لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد
المحتويات
منك
خفضت أنظارها بخجل وقالت بإبتسامة
صافية وهي تعترف بالمقابل
.. أنا كمان ساعات كنت بتعمد أدايقك يمكن تحس باللي فيا وأرجع ألوم نفسي بس كنت بكابر
هز رأسه وقال متنهدا
.. الحال من بعضه ساعات كتير بكون عارف إني غلطان وكنت بقاوح
هزت آشري رأسها وقالت بضيق
.. طب والعمل هنرجع ندایق بعض تاني
هز رأسه نافيا وقال
.. وليه نمشي في سكة واحنا عارفين نهايتها ده حتى يبقى اسمه غباء
تمتمت پخوف
.. وايه اللي يضمن
هز رأسه قائلا
.. أن المرادي عاوز ننجح ونجاح أي اتنين هيكون بسببهم هما الأتنين
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
.. مش فاهمة
قال بإبتسامة واسعة
.. كنت متوقع بصي ياستي أنا الراجل وأنت الست
حدقت فيه بترقب واجم فأردف
.. یعني أنا أشيل مسئولية حياتنا وبيتنا وأنت تحتويني وسوا نتشارك قرارتنا محدش يمشي في طريق ويقول للتاني هوا كده أخبط راسك في الحيط
ابتسمت آشري بسعادة
.. بجد یازیاد هتعمل كده فعلا
هز رأسه بجدية تلك المرة وقال
.. لأني عاوز ننجح يا آشري ولأني مش قادر فعلا أعيش منغيرك وأنا على فكرة بدأت علاج
أمسكت آشري بكفه قائلة
.. وأنا هفضل جمبك فهز رأسه رافضا
.. الموضوع ده بالذات لازم أكون فيه لوحدي أنا كمان يومين مسافر فرنسا الدكتور قالي أنه في عملية تنفع لحالتي
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
.. هتسافر لوحدك!
رد قائلا
.. مش كده وبس مافيش حد غيرك يعرف بموضوع العملية ده كمان أنا مقولتش حاجة لأخواتي
ردت بحزن مضاعف
.. زياد أنا لازم أكون جمبك
حدق بها لوهلة وقال مټألما
.. كفاية إني شايل ذنبك وحاسس أني لسه أناني زي ما أنا مصبرتش لحد ما أعمل العملية وأشوف نتيجتها بس عندي أمل أنها تنجح
ردت بعزم
.. أيا كانت النتيجة مش هتأثر علي قراري يازياد المهم عندي أنا وأنت والعلاقة مابينا ناس كتير عندهم أطفال وكل واحد فيهم في واد هنروح بعيد ليه أخوك مخلف من اتنين والتالت .
نکس زیاد رأسه بخزي وقال
ردت آشري هازئة
.. سالي مش غلبانة وبعدين أخوك هوا اللي اختار وإن كان عليا أنا نسيت الموضوع ده خلاص مش عاوزة نتكلم فيه تاني
نظر لها بتقدير بالغ ورفع كفها لشفتيه وطبع عليه قبلة دافئة قائلا بغزل عابث
.. تحت أمرك ياجامد
استهلت من جديد قولها وهي تسحب كفها من بين قبضته پغضب کاذب
.. یعني إيه بقا بعير
قال بتهكم شدید
.. كائن ميفرقش عني أنا وجاسر کتیر
اختتموا جميعا قراءة سورة الفاتحة بقولهم أأ آمین فيما تعلقت أنظار کریم کالمسحور بوجه سالي ومعتصم يرمقه بنظرات ضيقة حتى قال والد کریم الحاج مصطفى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ربت کریم علی کف والده بإمتنان وسعادة قائلا
.. ويباركلنا في عمرك ياحاج
ابتسم والده وأخرج من سترته علبة مخملية صغيرة ومد يده نحو سالي التي كانت تراقب الموقف بصمت مهيب وهو يقول
.. اتفضلي يا بنتي دي حاجة بسيطة
تناولت منه سالي العلبة بتوجس وقالت بخجل مضاعف
.. مکنش ليه لزوم حضرتك تكلف روحك
قال الأب بسعادة مفرطة
.. لا ده ندر على الحاجة أم كريم الله يرحمها ووصتني هيا عليه كانت نادرة تلبسها لعروسته بإيديها اعذريني بقا راجل عجوز ومكحكح مش هعرف ألبسهالك بإيدي
قال كريم ضاحكا
.. طب مش كنت تقولي أنا أعرف ألبسهالها ضحك الجميع وتوردت وجنتا سالي بحمرة الخجل وفتحت العلبة لتطالع سلسالا ذهبيا رفيعا وتتدلى منه حلية خطت بخط عثماني ماشاء الله محلاة بفصوص رقيقة ورغم بساطة الهدية بالمقارنة بالمجوهرات الباهظة التي كان يهديها لها جاسر في الماضي إلا أنها لمست داخل قلبها وترا حساسا جعلت ضميرها يأن ۏجعا إذ أنها في أعمق لحظاتها مع کریم تفکر بسواه وتعقد لا إراديا مقارنة بين ماحمله لها والده البسيط وما كان يحمله لها جاسر في الماضي زجرت نفسها إذ أنها لم تكن طامعة يوما بمال ونفوذ ويكفيها المشاعر الصادقة التي تحملها تلك الهدية فوضعتها بسعادة وقالت
.. أنا متشكرة لحضرتك أوي
وعلى الرغم من مراسم الاحتفال والسعادة المرتسمة على ملامح علی کریم ووالده بوضوح إلا أن مجيدة بدأت تستشعر أن ظلال الذنب تقتات على راحة قلبها خاصة وهي تراقب تشتت وضياع ابنتها وقلبها يحدثها أنها في تلك اللحظة بالتحديد لا تفكر إلا بسواه فقالت
.. مبروك يا كريم يابني مبروك ياسالي والله ياحاج مصطفی إحنا اتشرفنا بكم أووى وكفاية كرم أخلاقكم
ضحك الحاج مصطفى قائلا
.. أنا الفرحة مش سيعاني أول ماكريم قالي يا بابا أنا نويت أخطب وأنا جريت أحضر البدلة وأرتب أموري وقولتله على بركة الله دي أكيد بنت حلال مصفي اللي عرفت تقنعك بعش الزوجية المحترم
ضحك معتصم ساخرا
.. یعني حضرتك یادکتور کنت مضرب عن الجواز
الټفت
له کریم وقال
.. مش بالظبط إضراب لكني كنت شايف أنه مشروع العمر ولازم الواحد يتمهل فيه
وعندها منح معتصم سالي نظرة ماكرة وقال متساءلا
.. وميهمكش في نفس الوقت ظروف سالي الإجتماعية إيه اعذرني لكن سالي زي أختي بالظبط وأحب إني اتطمن عليها رمقته مجيدة بنظرة مشټعلة
ابتسم کریم وتولي الحاج مصطفی الرد بالنيابة عنه ضاحكا
.. نفس ظروفي أنا والحاجة الله يرحمها كانت أول نصيبي وكان سبقلها الزواج والحمد لله مانجحتش عيشت معاها أسعد أيام حياتي واللي مصبرني على فراقها كريم ابني حته منها
وتابع کریم وعيناه مرتكزة على الصامتة والتائهة في بحورها الخاصة
.. أظن يا أستاذ معتصم من الناحية دي بالذات لازم تكون متطمن وبعدين أنا برتبط بإنسانه مش کشف هيئة ولا خانة في بطاقة
قالت سیرین بلطف
.. ماشاء الله يا دكتور ياريت كل الناس بعقلية متفتحة زي حضرتك
فتح الباب قليلا ليطالع صغاره النيام في تلك الساعة المتأخرة من الليل ولكن ما اجتذب أنظاره فراش سليم الخاوي فقفز قلبه هلعا واتجه للفراش ليقطع الشك باليقين يقين أخبره أنه ابنه ليس بفراشه ولكن أين عساه أن يكون خرج من الغرفة بهدوء على قدر المستطاع وسرعان ما هدأت دقات قلبه الملتاعة إذ لمح ضوءا يتسلل من خلف الباب الموصد لحجرة والدته رحمها الله فاتجه نحوها وفتح الباب بقوة ليجد ابنه منزوي بركنها الأقصى يبكي في صمت فهتف بقلب يرتجف وقدماه تستبق الرقعات الرخامية لتصل إليه وجثا على ركبتيه وتلقفه بأحضانه
.. مالك ياسليم
سايب أوضتك وقاعد هنا ليه وبتعيط فأبعده الصغير بقوة وانزوى بأحضان جسده الضئيل بعيدا عنه وهو يقول بخشونة تناسب غضبه الطفولي
.. أنا كويس ومش بيعيط الراجل مش بيعيط
وما تعريف الهزيمة أهي بكاء الرجال أم عجز أب إحتواء صغيره والتقرب منه تنهد جاسر متعبا ودعك خلايا وجهه المتغضنة وقال راجيا
.. طب قولي مالك يمكن أقدر أساعدك!
ونظرة الصغير المشبعة بالإتهام الصريح والقسۏة المتعاظمة بأضلعه حرقته قبل أن تشعل كلماته المزيد من النيران في صدره
.. ماما هتتجوز ومش هترجع زي ما كنت بتقولنا
هل أهتزت الأرض من تحته أم أنه فقد إتزانه فقط بوقع تلك الكلمات التي أشعلت الرماد بعيناه فصارت حريقا لا يمكن السيطرة عليه رغم نبرة صوته الجامدة
.. أنت جيبت الكلام ده منين
قام الصغير وأشرف على جسد والده الضخم قائلا بثقة من يلقي الذنب عن عاتقه ويحمله له کاملا
.. قالتلنا النهاردة أنها هتتجوز عمو کریم
قام جاسد بفوران مشاعره الفياضة وقال على أمل أن ينفي الصغير شكوكه ويمحو مخاوفه
.. مین عمو کریم
سار سليم للخارج وكأنه لم يستمع له واستدار قبل أن يغيب عن ناظریه
.. الدكتور صاحب المركز اللي بتشتغل فيه
وتسارعت الصور أمام عيناه والمصدر ذاكرته القريبة واللعڼة على كل شيء خرج من غرفة والدته واتجه بسرعة البرق نحو مكتبه فتح شاشة الحاسوب ومضى يدق بسرعة على أزرار البحث عن مركز الأسنان بالعنوان الذي يحفظه عن ظهر قلب حتى ظهر له نتيجة بحثه مركز الدكتور كريم مصطفی لعلاج الأسنان وإلى جواره صورة باسمة لذلك الأرعن الذي جرؤ على إقتحام رقعة ممتلكاته والاقتران بأم أطفاله والويل كل الويل لها والهلاك كل الهلاك لكل قطعة زجاجية أو خشبية صادفت لحظها التعس خروجه كالإعصار من غرفة مكتبه وصولا لغرفته غير عابئا بأنه قد أوقظ نصف ساكني القصر وصڤعة الحياة غاية في القوة عندما تخبرك أنه بالفعل قد فات الأوان ولكنه لعناده يتشبث دوما بالنفي الأعمى.
النوم قد يكون راحة لكل مبتلي پألم جسدي ولكن للمبتلي بالآم النفس لا يجد فيه راحة والخۏف أحد تلك الآلام التي قضت مضجعها في ساعات الفجر الأولى عندما سمعت صوت ټحطم قوي لعدة أشياء لاتدرك کینونتها وخطواتها المرتجفة خارج غرفتها أكدت لها مرور إعصار أو زلزال بالقصر أو على وجه التحديد أحد أركانه التي كانت تصل مابين غرفتي السيد عادت لفراشها وبصعوبة استطاعت الحصول على قسط هاديء من النوم مالبث أن قطع لدى سماعها لټحطم قطعة فخارية على مايبدو بالحديقة التي تطل عليها نافذة غرفتها الوحيدة فقامت لتطالع سیدها وهو يسير هائما ينفث دخان تبغه المحترق بأنفاس غاضبة وأقدام مشعثة الخطى خرجت من غرفتها بعد أن توضأت وأدت فريضة الصباح وفي طريقها للمطبخ لاحظت جلوسه الشارد في حجرة المعيشة الواسعة فاقتربت نحوه بحسم وهي تذكر نفسها بأنها ليست مخطئة بشيء ليطال الخۏف همتها قائلة بصوت ودود وهي تطالع عشرات من أعقاب السچائر المدماة في المرمدة الكريستالية جواره
.. صباح الخير يا جاسر بيه أحضر لحضرتك الفطار
لم يتجه بأنظاره إليها وتجاهل أيضا سؤالها الودود رفع سماعة الهاتف الأنيقة ومدها نحوها بغطرسته الفائقة قائلا بصوت ثابت لا يحتمل الرد أو النقاش
.. کلمي سالي قوليلها أنه سليم كان سایب سريره وقاعد يعيط بالليل في أوضة جدته الله يرحمها وشكله زعلان من
حاجة وخليها تيجي دلوقت حالا
بهت وجهها وارتجفت شفتيها وكذلك أناملها ومع ذلك انصاعت لأمره حرفيا واستمعت لسؤال سالي القلق بذهن غائب وأعين متعلقة بالسيد الذي كان يرمقها بصرامة وهو يستمع لحديثهما بفضل السماعة المكبرة
.. مش عارفة والله يا سالي هانم بس هوا كان بيعيط بالليل في الضلمة وأنا قلقانه عليه ينوبك ثواب تعالي بصي عليه قبل ما تروحي شغلك
تنهدت سالي وهي تشعر بالذنب والدموع تقفز لعيناها كما اقټحمت عيون صغيرها بالأمس القريب قائلة
.. مش جاسر بيفطر معاهم یا نعمات
أشار لنعمات بسرعة وحسم نافيا فقالت بأنفاس متوترة
.. لاء جاسر بيه مشي مشي من شوية راح الشغل بدري
تنهدت سالي بإرتياح وقالت
.. طيب يانعمات أنا مسافة السكة وأجي
وضعت نعمات سماعة الهاتف وضغط جاسر على زر المكبر ليطفئه فيما قابلته نعمات بأنظار لائمة وقالت
.. بقي على آخر الزمن وأنا في السن ده تخليني أكدب یاجاسر بيه
رمقها جاسر بنظرة قاسېة
متابعة القراءة