روايه عنيكي وطني بقلم امل نصر
المحتويات
زي دي هو انت تعرف اني تافهة للدرجادي
هتف بغير تصديق
مش تافهة يابنتي بس انا اصدقك ازاي وانتي جاية تقوليلي ان فاتن عايشة وكمان كانت متجوزة الدكتور منذر اللي كان شريكي في المستشفى
اومأت رأسها بتعب
انا عارفة انك مش مستوعب ودا حقك طبعا.. بس انا بتكلم بجد.. دا انا لولا اني قابلتها بعيني في بيتها واتكلمت معاها وربنا ماكنت هاصدق.. ولو فرضا كنت بكدب مثلا هاتبلى ليه انا على راجل محترم زي الدكتور منذر حسب ماعرفت يعني عن سمعته
انا طبعا مابقولش عليكي كدابة.. انا بس مستغرب ايه اللي لم الشامي عالمغربي.. ومن ناحية سمعة الدكتور فهو فعلا كان راجل محترم الله يرحمه وينضرب بيه المثل في الطهر والنقاء كمان.. ورغم انه كان دايما بيخبي حياته الخاصة عن الجميع.. بس احنا كان ظننا انه عشان ملتزم يعني.. لكن يطلع متجوز فاتن اللي اتضح انها مامتش.. بصراحة بقى دي حاجة ولا في الخيال .
بقولك إيه ياعصام.. انا عارفة انك لايمكن هاتصدق غير لما تشوف بعينك او تسمع
بودانك صح
رددها بعدم فهم وهو يراها تتناول الهاتف تضغط على أحد ارقامه ثم ردت على محدثتها في الجانب الاخر
الوو ياحبيبتي ازيك ... تمام بخير الحمد لله.... بقولك ايه طيب.. ماتاخدي تكلمي الدكتور عصام بنفسك.......
مدت بيدها اليه تناوله الهاتف قائلة
اتفضل اتأكد بنفسك .
تحركت رأسه بالرفض القاطع
لالالا انا مش عايز اكلم حد... انتي عايزاني اكلم مين اساسا
امسك ياعصام وبطل خوف بقى.. هي تاكلك في التليفون.
تناول الهاتف بإيد مرتعشة وخرج صوته باهتزاز ليفاجأ بصوتها الناعم الدافئ
الوو ياعصام.. انت خاېف ماتكلمني ولا إيه
سقط من يده الهاتف وكأنه حية على وشك ان تلسعه ونهض عن مقعده ينظر لفجر بأعين متسعة من الخۏف والدهشة وصدره يصعد ويهبط بتنفس مضطرب.. تناولت هي الهاتف من على الارض قائلة بسخط
وهو بيرميلك التليفون ليه
الټفت الاثنان على الصوت الخشن وصاحبه واقف على مدخل الباب المفتوح بيد الطفلة الصغيرة.
اغلقت هي المكالمة سريعا فردت بارتباك
علاء! لا ياحبيبي دا بس وقع منه من غير ما يقصد..هو انت وصلت أمتى
ردد بوجه جامد قبل ان يتناول الطفلة يرفعها للأعلى ويقبلها
رد عصام بتشتت وهي يعود لجلسته خلف المكتب
هاا... اه ياحبيبي اتفضل اقعد هنا على الكرسي الفاضي ده.
جلس علاء وهو ينظر اليه بتفحص قبل ان يلتفت لفجر مستفسرا
دا ماله ده
مطت شفتيها واهتزت كتفاها تجيب
معرفش انا ماله... اسأله انت
أسأله انا !!
قالها باستنكار قبل ان يتابع
طب انتي جيتي هنا ليه مش قولتي انك رايحة تزوري واحدة عيانة.
ردت متناسية
قولت لمين اني رايحة لواحدة عيانة
عاد بجسده لخلف المقعد ناظرا اليها بتشكك مما جعلها تتدارك نفسها وتتذكر
اااه.. انت قصدك على حسين وخالتي زهيرة.. معلش لو كنت نسيت.. انا فعلا زورت واحدة زميلة هنا في الدور التاني وبعدها جيت هنا اسأل عصام عن حالة حسين واطمن يعني.
تطمني من مين دا شكله مش معانا اساسا او اكنه مضړوب على دماغه .. عصاااام .
قال الاخيرة وهو يضرب بكف يده على سطح المكتب بقوة مماجعله ينتبه مجفلا
في ايه بس ياعلاء ياأخي مالك
رد ممازحا
هو انت بعد دا كله ولساك بتسأل بقولك ايه يابني.. نصيحة كدة خد بالك من الأمورة الصغيرة لامها تشلوحك في المحاكم .
تقبل مزاحه يرد بابتسامة
لا ياسيدي اطمن... احنا واخدين اجازة اليومين دول من المحاكم اصل امها في رحلة لإيطاليا مع جماعة اصحابها.. شالله ماترجع تاني.
غمغم الاخيرة بصوت خفيض اثار ضحكات الاثنان .
بعد مغادرة علاء وفجر.. ظل عصام على حالة الجمود والتشتت.. لايجد تفسيرا لما يشعر به الان من وقت أن سمع صوتها وقد اصابته ارتجافة مفاجئة .. مع تسارع شديد في دقات قلبه.. وعقله يأتي بصورة وجهها وكأنه رأها الأمس وليس من عدة سنوات !!
..... ..
بداخل السيارة وهي جالسة في الأمام بجواره كانت مستندة برأسها لخلف المقعد تنظر من نافذة السيارة للطريق الخارجي واليه مع ترديدها لكلمات الأغنية التي يصدح بها مذياع السيارة..
وهمسلي قالي الحق عليه
نسيت ساعتها بعدنا ليه
فين دموع عيني اللي مانامت ليالي .
بابتسامة من عيونه نساهاني .
أمر عڈاب واحلى عڈاب عڈاب الحب للأحباب
ماقدرتش اصبر يوم على بعده
ماقدرتش اصبر يوم على بعده
دا الصبر عايز صبر لوحده.
كان يقود السيارة هو مندمج معها ومع صوتها الرقيق ومعاني الكلمات الموجهة اليه وهي خالصة بالعشق.. رفع كف يدها يقبلها بحب قائلا
ربنا مايحرمني منك يارب.
تنهدت قائلة بصوت كخرخرة القطة
انا بحب الأغنية دي قوي ياعلاء عشان بتعبر قوي عن اللي جوايا ناحيتك.. انا فعلا مااقدرش اصبر يوم على بعدك ولا حتى دقيقة احس فيها بجفاك.. يعني لو حصل.
ضغط بكفه المطبقة على كف يدها يضعها على ركبته متأوها
بس بقى الله يخليكي كفاية كدة انا مصبر نفسي بالعافية.. مش كفاية عملة الزفت حسين اللي هاتخليني انتظر فرحي عليكي شهور تاني.. كنت ناقصه انا ده .
ضحكت بدلال وهي تزيح بكف يدها الحرة خصلات شعرها المتطايرة على وجهها بفعل الهواء.
ياسلام يعني لدرجادي انت مستعجل على جوازنا
ترك الطريق لينظر اليها ويحدثها بصدق
اوي يافجر.. نفسي اليوم دا يبقى امبارح مش بكرة ولا النهاردة.. نفسي اغمض عيني وافتحها الاقيكي معايا في بيتي ومعانا اولادنا.. انا مقدرش اوصفلك إحساسي كان إيه لما شوفت بنت عصام النهاردة.. قلبي رفرف جوا ضلوعي وانا بتخيل انها تبقى بنتنا انا وانتي.. حتة منك وشبهك.. ياه ياجدعان امتى دا يحصل.
تبسمت بمرح قائلة
بس بنت عصام دي حلوة زي الخوجات.. لكن انا ياعم على قدي .
التف اليها محذرا
مين دي اللي على قدها.. اثبتي مكانك طيب بدل ما اتعصب عليكي.. لو بنت عصام قمر فاانتي قمرين وبنتنا هاتبقى تلت قمرات في بعض عندك اعتراض بقى
قهقهت ضاحكة تقول
طيب انا كنت عايزة اسألك بقى مدام عجباك لدرجاك كدة زي مابتقول.. ايه اكتر حاجة شدتك فيا
التف اليها مجيبا دون تفكير
عنيكي.
هزت رأسها قائلة بوجه متورد يشع بالسعادة
اشمعنى عيوني بقى افهم .. اصل انا طول عمري شايفاهم عادين يعني.. مش زي عيون شروق مثلا لونهم العسلي بيلفت النظر خصوصا في الشمس.
كان قد وصل الى وجهته فاأوقف السيارة أمام البناية التي تضم شقتيهم.. نظر اليها محدقا بعيناها يرد
مش موضوع لونهم ولا شكلهم ايه الموضوع اني اول ما بصيت فيهم حسيت وكأن فيهم رابط بيربط مابينا.. فيهم حاجة بتشدني ليكي زي المغناطيس.. فاكرة لما قولتلك بلاقي فيهم راحتي وقولت كلام كتير تاني عنهم.. انا مكدبتش في حرف يافجر.. انا عندي استعداد اقعد بالساعات وانا مركز فيهم واقرا كل لفته منهم.. وعمري ما امل.. عيونك المرسى اللي رست
متابعة القراءة