لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد
المحتويات
في عقلها إن خدعتني مرة عار عليك وإن خدعتني الثانية عار علي وتلك المرة لن تنساق خلف الظنون ولن تجبرها للعودة تحت رايته وسار هو لجوارها صامتا ولكن وجهه لازال يحمل علامات التساؤل وعقله غائب في احتمالات بعيدة كل البعد عن مرسی أفكارها بشأنهما فما الذي تحاول تناسيه ذكرياتهما سويا ماكانت يوما حياتهما
هل تحاول بالفعل تناسي الماضي ولكنها لن تستطيع!
أسئلة طحنت الباقية المتبقية من صبره فأمسك ذراعها بحزم ليوقفها هو بحاجة لإجابة شافية حتى لو لم تكن على هواه وصوته ينفث الڠضب والقلق والحيرة
ولحد إمتى الحيرة دي يا سالي أنت أمتی تنسي وتسامحي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بيها وتيجي كل يوم وماتشاركناش رفع عيون حذرة وقال بهدوء
أنا بس حاسس إني اللي هقوله تافه بالمقارنة بيهم نيفين مثلا مريضة سړطان وجوزها أتخلى عنها بعد ما صرفت كل اللي فلوسها على مشروعه وأمجد . . قاطعته بنفاذ صبر محترف
نيفين وأمجد والباقية هنا جايين يتشاركوا أنت يا أسامة عندك إيه النهاردة تشاركنا بيه
وضعت نيفين تلك الرقيقة رغم المړض الذي يتاكلها كفها فوق کفه وقالت مشجعة له
أنا عاوزة أسمعك كلنا . . ده حقك علينا عبس بحاجبيه ودمعت عيناه رغما عنه وقال بصوت مبحوح وأقرها وللمرة الأولى بصوت مرتفع وشعر بعدها أنه تحرر ولو لوقت ضئيل
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وأنا اللي عمري ما فكرت أنه ممكن ينطقها حتى فهزت سالي رأسها بسخرية مريرة وألقت بالوريقة بعيدا دون اهتمام قائلة
ده العادي بتاع جاسر مستعد يعمل أي حاجة عشان يوصل للي عاوزه وبعد أسبوعان من مراسلات يومية بزهوره التي لم تنقص يوما والتي لم تتوان هي عن إرسالها يوما بعد يوم لملجيء لكبار السن قريب وجدته بمكتبها بشحمه ولحمه ويبدو أنه لن يتراجع غير أن نبرة الهدنة بصوته جعلتها تستمع له بعد أن كانت على وشك طرده دون هواده والعرض كان المبلغ مالي هائل للتبرع فارتسمت ابتسامتها الساخرة بركن فمها المتنزوي لأعلى وقالت
یعني مكلف نفسك وجاي لحد هنا والتبرع كان ممكن يتم عن طريق البنك أو مندوب مثلا و هز رأسه ولأول مرة بحياته ربما يقر
أنا جيت أعتذرلك عن يوم الفرح الشيك ده كان من فترة معايا حتى شوفي التاريخ اللي عليه مرت بسرعة على الشيك المخطوط من أسبوع ماض وقالت دون إهتمام
تعتذر عن إيه
فقال بخجل
عن سوء الفهم اللي حصل قاطعته هادئة
قال يعني ماكنش قصدك فاقترب منها وعيناه تحيطها
لاء كان قصدي بس كان سوء تصرف مني بعتذر عنه هي لم تعهده صریحا إلا لغرض فقالت بنفاذ صبر غاضب فهی لن تتحمل تبدل أدوارهما فهو كالحمل الوديع وهي المستذئب بليل أسود
ادخل في الموضوع على طول یا جاسر جاي عاوز إيه
فابتسم وقال بهدوء
ممكن أشرب الشاي عندكوا النهاردة فهزت كتفيها هازئة
ليه ماعندكوش في القصر ظل يرمقها بتلك النظرة التي كانت دوما تثير حنقها نظرة الأب الصبور والخائب أمله بطفلته العنيدة التي أساءت كعادتها التصرف فقام وأحكم غلق سترته وقال دون أن ينتظر إجابة
الساعة سبعه النهاردة هكون عندكوا القدر بالفعل له طرقه ونحن من نصنعها ونلوم عليه نتيجة المسار غير أنها في تلك اللحظة لن تلوم سوى نفسها إن عادت لعهدها القديم معه الأطفال بغرفتهم بمنزل والدها والساعة السابعة كما هو الموعد وهاهو يقف بباب بيتهم المتواضع وأمها تستقبله بابتسامة متجمدة فابنتها كمن تخوض حربا وليس مشروع زواج وعودة لأحضان بيتها كما تأمل وتتمني وهي كأي أم القلق والخۏف حق مشروع لها حتى آخر أنفاسها وعندما جلسوا في صالون المنزل كانت نبرتها العاجزة تخبرانه
وإيه اللي يضمنلي تحافظ عليها تاني يا جاسر
نظر للتي تلبست الصمت فصار ردائها وقال مطمئنا بصدق فالكبرياء والعند لن ينقذانه
عشان أنا أول حد اتجرح يوم ما فرطت فيها وجرحت ولادي معايا وعندما شعرت أمها بالراحة أخيرا انتفضت هي وقالت پعنف لا مبرر له
ماما لو سمحتي سيبينا لوحدنا شوية هزت مجيدة رأسها بإذعان وقالت
هسيبكم براحتكم وربنا يهدي سركم وقف جاسر احتراما لها وكانت هي متجمدة بمكانها وعيناها كالصقر فوق رأسه فابتسم لها وقال
حاسس زي ماكون تلميذ مستني العقاپ ولم تنال البسمة من شفتيها ولا حتى بملمح ساخر كما كان يأمل على أقل تقدير ولكنها هزت رأسها وقالت مقرة
فعلا أنت ليك عقاپ ولسه ما أخدتوش أوعى تكون افتكرت أنه اتضحك عليا بالكلمتين الحلوين اللي طمنوا قلب مجيدة أنا اللي عاشرتك وأنا اللي عارفاك أكثر من أي حد تاني فتنحنح قائلا
بس أنا اتغيرت يا سالي هزت رأسها وقالت بنفي قاطع
لاء ما اتغيرتش ده اللي انت بتحاول توهم نفسك بيه وبالتالي ماليش حجة فتنهد قائلا
تفتكري لو ماكنتش اتغيرت كنت جيت لحد عندك واعترفت قدام والدتك بغلطتي فابتسمت وتلك المرة بملامح سخرية خالصة
ده مجرد تنازل وقتي عن غرور متأصل فيك زي الشجرة اللي جدرها ضارب السابع أرض فتغضنت
ملامح وجهه بالألم
يا اه للدرجادي أنا كده أقرت بهدوء قاس حاسم
وأكتر . أنت بس مستني أرجع وهترجع أنت كمان جاسر العنيد اللي مافيش حاجة ترضيه غير دماغه الناشفة واللي عشانها يعمل أي حاجة في أي حد والمبررات موجودة ومقنعة لیه هوا لوحده وده لوحده كفاية فقال معترضا
وولادنا وأخواتي وأنت!
رفعت له سبابتها وقالت
صح کده الترتيب تمام مظبوط بالحرف وأنا اللي في الآخر ثم ابتسمت بل وضحكت وقالت هادئة
وتقولي اتغيرت ! فهز رأسه نافيا وتقدم نحوها بجسده وجلس في المقعد المجاور لها وقال بصوت خفيض وهو يعلنها لأول مرة بوضوح
لأن دول تكويني وأنت جزء لا يتجزأ من تكويني اللي مالهوش أي ترتيب مجرد ضلع بنقص . . . . . . . وهز رأسه بتيه استشعره لمجرد الفكرة بخاطره وقال بعدها هامسا بصوت متحشرج
. . . . . . يعني ضياع لين اجتاح ملامح وجهها واستطاعت السيطرة عليه في غضون ثوان بقسۏة رسمتها بوضوح على معالمه وقالت بغتة
الشرط الأول رجوعنا صوري على ورق مالكش عندي أي حقوق زوجية ولم تبالي بمعالم الألم المندهش لقسۏة كلماتها التي تخبره أنها ماعادت تطيق قربه ولا حتى لمسته وتابعت بنفس النبرة الجامدة الشرط التاني هفضل اشتغل ومش هسيب شغلي تحت أي ضغط مهما كان وصمتت وهي تراقب ردة فعله ولكن وجهه تحلى بقناع مظلم متماسك كلماتها فقال ببرود متسائلا
والشرط التالت!
تعالت دقات قلبها وهي تسرده عليه وعقلها لمجرد فقط الخيالات التي تغتاله جعل من التنفس أمرا مستحيلا
هرجع أعيش معاك في القصر بشرط العفش كله يتغير لم تشعر يوما بضرورة تلك الأمور التافهة بأنظارها فهي مجرد جمادات خشبية لاروح فيها ولا حياة ولكنها الآن باتت تحمل لمسات أخرى تنقلت بين جنباتها ووضعت معظمها بغرفة نومها وعلى جسده الذي أصبحت لا تطيق الاقتراب منه حتى حملت بأحشائها جنينا لاذنب له سوى أنه كان نتيجة لتقارب حميمي يشعل النيران بوجدانها كلما يمر واقعه بطيف خيالها كان ينظر لها أو بالأصح يراقبها وسادت فترة صمت طويل بينهما حتی قطعه قائلا
خلصتي شروطك
فهزت رأسها بإذعان وهي لا تقوى على الحديث عندها قال
أنا هنفذلك كل شروطك ياسالي بس عاوز أعرف ليه موافقه ترجعي وأنت حتی کارهه لمستي!
وترقرت الدموع بعيناها حتى قالت بصوت منکسر
لأنك ماكرهتش لمسة غيري فهز رأسه متفهما وقال بعد برهة
وده عقاپي مش كده فهمست بغل مشتعل بقلبها رغما عنها
ویاریته كان كافي وعندها هم بالانصراف وعدل من سترته قبل أن يختفي وقبل أن تعالجه هي بضړبة أخرى لم يحسب حسبانها
معتصم هيكون وكيلي فالټفت لها وقال مغتاظا
أظن كده كفيتي ووفيتي يابنت محسن الطيب فابتسمت ساخرة منه
ماقولتلك ماټت وأنت اللي دفنتها فهز رأسه نافيا
مهما أعمل هتفضل كل ذكرى حلوة جواكي سيبهالك هيا اللي تسيطر عليك لآخر وقت وعاد والدها لحياتها مقتحما فهو لن يترك وحيدته في مهب رياح الحياة بمفردها وإن رفضت الاقتران بآخر فلا بأس فسيظل هو يحاوطها وصغارها بالرعاية رغما عن رأسها العنيد
متابعة القراءة