وقعت فى قبضه الاسد
المحتويات
تحضر باقى الأطباق وخلفها مراد الذى ترأس المائدة فى مكانه المعتاد .. جلست مريم بجواره وهى تقول
أصلا أنا مش جعانه هعد أتكلم معاك بس
قال مراد بتحدى وهو يرفع حاجبيه بمرح
لو مكلتيش يبقى مفيش كلام .. انا مبحبش آكل لوحدى
ابتسمت له وقالت
خلاص هاكل شوية صغيرين
ابتسم لها .. كانت تلك من المرات النادرة التى يبتسم كلاهما فى وجه الآخر .. فشعرا بشعور ألفة يجمعهما .. أخفضت مريم بصرها لكنها لم تستطع اخفاء ابتسامتها .. عادت أمينة حاملة طبق مريم ووضعته أمامها مبتسمه وهى تقول
ابتسمت مريم لمجاملة المرأة قائله
شكرا يا دادة أمينة بس البيت دايما منور بصحابه
هتفت أمينة قائله
مش بجاملك .. والله كان مضلم فعلا
ثم نظرت الى مراد قائله
وسى مراد مكنش على بعضه من ساعة ما سيبتى البيت .. وحتى مكنش بياكل ولا بيشرب ولا بيعمل أى حاجة غير انه قاعد فى أوضته او فى الجنينة
كان مبوز ومكشر على طول كان ميتله حد .. ومشفتش الابتسامة على وشه الا لما انتى نورتينا امبارح
الټفت مراد لأمينه قائلا بحرج
مش هناكل ولا ايه يا دادة
قالت أمينة وهى تغادر
معلش الكلام خدنى .. يلا بالهنا والشفا
كلى
بدأت فى تناول طعامها وهى مستغرقة فى التفكير .. فنظر اليها مراد قائلا
كنتى عايزة تكلميني فى ايه
تذكرت مريم أمر سهى فقالت
سهى كلمتنى النهاردة وقالتلى انها محتاجة تتكلم معايا ضرورى
أنا عارفه انها اتصرفت غلط .. بس أنا حسه انها محتجانى جمبها .. سهى مفيش فى حياتها صحبة كويسة تقدر تاخد بإيدها .. والديب مبيقدرش الا على الغنمة الشاردة عن القطيع
نظر مراد اليها وبدا وكأنه اقتنع بكلامها وقال بحزم
طيب مفيش مشكلة .. بس هى اللى تجيلك هنا .. انتى ما تروحيلهاش
خلاص تماما هقولها كدة .. متشكرة أوى
نظر اليها مراد للحظات وقال فجأة بحنان
انتى طيبة أوى على فكرة
شعرت مريم بالإحمرار يغزو وجنتيها وابتسمت وهى تنظر الى طبقها قائله
عادى يعني
قال مراد وهو مازال ينظر اليها بحنان وابتسامه صغيره على شفتيه
لا مش عادى .. اللى بتعمليه مش عادى
أنا مبعملش حاجة
قال مراد بهدوء وهو ينظر اليها بإعجاب شديد
لا بتعملى .. بتهتمى بكل اللى حواليكي .. وبتنغمسى فى مشاكلهم أكنها مشكلتك انتى .. وبتحبى الخير لكل الناس .. خاصة الناس اللى بتحبيهم .. ولما بتحبي بتخلصى أوى .. لدرجة صعب ان الواحد يلاقي زيها فى الزمن ده .. ولما بتخصلى بتدى كل حاجة .. قلبك وعقلك ومشاعرك وكيانك كله .. وفى نفس الوقت انتى حطه لنفسك خطوط حمرا كتير فى حياتك .. رغم انك عايشة لوحدك ومفيش حد يحاسبك ومفيش حد يقولك الصح من الغلط .. أو يلومك لو عملتى الغلط .. لكن انتى بفطرتك السليمة بتعرفى تميزى بين الصح والغلط .. وبتراعى ربنا فى كل حاجة بتعمليها .. ورغم انك وحيدة ومفيش حد معاكى .. بس دايما بتكونى قوية وواثقة من نفسك .. وبتعرفى تتحملى المسؤلية وانسانه يعتمد عليها .. وناجحة فى شغلك .. وفى نفس الوقت عارفه حدودك .. وعارفه انك بنت مش راجل .. يعني رغم نجاحك وثقتك فى نفسك وقوة شخصيتك واعتمادك على نفسك الا انك أنثى بجد .. بتقدرى تحسسى الى أدامك برجولته وبقوامته عليكي
كانت وجنتيها تشتعلان خجلا وتنظر الى طبقها وتلعب بعصبيه بالملعقة وهى لا تستطيع النظر اليه .. أمرها عقلها بأن تستأذن وتنصرف .. لكن قلبها أمرها بالبقاء ..فإمتثلت لأوامر هذا الأخير .. مرت لحظات صامته بيهما .. لا تستطيع أن
متابعة القراءة