روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
هلكان جوع من لعب الملاهي مع شروق.. دي هدت حيلي ولا اكنها عيلة صغيرة ولقت فرصتها .
شقت ابتسامة وجه علاء المضطرب فقال بمودة
ربنا يخليهالك ياحسين.. انتوا الاتنين لايقين على بعض اوي وتستاهلوا كل الخير.
ربت على ذراع اخيه فقال بمؤازرة
وانت كمان ياحبيبي اطمن.. اكيد ربنا هايهيئلك الظروف وتنول اللي بتحبها.
ساله ببلاهة
تبسم حسين فغمز بعينه وهو يتحرك لخارج الغرفة
فقال بمكر وهو ممسك بمقبض الباب
قصدي اللي بالك فيها ياابوعلاء.. ولا إيه
ختم بضحكة كبيرة وهو خارج.. اما علاء فتعرق واضطرب كأنه عاد مراهقا صغيرا في السابعة عشر من عمره..
...........................
خرج من غرفته بعد ان اخذ حماما دافئا انعشه وارتدى ملابس نظيفة غير ملابس العمل تلك .. وجد والدته جالسة ارضا ومعها شقيقته لبنى وابنتها يتناولان معها الطعام على مائدة صغيرة ومستديرة الطبلية تمتم بروتينية وهو يمشط شعر رأسه بيده
ردت لبنى بحماس وهي تضع ملعقة الارز بفمها
مساء الفل ياخويا.. تعالى كل معانا الاكل سخن وطعمه حلو قوي .
سبقته نشوى بردها
سيبيه يا لبنى احسن يقولك نفسي مسدودة زي ما بيعمل معايا كل يوم .
تحركت عيناه ناحية المائدة ومع عليها من اصنافا شهية فاصدرت امعاءه الخاوية اصوتها طلبا للطعام..تمتم وهو يفترش الأرض معهم
ردت الطفلة بعتب طفولي
توك ما افتكرت ياخالي دا انا قاعدة هنا من الصبح وانت لما دخلت ندهت عليك وانت ولا اكنك شوفتني ولاحتى عبرتني .
دفعها بكفه على رأسها بمزاح
العتب عالنظر يااختي.. المرة الجاية هابقى اخد بالي.
تسامرا أربعتهم ببعض الاحاديث المختلفة وهم يتناولون طعامهم حتى قربوا على الانتهاء فقالت لبنى وهي تهم برفع اطباق الطعام
اكلة حلوة اوى ياما. ربنا ما يحرمنيش منك .
ردت نشوى وهي تمسح يدها بطرحتها القماش
بالهنا والشفا ياحبيبتى.. ما يطرح مايسري يمري.. انا هاقوم اعملك كوبايتين شاي نحبس بيهم.
هتفت لبنى على ابنتها موبخة
ماتبس يابنت انتي وقولي الحمد لله.. انتى هاتقعدي اليوم كله تاكلي قومي يازفته هاتبقي زي الدبة .
نهضت الطفلة عن طعامها ممتعضة فخاطب سعد شقيقته وهو يهم لينهض هو الاخر
مصمصت لبنى بشفتيها قائلة
اهي حظها منيل زي حظ امها اللي اتجوزت واحد فالح بس يشرب البرشام ويبيعه وفي النهاية بقى رد سجون.. وناس تانية محظوظة بقى ربنا فتحها عليهم من وسعها وبقوا هوانم كمان .
ضيق عيناه متسائلا
قصدك مين يعني
قصدي على نيرمين ياحبيبي.. اللي شافتني وانا داخلة الحارة ولا اكنها تعرفني.. نسيت صاحبتها وايام الشغل في المصنع قليلة الاصل .
هي زهزهت معاها وانا وامينة الدنيا جات علينا بزيادة.
جذبها من ذراعها يوقفها پعنف
هو انتي لسة بتكلميها البت دياتمليتي عليها فين تاني الله ېخرب بيتك
ردت بعتاب
يعني هاكون شفتها فيه يعني ما انا قطعت علاقتي بيها من زمان زي انت ما امرت .. لكن بقى جوزها طلع يبقى زميل جوزي في السچن وانا وهي اتقابلنا في الزيارت ورجعنا اصحاب زي زمان.
جز على اسنانه وهو يضغط على مرفقها پعنف
البت دي لو ما بعدتيش عنها ولا لمت هي نفسها عنك انا هايبقى ليا صرفة معاها .
نزعت يدها وهي تهتف بوجهه
اموت واعرف ايه مخليك كارها انت بالشكل ده ومخليها هي تدعي عليك ليل ونهار وبرضك مارضياش تقولي السبب
رفع قبضته المضمومة امام وجهها قائلا بتحذير
ابعدي عن البت دي وما تعرفيهاش تاني يالبنى يامش هايحصل طيب.
قالت بتحدي
وان مابعدتش هاتمنعني من الخروج مثلا زي زمان.. لا اصحى ياحبيبي.. انا عندي بيت وساكنة فيه لوحدي كمان.. عن اذنك بقى خليني اخد الاطباق دي للمطبخ .
تخطته وذهبت من امامه تتجاهل غضبه الذي تأجج مرة وهو يشعر بقرب اڼهيار المعبد على راسه.. مسح بكفه على شعره يكاد ان يقتلعه من منبته.. يبتغي الوصول لحل سريع لإعادة سيطرته على زمام الامور كسابق عهده.
.............................
تسلم إيدك ياست الكل..الحمام طعمه يهبل .
كل ياحبيبي ومطرح مايسري مري .
قالتها زهيرة وهي تربت على ذراع حسين وهو يتناول معهم قطع الحمام المحمر امامه بشهية..اكمل هو بمسكنة
اه ياامي..دا انا وحشني اوي اكلك اللذيذ ده.. مش العك بتاع الطباخ الجديد ولا اكل المطاعم ..دا انا معدتي نشفت والنعمة.
هتف عليه علاء مستنكرا
ماتاكل وانت ساكت ياض.. هو انت هاتحكيلنا قصة حياتك هنا
رد حسين بتصنع الحقد
طبعا ياسيدي..ليك حق تقطم فيا على كيفك.. ما انت متمرغ في حضڼ ست الحبايب وشبعان من الاكل اللي ييفتح النفس ده ويدفي في عز الشتا.
تمتم علاء
يخريبت قرك ياشيخ.. دا انت الحرمان خلاك مزعج.
رنت ضحكة زهيرة النادرة فأطربت اسماع الشقيقان بسعادة وقالت
ربنا ما يحرمني منكم ولا من مناقرتكم انتو الاتتنن ياولاد قلبي.
امم على دعوتها علاء وتناول حسين كفها يقبلها بامتنان هو الاخر وصمت قليلا قبل ان يتحدث بتردد وهو يتلاعب في طبق الأرز
كنت عايز اقولك على حاجة ياست الكل.. بس خاېف لاتزعلي .
قطبت زهيرة حاجبيها متسائلة
حاجة أيه بالظبط قول ياحبيبي وماتترددتش.
رفع انظاره ناحيتها وناحية علاء المنتظر قوله بقلق
بصراحة والدي كان طالب مني ان اعزم الجماعة.. اا شروق وعيلتها يعني عندنا في البيت.. فاانا كنت يعني..
قاطعته قائلة بتماسك
إعزمهم ياحسين دا واجب واصول ياحبيبي.
ردد خلفها علاء باستنكار
واجب واصول ياما! وعند نرمين
هدرت عليه صائحة پغضب
عند بيت ابوك ياعلاء مش بيتها.. وبعد عمر طويل ان شاء الله هايبقى بيتك انت واخوك وعيالكم من بعدكم.
اكمل على قولها حسين
هو دا فعلا الصح ياامي ودا من اهم الاسباب اللي خلتني اوافق على العزومة.. وانا من رأيي ان علاء كمان يحضر معانا دا لو ماعندكيش مانع طبعا.
وانا كمان!
قالها علاء باعتراض فرد حسين
ايوة ياعلاء.. والدي مهما رحب بالجماعة مش هايبقى زيك برضوا وانا ڠصب عني هانشغل بشروق.. وانا مش عايز حماتي تضايق مني ولا ابلة فجر .
قال الاخيرة بمكر انتبه له علاء الذي نزل بعيناه لطبقه يأكل منه بارتباك.. فهتفت زهيرة بخبث هي الأخرى
حقة ياعلاء .. دي تبقي عيبة في حقنا لو اضايقوا او زعلوا ..لازم يابني تروح حتى عشان اخوك.
نظر اليها حسين بابتسامة مستترة قبل ان يلتفت لعلاء الذي تحمحم وقال برزانة
ماشي.. ماشي ياامي هابقى اشوف الظروف ان شاء .
............................
في اليوم التالي
خرج شاكر من شقته في موعده اليومي في الصباح حتى يلحق بعمله وبعد ان خرج من البناية وهم بالتوجه للناحية الثانية من الرصيف ليصعد باية وسيلة للمواصلات العامة تفاجأ
بالنداء خلفه باسمه
عم شاكر ..استنى اوقف ياعم شاكر .
التف بجسده وهو يعدل نظراته فوجد علاء على مسافة قريبة منه بسيارته وهو يلوح له بيده فلوح هو الاخر يحيه على عجل
ياهلا يابني.. هو انت عايز حاجة عشان بس انا مستعجل على
ميعاد الشغل.
قال يدعوه
طيب تعالى عشان اوصلك معايا في طريقي .
رد شاكر
يابني مالوش لزوم انا هالحق الأتوبيس واخلص .
صفق علاء باب السيارة يتكلم بحمائية
طب على النعمة ماانت راكب غير عربيتي تروح بيها الشغل النهاردة.. في ايه ياعم شاكر هو احنا اغراب
عاد اليه شاكر يهز رأسه بيأس
اخ منك يامعلم علاء.. يعني هو لازم الحمقة دي ماقولنا مالوش لزوم.
بعد ان اعتلى معه السيارة وانتظر
متابعة القراءة