روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
قلبي .
.............................
وفي الشقة المجاورة وبداخل غرفتها.. اتاها اتصاله وكأنه نجدة من السماء لتنهض من جوار ابنة عمتها.. التي كانت نائمة بجوارها على الفراش.. سارت على أطراف اصابعها حتى دخلت الشرفة.. اجابته بصوت خفيض
ايوة ياعلاء.. صباح الفل والورد ياحبيبي .
.................
عارفة وربنا عارفة.. بس اعمل أيه بقى ما انت ماتعرفش اللي حصل
عمتي ياعلاء.. وصلت امبارح وانا مكنتش قادرة اتنفس حتى من الإحراج وانا معاهم.. ربنا وحده اللي عالم الليلة دي عدت عليا ازاي
..................
ازاي بس ياعلاء ماكنش ينفع طبعا ارد عليك انت بالذات وانا متحاصرة بوجودها حواليا.. دي نظراتها غريبة اوي ناحيتي..
......................
حاضر ححاول طبعا.. بس انت ماتزعلش مني ياروح قلبي.
انتفضت فجر وهى ترى ابنة عمتها امامها على باب الشرفة.. والتي تابعت بغمزة من عيناها.
هو انت بتكلمي حبيب القلب
هزت رأسها بتوتر وهي تنهي المكالمة سريعا..ثم التفتت لها قائلة
هو انتي صحيتي من امتى ياسميحة
ضيقت الفتاة عيناها وردت بابتسامة ماكرة
بتقفلي السكة في وش خطيبك يافجر عشان ماسمعش كلامكم وكمان عايزة تلهيني
قالتها فجر بتعجب من سماجتها .. فسميحة ابنة عمتها هذه والتي تزوجت عن عمر السادسة عشر وهي تشبه شقيقتها الراحلة في بعض الملامح الدقيقة بوجهها ولكن ليست برقتها ولا رقيها.. تعاملها بتبسط ولا تراعي فرق العمر بينهم والذي يتعدي السبع سنوات.. تزعجها منذ الأمس بالأسئلة الفضولية والأحاديث الخاصة.. وكأن بزواجها قد قفزت لعمرها واصبحت صديقتها فجأة !
قطبت فجر حاجبيها دهشة واستنكار قبل ان ترد ببعض الحكمة
هو انتي مش متجوزة برضوا ياسمحية يعني أكيد جربتي
زمت سميحة شفتيها بحنق تجيبها
ياختي هما شهرين بس اللي اتخطبت فيهم وكنت ساعتها انا بجهز نفسي وهو بيجهز الشقة.. بالعافية كنا بنشوف بعض خطڤ كدة وبعد الجواز.. هما برضوا شهرين وسافر ياختي على الخليج وسابني .. يعني مالحقناش حتى نعرف بعض.
معلش ياسميحة في سؤالي.. بس انا بصراحة كان نفسي اعرف.. هي فاتن ماټت ازاي
ردت سميحة بعفويتها
الله يرحمها اختي يارب ويبشبش الطوبة اللي تحت راسها.. انا عرفت من امي انها ماټت بحمى شديدة.. اصل انا كنت صغيرة اوي ساعتها لما شوفت امي بتسحب فاتن وهي تعبانة مشقادرة تفرد طولها.. وخرجت بيها توديها المستشفى وبعدها بقى مارجعتش على بيتنا غير بكفنها.
برضوا مش هاتحيكيلي عريسك كان بيقولك إيه
حدقت اليها بجزع .. هذه الفتاة المزعجة لا تشبه فاتن على الإطلاق ولا حتى بالملامح.
..............................
بملامج متجهمة اقترب من ابيه الذي كان يتحدث في الهاتف وهو جالس على إحدى الارائك وعيناه مثبتة على شاشة التلفاز .
صباح الخير ياابو علاء .
الټفت اليه أدهم ونحى
الهاتف عن أذنه بعد ان استأذن محدثه في الناحية الاخرى قبل ان يرد ببشاشة
صباح الفل ياحبيبي.. لابس كدة ورايح فين
رد بغموض
ورايا مشوار مهم عايز اعمله.. المهم بقى انا حاسس الجو هدوء يعني هو انت مافيش حد معاك
رد أدهم بابتسامة
لا مافيش حد معايا ياحسين باشا.. نيرمين استأذنتي تزور واحدة قريبتها عيانة .
اومأ برأسه بملامح مغلفة لا توحي بشئ.. تابع ادهم
ماتتأخرش بقى في مشوارك ياحسين.. عايز اقعد معاك يابني شوية.. دا النهاردة الجمعة .
تحرك للخلف وهو يتحدث بوعد
اخلص بس مشواري ياابو علاء وانا هاجيلك واقعد معاك قعدة طويلة كمان بس اخلص مشواري .
ترك ابيه يكمل مكالمته واستدار هو للخروج.. بوجه جامد.. يتصاعد الڠضب من كل خلية بجسده.. يريد التأكد بنفسه من صدق المعلومات التي اخبره بها حودة..
وبعدها لا يلومن المخطئ الا نفسه على حصد نتائج أفعاله
قبل دقائق .
استيقظ حسين على صوت هاتفه المزعج ينبئه بورود مكالمة.. رد بصوت ناعس .
الوو .. ايوة ياحودة عايز ايه عالصبح
وصله الصوت الاهث
ايوة ياحسين باشا.. في حاجة مهمة اوي عايزة اقولهالك .
اعتدل عن الفراش بجذعه قائلا بلهفة
معلومات إيه ياحودة..هي البت دي خرجت ولا الواد سعد عمل حاجة تاني
رد الاخر بقلق
لا دي ولا دي ياحسين باشا.. دا حاجة غريبة كدة انا مستغربلها وو..
قاطعه بحدة
انت لسه هاتوقوق... ماتخلص قول يابني انت في إيه
بصراحة كدة بقى انا شوفت الست نيرمين داخلة العمارة اللي فيها شقة سعد.. واما راقبتها لقيتها بتدخل شقة سعد بعد ما فتحتها بمفاتح كام معاها في شنطتها !
انتفض واقفا عن الفراش فقال بحزم
انت متأكد من كلامك ياحودة
والله ياباشا زي ما بقولك كدة .. هو انا هتوه عنها
تأجج صدره بالڠضب وعقله يدور فى عدة سيناريوهات..فقال
اسمع ياحودة .. انا عايز اعرف البت دي بتعمل ايه في الشقة فاهمني
ازاي بس هو انا هاعرف منين بقى
قال مشددا وهو يتحرك بغير بغرفته كالأسد الحبيس
اتصرف ياحودة ولا شوف أي طريقة.. انا عايز اعرف البت دي دورها ايه مع الكلاب دول.. وليك عليا ازودك بالفلوس اللي تغنيك عن الشغل والمرمطة.
..............................
وفي الجهة الأخرى .
وقف حودة بوجه ملثم يترقب حركة الأشخاص الخفيفة في هذه المنطقة النائية.. خلف البناية القديمة المتشققةو الموجود بها شقة سعد.. يبحث عن منفذ يمكنه من الصعود والدخول بداخل الشقة.. لقد وعده حسين بالمال الوفير الذي سيمكنه من تأسيس مشروع جديد يعيش بعائده .. ولكن هذا رغم اغرائه يأتي بالمرتبة الثانية لديه.. فهو متشوق لكشف حقيقة سعد مع هؤلاء النساء . ويبدوا انه قد وجد الطريقة !
بخفة الفهد تسلق على إحدي مواسير الصرف مستغلا عدم ثقل وزنه.. حتى تمكن من الصعود الى الشرفة الإسمنتية.. سقط بداخلها ولحسن حظه كانت نافذتها مفتوحة.. دلف من خلالها بحرص الى داخل غرفة النوم .. مشطها سريعا بعيناه فانتبه على هذه الأصوات الصادرة عن قريب.. خطى بخطواته حتى اصبح خلف الباب الذي فتحه بمواربة ليرى هاتان المرأتان واقفتان بوسط الصالة الضيقة .. جذبه حديثهم فتناول هاتفه ليتقط الصور ويسجل ثم يرسل الرسائل تباعا لحسين الذي طلب منه ان يتابع معه مايحدث لحظة بلحظة.
..................................
وعند نيرمين التي هدرت على امينة حانقة وهي تدفعها للخلف
ماتحلي بقا عني يابت.. مالك انتي باللي بعمله ولا اهببه مع سعد إيه ياعنيا رجعتي تحنيلوا تاني بعد مارماكي زي الكلبة زمان .
صدرت ضحكة ساخرة من امينة وهي ترد
احن لسعد! طب بذمتك انتي مصدقة نفسك وانتي بتقوليها سعد دا كان فترة وعدت من حياتي وانا صغيرة.. لما كنت زي الغرقانة بدور على قشاية تسندني وتخرجني من جو امي والرجالة اللي كانت داخلة خارجة عندها.. مكنتش لسة عرفت الدنيا على حقيقتها.. سعد ياحبيبتي كان بيضحك عليا بكلامه المزوق والناعم وانا من هبلي كنت فاكراه هايتجوزني في حلال ربنا ويبعدني عن امي وقرفها .. لكن انتي بقى ياعنيا .. ايه حجتك عشان تمشي معاه في سكته هاا
هزت رأسها بعدم احتمال وهي تنفي
سكة مين يامجنونة انتي انا مش فاهمة انتي عملالي تحقيقي ليه اساسا هو انتي لدرجادي الغيرة قتلاكي من ناحيتي لدرجادي بتحقدي عليا عشان انا
متابعة القراءة