روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
المساء وحينما انتصف الليل كانت مستلقية بجوار صديقتها التي وافقت على البيات معها.. بعدما افترشوا الأرض ببعض الكراتين الورقية القديمة لتخفف عنهم قسۏة البرودة.. تحتهم الملائة وفوقهم البطانية كغطاء.. عيناها ناظرة في السقف وقد جافها النوم.. عقلها الذي لايهدأ ينتقل من موضوع لاخر فلا هي تجد الحل لمشاكلها ولا هي قادرة على استراق الراحة ولو قليلا بالنوم.. انتبهت فجأة لأصوات خفيفة كوقع اقدام متلصصة اتية من ناحية الباب الخلفي..
بصعوبة من ظلمة المكان وتكدسه بالقاذرات التي طرأت حديثا بعد هجر المصنع وافلاسه.. مغطيا نصف وجهه حتى يستطيع التمكن من دخول المنطقة والتي حرمت عليه بفضل ادهم ورجاله.. ولكن لا يهم الان.. فهو سيترك لهم البلد نهائيا ولن يعود الا وهو يمتلك من المال مايمكنه من سحق الجميع.. ولكن قبل كل هذا لابد له من إطفاء نيرانه المشټعلة بداخله.. بعد ان اهدرت كرامته وخسر معها الكثير بضربه وسط الشارع وامام الكبير والصغير فيه من أهل منطقته.. يسير على أنامله ببطى شديد وكأنه يتحسس الخطى حتى لا تشعر به.. وصل اخيرا ليجدها متكومة في ركن قريب تحت الغطأء الذي غطاها من رأسها حتى قدميها وبجوارها مصباح صغير على صندوق خشبي في الأرض لينير المكان.. عديمة الإحساس نأئمة پسكينة وكانها بمنزلها وليست بمصنع مهجور تحيطه القاذورات من كل ناحية.. ولكن جيد جدا فبفعلها هذا وفرت عليه الكثير.. فتح بهدوء سترته ليخرج منه سکينا كبيرة لمع نصلها رغم الظلام وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعة .. لم يتوقف سوى بعد ان رأى بقع الډماء انتشرت بكثافة على الغطاء .. نهض متنهدا بعد ان هدأ غليله.. هم ليرتد قليلا ولكنه اصطدم بجسد صغير استدار فوجدها امامه شهق مڤزوعا للخلف وهو ينقل انظاره لها ونحو الچثة الهامدة في الأرض بزعر .. عكسها هي التي كانت واقفة متسمرة بأعين جاحظة پصدمة الجمتها لدقائق تستوعب ما تراه حقيقة ام خيال .. حتى تمكنت قدماها من التحرك أخيرا نحو صديقتها ونطق لسانها پصرخة مدوية
..................................
في اليوم التالي خرج حسين من المشفى بواسطة شقيقه الذي اتى به لمنزله مع والدته بمباركة ابيه الذي رحب برعاية والدته له ولكي تكون له فرصة أيضا
دثره علاء بعد ان وضعه بعناية على تخته بمساعدة شاكر داخل الغرفة التي جهزتها زهيرة له وبمساعدة شروق وسميرة أيضا.. كانت الغرفة ممتلئة بأفراد العائلتين للترحيب به.. الا أدهم الذي تأخر على غير العادة.
الف حمد لله عالسلامة يانور عيني.. نورت بيتك ومطرحك.
سميرة من الناحية الأخرى
دا انت هنا يابطل مع اكل زهيرة اللي يفتح النفس وشك هايورد وتبقى زي الفل.
ايوة ياواد ياحسين دا الست الوالدة عليها طبق ملوخية يرد الروح
اردف بها شاكر وتابعت عليها فجر
ولا طبق المحشي كمان دا يجنن لوحده.
مابراحة شوية عليا ياجدعان فتحتوا نفسي.. لاحظوا اني تعبان اساسا من أكل المستشفى ونفسي انطلق بقى..
ردت زهيرة بلهفة
دا انت تؤمر يانور عيني .. من النهاردة هاعملك كل اللي نفسك فيه.
كله ايه ياامي براحة ياغالية دا جسمه لسة تعبان ومايتحملش.
قولوا ياعلاء دا فاكرها فرصة .
مابلاش انت يامؤدبة.. وخليكي في حالك .
رددت پغضب مصطنع فضحته ابتسامتها
الله يسامحك مش هارد عليك
دلف اليهم فجأة ادهم بعد ان فتح له ابراهيم
السلام عليكم ياجماعة.. عامل ايه دلوقتي يابني
اومأ له حسين وردد الجميع عليه التحية فسأله شاكر
مش بعادة يعني ياحج تتأخر كدة
اجابه ادهم وهو يجلس على اقرب المقاعد بتعب
اسكت ياشاكر ياخويا على اللي حصل الليلة اللي فاتت مايتحكي حتى في الروايات .. الحارة كلها صحيت في نص الليل امبارح على صوت صړيخ من المصنع القديم..ولما دخلنا نشوف انا والرجالة لقينا البت لبنى الغلبانة بنت نشوى هي المقتولة.
يانهار اسود معقول ودي مين اللي قټلها
سألت زهيرة وكان رده وهو يهز رأسه باستياء
طلع اخوها هو اللي قټلها واللي كانت بتصرخ هي صاحبتها.. دي امها ياعيني كانت عايزة تاكله بسنانها لولا الرجالة اللي حاشوها عنه وهو واقف زي اللوح بيبص بعنيه وبس.. خدناه ووادناه القسم وبردوا هو على حالته.
ردد علاء
لا حول ولا قوة الا بالله.. اڼتقام ربنا جاله بإيده.
نطق الأخيرة بصوت خفيض لايصل الى البقية ولكن فهمه حسين والشقيقتان ايضا .
.............................
في وقت لاحق
وبعد ان انصرف الجميع ظلت هي وحدها معه في الغرفة بعد ان استأذنتها زهيرة في مرافقته قليلا حتى تصنع له الطعام .. كانت تتلاعب بهاتفها متجاهلة النظر اليه.
ايه يااستاذة هاتفضلي متجاهلاني كدة كتير
سأل وكان ردها بابتسامة
مش احنا مټخانقين عايزاني اعملك ايه بقى
وافرضي مټخانقين.. ماتعرفيش تصالحيني
قال
بحزم وردت هي بهدوء قبل ان تعود لهاتفها
لأ عشان انا مغلطتش فيك.. انا قولتلك كنت تعبانة وانت مقدرتش اعملك ايه بقى اديني قاعدة جمبك اهو وبراعيك زي اي واحدة بنت اصول.
صك على فكيه غيظا من تجاهلها ثم هتف پغضب
ماشي يابنت الاصول طب انا عايز اشرب .
نهضت تتناول الكوب الزجاجي بجواره على الكمود تقربه منه
اتفصل امسك.. الكوباية مليانة أهي.
قربي بقى ترفعي راسي وتشربيني ..
شهقت مستنكرة
اشربك ليه ان شاء الله ودراعك حلو ويمسك كويس دا غير ان التاني نفسه اتحسن .
قال ببرود
بس دماغي لسة تعبانة ومتربطة..يعني لازم اخد حرصي.. ولا انت عايزاني انده والدتي واقولها.. ان البت دي اللي أئتمنتيها على ابنك مش هاين عليها بوق مية تشربه
هتفت ضاحكة و متناسية ڠضبها
وقولها كمان على الحركات القرعة اللي بتعملها عشان تعرف مين ابنها.
عادي اقول بس رد امي هايكون ايه بقى ساعتها هاتقول دا جوزك يامنيلة وكمان غلبان وعيان ولا نسيتي
لامانستش .
نفت ضاحكة فاردف هو بانتصار
حلو قوي .. يالا بقى ياحلوة عشان تشربينى .. بس بضمير والنبي وانت بتحضنيني.. قصدي ااا وانت بترفعي راسي!
.................................
بعدها بيومان.
كانت فاتن تنزل درج بنايتها مع فجر التي اصرت على مرافقتها لحفل عقد قران صديقتها التي لا تعلمها وهي مازالت مترددة
انا مش عارفة بس ايه اللي خلاني اوافق واروح معاكي .. واحدة معرفهاش هاتقول عليا ايه بقى لما تشوفني
ردت فجر بسأم
يووه عليكي يافاتن.. ماقولتلك يابنتي الحفلة عالضيق عشان جات في السريع ومافيش حد هايعرفك هناك.. ثم ان سحر دي عسل هاتحبيها اوي لما تشوفيها.. ماهو انتي كمان لازم تخرجي وتشوفي الناس ماينفعش تفضلي كدة في قوقعتك.
كن وصلن لمدخل العمارة فقالت لها مستسلمة
ماشي ياست فجر .. اديني هاخرج واشوف الناس واما اشوف بقى اكررها ولا احرم مااعملها تاني .
ردت بثقة
لا ان شاء الله هاتكرريها وتكرريها كتير كمان.. بفستانك
متابعة القراءة