وقعت فى قبضه الاسد

موقع أيام نيوز


من المفترض أن يتم ترحيلها فى الصباح الى الشركة التى قبلت عرضهم فى المناقصة .. أوقف سيارته وأوشك أن يفتح باب المخزن لكنه دهش عندما وجد القفل مكسور .. فتح الباب ودخل .. سمع بعض الأصوات فى الخلف .. توجه الى حيث مصدر الصوت ليصدم برجل ملثم يقوم بإسكاب البنزين الذى اخترقت رائحته أنف ياسين على الكونتينرز التى تحتوى على شحنة الألومنيوم .. حانت التفاته من الرجل الملثم الى ياسين .. وقف الرجلين فى مواجهة بعضهما البعض .. قال ياسين فى نفسه تبا لتلك العينين وهاذان الحاجبان الكثيفان .. لم يظهر سوى نصف وجه لكن تمكن من معرفته .. تبا لك يا رجل أتجرؤ على معاداة عائلة السمري .. ستكون الحړب اذن .. دار هذا الحديث الصامت قبل أن يلتفت ياسين ويهرول فى اتجاه باب المخزن .. حتى يتمكن من احضار الرجال للقبض على هذا الملثم الذى عرفه حق المعرفة .. لكن قبل أن يتوجه ياسين الى باب المخزن انطلقت رصاصة من مسډس كاتم للصوت لتستقر فى رأس ياسين ويسقط قتيلا والډماء ټنفجر من رأسه على أرض المخزن.

جلست مريم فى غرفة المعيشة فى بيتها المتواضع للغاية .. تشاهد التلفاز .. بعينين بدتا وكأنهما فى عالم آخر .. تنظر الى اشياء لا وجود لها .. بدت ساهمة هادئة .. متقوقعة على نفسها تحتضن قدميها بذراعيها وتستد بذقنها على رركبتيها .. عينيها على ساعة الحائط .. تنظر اليها كل خمس دقائق .. وكأنها على موعد هام .. موعد لا يمكن تفويته .. موعد أهم من اى شئ آخر فى حياتها .. بمجرد أن تحركت عقاپ الساعة لتقترب من الثانية عشر .. حتى هبت واقفه .. وتمنت أن تتحرك بسرعة أكبر .. تبا لك أيتها العقارب .. لماذا تسيرين كالسلحفاه .. هيا أريدك أن تصلى بى الى موعدى .. موعدى الذى أنتظره بشوق ولهفة .. دقائق قليلة وأعلنت الساعة وصولها أخيرا الى الثانية عشر بعد منتصف الليل .. لاحت ابتسامة صغيرة على شفتيها .. توجهت الى غرفة نومها وأخرجت حقيبة من دولاب ملابسها .. جلست على السرير وفتحت الحقيبة الممتلئة بخطابات مغلقة .. وأخذت تبحث بسرعة ونهم عن الخطاب الذى يحمل رقم 53 .. ظلت تبحث عنه حتى وجدته قابعا بين الخطابات والتى يحمل كل منها رقما خاصا به .. اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها و ته بين كفيها وكأنها وجدت كنز ثمين .. أسرعت بلهفة تفتح الخطاب وتقرأ ما به 
حبيبتى مريم .. كيف حالك اليوم حبيبتى .. أأنت بخير .. أأنت مريضة ..أتشكين من شئ حبيبتى .. أتمنى أن تكونى بخير حال .. مريم .. حبيبتى .. معشوقتى .. سأطلب منك هذه المرة شيئا .. وأعلم أنك ستنفذين طلبي .. أريدك أن تختارى احدى صديقاتك المقربات .. وتذهبين معها غدا فى نزهة نيلية على ظهر مركب .. وسط النيل .. أريدك أن تغمضى عيناك الجميلتين وتتمتعين بالهواء المنعش وهو يلفح وجهك الجميل .. أتذكرين كيف كانت نزهاتنا النيلية .. كيف كنتى تطيرين فرحا باللعب فى الماء بيدك .. كنت تبدين كطفلة صغيرة مشاكسة وأنت تحاولين رش الماء على ملابسي .. أتذكر جيدا ضحكاتك الجميلة .. وسعادتك فى تلك اللحظات .. أريدك أن تقومى بتلك النزهة يا مريم .. استمتعى بوقتك حبيبتى .. أعلم أنك لا ترفضين لى طلبا وستمتثلين لما أطلبه منك .. حبيبتى الجميلة .. القريبة البعيدة .. حبيبك ماجد
أنهت قراءة الخطاب وضمته الى صدرها بشدة وأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب .. وتقول هامسه 
حاضر يا حبيبى .. حاضر.
الحلقة الثانية.
أنهت مريم قراءة الخطاب وضمته الى صدرها بشدة وأغمضت عيناها لتتساقط عبرة على الخطاب .. وتقول هامسه 
حاضر يا حبيبى .. حاضر.
طوت الخطاب وأعادته بداخل الظرف برفق ثم فتحت درج الكمودينو بجوار الفراش .. كان الدرج يحتوى على العديد من الخطابات ..ضمت اليهم الخطاب الذى بيدها وتوجهت الى فرشها وتدثرات بالغطاء .. ألقت نظرة حزينة على الفراش الآخر الخالى ثم أمسكت مصحفها وشرعت فى القراءة وعيناها تشعان حزنا وألما
 

تم نسخ الرابط