روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

حتى .
تمتم شاكر 
تلاقيه بس ورث القلب الحنين من امه..
هتفت شروق بمرح
هو ورث القلب واخوه التاني خد من والدته الشبه الواضح مابينهم ..البشرة البيضة والعنين الخضرا ..حتى في الطول هو متوسط زي والدته..ولا لكنهم قسموا شبه الولاد مابينهم عشان ماحدش فيهم يزعل .
استجاب الجميع لدعابة شروق بالضحك ..عدا فجر التي كانت تسقط لقيماتها بصعوبة .. امتعاضا من تكرا ذكر اسمه بينهم حتى على مائدة الطعام .. اجفلت على نداء ابيها 
ايه يافجر مابتضحكيش ليه معانا ولا بتتكلميمش بعادتك يعني
قالت بفتور 
عادي يعني ياوالدي.. اصلي سرحت شوية ومركزتش في اللي بتقولوه. 
قال ابيها بابتسامة عريضة
طيب مدام ركزتي دلوقتي معانا بقى اقولك انا على خبر حلو يخصك .
اجفل الجميع على جملة شاكر فتساءلت هي بفضول 
خبر ايه ياوالدي 
المهندس عادل ابن صاحبي عبد الصمد وكيل مدرسة السلام الثانوية .. شافك قبل كده معايا وانا بوصلك المدرسة .. فطلب من والده انه يفاتحني في موضوع جوازه منك .
قالت سريعا دون تفكير 
قوله لأ ياوالدي...انا مش عايزة اتجوز. 
مش عايزة تتجوزي ليه ان شاء الله
صاحت بها سميرة غاضبة وتابعت 
هو انتي اللي على لسانك لأ وبس .. مش لما تشوفي الراجل الاول وبعدها تحكمي. 
هتفت پغضب 
شوفته ياماما قبل كده وسلم عليا كمان وانا مع والدي .. هو اي نعم شكله كويس ومش بطال ..بس معجبنيش .
قالت سميرة بتهكم 
معحبكيش ليه ياعنيا مدام بنفسك بتقولي عليه مش بطال.. ولا هو بتر وخلاص.. كل مرة يجيلك عريس لازم تطلعي عنينا كده .. ماتدي نفسك فرصة واقعدي معاه .
انا شبعت اكل .
قالتها وهي تنهض وتذهب سريعا من حديث والدتها التي لم تصمت في اثرها وهي تهتف بصوت مسموع رغم تحذير زوجها .
اهي قامت وسابتني اتفلق ياشاكر.. ولا اكن ليها ام وعايزة تفرح زي بقية الامهات ببنتها .. اعمل ايه معاها دي بس ياناس 
صفقت باب غرفتها بقوة وهي تزفر براحة بعد ان ابتعدت هاربة من حديث والدتها .. الباكية على زاوجها وتتلهف للفرح بابنتها الكبرى .. خرجت لشرفتها تتلمس الهواء البارد عله يخفف من اختناقها كلما أتت هذه السيرة .. وصل إلى انفها رائحة التبغ المحترق .. فانتقلت عيناها فورا على الشرفة المجاورة لتجده امامها متكئ بأريحية على سور الشرفة.. ينظر لها بابتسامة متسلية فقال 
مساء الخير.
....
بداخل سيارة ابيها وهي جالسة في الكرسي الأمامي هتفت من النافذة الامامية وهو واقف امام الجزء الأمامي من السيارة القديمة يفحصها بعد عدة محاولات لتشغيل محركها ولم تفلح 
وبعدين بقى يابابا دي ناوية تدور فى يومها ده ولا احنا هانخدها مواصلات النهاردة ولا ايه بس 
هز رأسه شاكر بعدم رضا قائلا بيأس 
والله يابنتي مش عارف اقولك ايه ..بس شكلنا كده هانخدها مواصلات صح 
فتح باب السيارة الخلفي وترجل منه ابراهيم الشقيق الصغير ذو السنوات العشر قائلا باعتراض 
يعني ايه يابابا هانخدها مواصلات دا انا كدة اكيد هاتأخر ومش هلحق طابور المدرسة .
ترجلت خلفه فجر قائلة بحنق 
ما انت السبب ياابرهيم فى التأخير ده بنومك التقيل يا ابني ده انا بقالي ساعة جاهزة ومستنياك وفي الاخر انا اللي هالبس الجزا لو اتأخرت عن الحصة الأولى .
صباح الخير ياعم شاكر هي العربية عملتها معاكم ولا ايه 
الټفت الثلاثة على صوته وهو خارج من البناية .. رد ابيها بالتحية عليه وأكمل بشرح مايراه من عطل اصاب سيارته .. ارغمت فجر نفسها على عدم النظر اليه وهي تراه يقترب منهم متطوعا للكشف عن العطل ثم عرضه النبيل ليقلهم جميعا معه ..التفتت بحدة رأسها رافضة عرضه الكريم 
لا طبعا انا مش موافقة اركب معاكم .. انا هاخدها مواصلات يابابا وانت براحتك بقى.. ياللا بينا ياابراهيم .
جذب ابراهيم يده

من كفها صائحا 
سيبى ايدي يافجر .. انا عايز اركب العربية مع عم علاء بدل ما اتبهدل فى المواصلات واتأخر .
حدقت اليه بتوعد محذرة
يعني امشي انا ياابراهيم وتدخل انت المدرسة لوحدك. 
هتفت ابيها من خلفها 
وتمشي لوحدك ليه بس يابنتي ما العربية موجودة اهي وعلاء كتر خيره عارض ياخدنا في سكته وهو ماشي على مشواره. 
اكمل علاء قائلا ببرائة وعيناه تنطق عبثا
مافيش داعي للكسوف والوالد واخوكي الصغير هايركبوا معاكي ياابلة فجر .
ابلة !!
تمتمها بشراسة قبل ان يعاجلها ابيها بالقول حازما
ماتخلصي بقى يافجر خلينا نتحرك ونلحق مصالحنا بدل الوقفة اللي من غير داعي دي .. دور عربيتك يابنى واحنا التلاتة هانركب معاك .
تلجمت عن الرد مصډومة وهي ترى ابيها يجذبها من ذراعها ويدفعها دفعا فى الدلوف داخل السيارة .
....................................
متابعة بعيناها مايحدث في الأسفل وهى ناظرة من الشرفة كانت شروق تضحك بمرح .. سألتها سميرة التي دلفت بالصدفة بداخل الغرفة 
بتضحكي على ايه يابت 
اجابت مبتسمة وهي تتحرك لداخل تاركة الشرفة 
على بنتك ياماما .. شكلها وجوزك بيزقها يدخلها ڠضب عربية علاء جارنا يهلك من الضحك .
سألتها مجفلة 
وايه اللي هايدخلها عربية علاء يابت
ياماما عربيتنا عطلت والمعلم علاء عرض على بابا وفجر وإبراهيم يوصلهم فى سكته ..لكن بنتك بقى مابطيقش علاء واكنها بتشوف عفريت لما تشوفه .
قطبت سميرة ذاهلة وهي تجلس على طرف الفراش 
وايه اللى يخليها تكرهه بقى هي كانت تعرفه قبل كده ولا شافت منه حاجة وحشة
هزت اكتافها بعدم فهم وهي تجلس بجوارها 
بصراحة مش عارفة .. يمكن مش قبلاه ودي حاجة عادية وياما بتحصل..حتى لو كانت مع واحد زي علاء ده اللي عامل زي نجوم السيما فى حلاوته .
قالت سميرة مستنكرة 
بقى اختك مش قابلة علاء اللي كل بنات المنطقة هايموتوا على نظرة منه اما بت خايبة صحيح .. وانت بقى ياحلوة .. ايه اخبارك 
اخبارك انا في ايه ياماما 
مالت سميرة برقبتها اليها قائلة 
اخبارك مع اخوه حسين ياعين امك .. ولا انتي فاكراني مش واخدة بالي من نظراتكم لبعض وابتسامتكم اللي على الفاضية والمليانة.. دي حاجة باينة زي عين الشمس. 
توردت وجنتيها وهي تعاود هز اكتفاها وابتسامة جميلة ارتسمت على ملامح وجهها فقالت 
معرفش ياماما.. بجد معرفش .
وماذا بإمكانها ان تقول لقد مرت عدة ايام منذ أن رأته مجفلة على سلالم البناية يسألها عن شقة اخيه ووالدته .. وبعدها اصبحت تراه بشكل شبه يومي .. مرة بداخل السيارة المصطفة بالحي القديم وهو ينظر اليها فى المراة وكأنه اعتاد انتظارها ..ومرة أخرى داخل البناية حينما كان يعاود الزيارة لوالدته.. حتى أصبحت هي متشوقة لرؤيته ومتلهفة للقاؤه
انتي سرحانة في ايه يامنيلة 
انتفضت مجفلة على صيحة والدتها فقالت بارتباك 
يعني هاكون سرحانة في إيه بس ياماما انا هاقوم يدوبك بقى اللحق البس عشان احصل ميعاد الكلية .
نظرت في اثرها سميرة وهي تنهض عن التخت وتخرج سريعا من الغرفة
بتتهربي مني انا ياشروق ماشي .. خيبة عليكي وعلى اختك ..بلانيلة .
.............................
بداخل السيارة التي كانت تقلهم.. كانت جالسة في الكرسي الخلفي على اعصاب محترقة وهي تزفر بضيق من نظراته المسلطة عليها فى المراة الامامية اثناء قيادته طول الطريق .. يتحدث بعفوية ومرح مع شقيقها الصغير وقبل ذلك كان ابيها الذي تركهم امام محل عمله بإحدى المصالح الحكومية .. وظلت هي تحصي الدقائق فى انتظار انتهاء المسافة المؤدية لعملها والتى
تم نسخ الرابط