومي الله يرضى وخلينا نكمل كلامنا
بعدين عشان بس مانعملش فضايح .
تسائلت باستفسار وحسن نية
فضايح ليه هو احنا بنعمل حاجة غلط
انا اللي هاعمل لو ماقومتيش من قدامي دلوقتي على طول.. يبقى اتحملي انتي اللوم لو والدك ولا حد من الجيران ظبطني وانا بحضنك او.......
لا وعلى إيه سلام ياعم .
قالتها بعجالة وهي تترجل من السيارة هاربة اثارت ضحكته المرحة مرة أخرى.
اعتلت الدرج وقلبها يقفز من السعادة معها وهي تستعيد كل لفتة وكل همسة منه.. تغزله لعيناها ولهفته عليها ونظراته المشبعة بالعشق.. ولكنها توقفت فجأة وكأنها استفاقت من سكرة عشقه.. ليصدح هذا الصوت بداخلها
تنهدت بأسى تكمل اعتلاء الدرج وقد ذهب عنها مرح اللحظة وعاد اليها هم القادم .
...................................
بداخل المدرسة محل عملها كانت جالسة مع صديقتها في ركن وحدهم تحت ظلال إحدى الشجيرات يتحدثن كالعادة في الموضوع الملح
ماتقولي يابت رديتي وقولتي ايه
يووه عليكي يافجر ماقولتلك موضوع وخلص.. لزوموا ايه بس الرغي .
هتفت عليها حانقة
لزوموا ان الراجل بيكلمني ويتصل بيا عشان اقنعك.. هو في ايه بالظبط انا حاسة ان الموضوع اكبر من حكاية سفرك معاه.
الټفت اليها تنظر صامتة باعين خاوية مما جعل قلب فجر يسقط في صدرها
ايه اللي حصل ياسحر وليه الحزن دا اللي انا شايفاه في عيونك هو غلط فيكي ولا خانك ولا إيه بالظبط
مخانيش ولا غلط فيا بس انا قولتلك احنا ماننفعش لبعض.. انا أبلة وروحي في مناخيري وهو حلو ومتشيك تليقله واحدة زيه صغيرة تدلعه ويفتخر بيها.
لكزتها بقبضتها على ذراعها
بت انتي انا مش ناقصة اللغاز.. طلعي اللي جواكي واحكي ايه اللي حصل بالظبط
صدح هاتف فجر فجأة ليقطع تركيزها في التفكير لمعضلة صديقتها.. زفرت بغيظ وهي تنظر في اسم المتصل
اسمعي اما اقولك لينا قاعدة نرغي فيها وتحكيلي كل اللي جواكي.. لولا ان اني بس مش ورايا حاجة مهمة دلوقتي.. لكن والنعمة ماهسيبك ياسحر.. سامعة .
نهضت عن المقعد ترد على الهاتف بعد أن توعدت صديقتها
الوو........ ايوة ياعصام ...........تمام حاضر هاتصل بيها ونيجي على طول ماتقلقش انا عارفة العنوان.
بعد ان ابتعدت بمسافة كافية وسحر تتابعها بعيناها بشرود اجفلت فجأة على اهتزاز المقعد بجوارها يشير لجلوس احدهم .. وبمجرد التفافاها الى الجالس تفاجأت به يحدثها
انا اسف لو فاجئتك او ازعجتك.. بس انتي ممكن تسمعيني الأول .
ضيقت عيناها متسائلة
اسمعك في إيه بالظبط ياأستاذ عبد الله
....................................
وفي مكان اخر
كان حسين على سريره الطبي يحاول جاهدا بيده السليمة ان يتناول منديل ورقي من العلبة الموضوعة على الطاولة القريبة منه.. يستحي ان يوقظ والدته التي غفت بجواره على المقعد الجلدي ولا يريد النداء على الممرضة.. انتابته رغبة ان يصل الى العلبة بنفسه دون المساعدة من أحد ولكنه كلما حاول ان يرفع جسده تألم بشدة.. تكررت المحاولات وفي كل مرة كان يسقط متنهدا بتعب حتى كاد ان يفقد الأمل.. ليفاجأ في المرة الاخيرة بشهقة انثوية وصوتها يصدح
انت بتعمل ايه ياحسين
انتفضت زهيرة من نومتها وكادت ان تستيقظ فلاحقها حسين
نامي ياأمي ماتقلقيش دي شروق بتهزر .
عادت زهيرة لنومتها ودلفت شروق للداخل بخطوات خفيفة.. هتف عليها حسين ضاغطا على اسنانه بصوت هامس
مش تخلي بالك ياشروق.. دا انا مصدقت عيونها غفت من لطعتها جمبي طول الأيام اللي فاتت.
تقربت منه قائلة بأعتذار
معلش اسفة بس انا بصراحة لما شوفتك قلقت.. هو انت كنت بتعمل ايه
رد بصوت خشن
انا كنت عايزة اوصل لعلبة المناديل اللي هناك دي.. بس مدام انتي جيتي اتفضلي يالا هاتيلي منديل .
حينما تناولت المنديل اردف بأمر
اتشطري بقى وامسحي العرق اللي على وشي كمان.
همت لتنفذ امره ولكنها ارتدت فجأة قائلة بتوجس
حسين.. اوعى تكون دي لعبة من الاعيبك
قال متصنعا الڠضب
الاعيب إيه وزفت إيه في ايه شروق هو احنا هانهزر
تخصرت مدافعة
اه الاعيب ولا انت نسيت امبارح.. لما قولتلي اشوف عينك اللي اتطرفت عملت ايه
رد بابتسامة خبيثة
عملت ايه ماتفكريني بقى عشان انا مش فاكر.
قالت بابتسامة ازدادات اتساعا تخفي خجلها
ياسلاااام... يعني نسيت لما شدتني بدراعك السليم ده لحد اما اترميت عليك و.......
لعب حاجبيه قائلا بابتسامة عبثية
وايه! ماتقولي.. ولا تيجي نعيد من تاني .
لكزته بقبضتها على دراعه السليم هاتفة بضحك
بس بقى قلة ادب اومال لو مكنتش مدشدش كنت عملت إيه
تأوه مټألما
اه ياني ياما.. دراعي يامجنونة.
صدح صوت زهيرة خلفهم
مالوا دراعك ياحبيبي.. عملتلك ايه البت دي
وضعت كفها على فمها بإحراج غير قادرة على الإلتفاف نحو المرأة فرد حسين بجدية مصطنعة
مافيش حاجة ياامي دا انا بس بهزر مع شروق.
كدة طب تمام يانور عيني.. ربنا يهنيكم ببعض.. بس ياريت والنبي توطوا صوتكم شوية عشان اعرف انام يعني.
قالتها بنبرة تنضح بالخبث جعلت حسين يضحك من قلبه متشفيا في شروق التى تسمرت محلها تكاد أن ټموت من الخجل ووجهها اصبح كقطعة الفراولة من الإحمرار.
..............................
انا عارف انك متفاجئة وتلاقيكي مستغرباني كمان بس بصراحة انا مصدقت اتشجع عشان اكلمك.. خصوصا لما عرفت بموضوع فسخ خطوبتك مع الجدع البقف ده .
بقف!
تفوهت بها مجفلة وقبل ان تتابع وجدته يقاطعها
ارجوكي سيببني اكمل كلامي ياسحر.
سحر!! حاف
تمتمت بها داخلها باستنكار وهي تستمع الي باقي حديثه
اكيد انت عارفة او حسيتي من طريقة معاملتي ليكي ان معجب من زمان ونفسي اتقدم.. بس طبعا كنت متردد عشان يعني كنت خاېف لترفضيني عشان شكلي.. رغم اني في اوقات كتير كنت بحس بإعجابك بيا من خلال نظراتك او تلميحاتك بالكلام .
اشارت بسبابتها نحوها بجزع
انا كنت معجبة بيك وبلمح بالكلام
باغتها فجأة وهو يتناول كف يدها قائلا
مش مهم ياسحر ان كنتي لمحتي ولا لأ.. المهم اني فوقت لنفسي اخيرا واتشجعت وفاتحتك.. فاضل بقى انك تتشجعي انتي كمان وتعترفي باللي جواكي .. بأنك متقبلاني رغم اني شكلي يعني على قدي مش زي الجدع دا اللي فاكر نفسه ولا نجوم السيما وهو مايسواش قشر بصلة.
قشر بصلة !!
غمغمت بها مصډومة قبل ان تفاجأ بالأستاذ عبد وهو يرفع من ياقة قميصه وصوت رجولي
متابعة القراءة