لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد
المحتويات
كانت الأسباب والأفضل أن كل واحد منا يمشي في طريقه یا هنفضل خطين متوازيين عمرنا ما هنتقابل أو يمكن تتلاقی خطوطنا فقام وظل ينظر لها وداخله محمل بكل المشاعر التي تصطرخ مستجدية التلاقي ومع ذلك وضع على وجهه قناعا باردا يليق بأحد أفراد آل سليم وقال
أشوف وشك بخیر يادرية .
من كان يظن أن قالب الشيكولاتة التي حملها أسامة في الصباح تكون في اليوم التالي وظيفة بأجر ثابت بل ومشروع مستقبلي يعد بالنجاح اللامحدود استيقظت صباحا على صړاخ أيهم من ألم ضرسه مجددا فحملته وهي ټلعن الحلويات بكافة أنواعها وطيف أسامة الذي رافقها ساعات الليل كاملة لتبلغ اللعنات مداها عندما علمت بترك سالي لعملها بالمركز منذ أيام قلائل ورفض أيهم للكشف عند طبيب آخر حتى أرشدتها إحدى الممرضات لطوق النجاة عنوان المركز الخيري الذي تمتلكه سالي وما كانت سوی ساعة زمنية حتى تخلص أيهم من آلآمه بالمعدات البسيطة وبيد سالي الماهرة وقالت وهي تبتسم لدرية
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
فابتسمت لها درية
بالعكس أنت نجدتيني أيهم كان مش قابل بدكتور تاني غيرك بس طالما عندك مرکز ملكك ليه كنت بتشتغلي مع دکتور کریم خلعت سالي قفازها الطبي وقالت
أنا الأول كنت بشتغل عنده لحد ما زي ما أنت عارفة حكاية الورث دي ففكرت أعمل بيها مشروع خيري بإسم المرحومة والصراحة دکتور کریم کان بيساعدني وماسك كل الحسابات لكن دلوقت . . . توقفت سالي عن السرد عندما لاحظت إمارات عدم الفهم جلية على وجه درية فقالت بإختصار
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
المهم تكوني مرتاحة لقرارك أخذت سالي نفسا عميقا وهزت رأسها
جدا وما أنكرش فضلك عليا في القرار ده اتسعت عينا درية وهتفت
أنا!
فابتسمت لها سالي
یعني أنت ربنا بعتك ليا عشان تشجعيني رغم أني ماكنتش صاحبة القرار ۱۰۰ بس ده الصح فهزت درية رأسها وقالت
ولو أني مش فاهمة حاجة من ساعة ما اتكلمتي عن الورث لكن وماله متشكرة جدا والظاهر أننا خلاص هنكون زبون دایم طالما الأستاذ أيهم مش عاوز يرحم نفسه فضحكت سالي وقالت
كل الأطفال كده ولا يهمك وعموما هنا فيه قسم للعلاج بالمجان فامتشليش هم فهزت درية رأسها رافضة عرضها السخي وقالت
طب خلاص بس الأول تشوفيلي حد يمسك الحسابات وأنا آخد منك ساعتها الفزيتا فلمعت عينا درية وقالت مقتنصة الفرصة
أنا أمسكها فهتفت سالي غير مصدقة
بجد وجاسر!
فقالت درية
أنا سيبت الشركة من حوالي شهر وحاليا زي ما بيقولوا عواطليه فعقدت سالي حاجبيها وقالت
لكن أنت لو طلبتي ترجعي جاسر عمره ما هيرفض أنا أصلا مستغربة أنه وافق تسيبي الشغل أخفضت درية عيناها وقالت هامسة
عارفة بس أنا كده مرتاحة أكتر الشغل مع جاسر متطلب جدا والولاد بيحتاجو مني رعاية أكتر والمرتب اللي هتقولي عليه أنا راضية بيه فمدت لها سالي يدها تصافحها وقالت
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هتاخد خمسميت ألف ومية جنيه فاتسعت عينا المرأتين وتعالت ضحكاتهما وبعثرت أمه خصلات شعره بحب
أما أنك مفتري صحيح في كل صباح تنتظر رسائله النصية ٠حتى تستطيع المضي قدما في عملها ولكن مع غياب رنة الهاتف المميزة تبعثرت أفكارها وتشتت حتى أنها لاتفقه شيئا مما تقوله مساعدتها على الرغم من أنها أعادت صياغة حديثها لمرتين متتابعتين فقالت بنبرة اعتذار خالصة
سوري بجد مش مركزة في ولا كلمة من اللي بتقوليه ممكن تسيبني شوية لوحدي تركتها المساعدة الخبيرة بمفردها وهي ترمقها بإشفاق إذ بلغ بها التشتت مبلغه حتى أنها وضعت رأسها على سطح المكتب الترتاح قليلا فعادت لتنقر فوق أزرار الهاتف لتتصل به تلك المرة بإصرار لأن تحصل على رد ولكن ما من مجيب وماهي إلا بضعة دقائق حتى طرقت مساعدتها الباب مرة أخرى فعلت وجهها نظرة غاضبة وقبل أن تسترسل بحديث غاضب قالت المساعدة
الطرد ده وصل حالا عقدت حاجبيها بتعجب فهي كانت حمل صندوق مستطيل عریض بلون أبيض يزينه شريط نبيتي من الستان فقامت لتوقع بالاستلام ثم فتحته بلهفة لتطالع ورقة صغيرة خط عليها بخطه الأنيق ماقدرتش أجيبه أبيض وأنت عاوزاه أوف وايت یارب يعجبك فضحكت وهي ترتعش من شدة فرحتها ونفضت الأوراق التي تغلفه برقة حتى طالعت قماش فستان زفاف مطرز رائع الجمال ورفعت أنظارها لمساعدتها التي كانت تصقف بكفيها بجزل قائلة
مبرووووك یا بوس وقطع لحظتهما المشحونة بالمشاعر المختلطة دخوله حاملا باقة زهور حمراء يشاكسها قائلا
طب هيا وبس جابتلك الطرد لحد عندك وبوستيها أنا بقا اللي اشتريته وغلفته بنفسي وجيت بيه هنا بلحمي وشحمي ليا إيه
فضحكت وترقرقت عيناها بدموع الفرحة واحمرت وجنتها وتنحنحت مساعدتها لتنصرف بخطوات مسرعة إلى الخارج فاقترب منها وهمس لها وهو يقبض على كفيها
اعملي حسابك الفرح كمان أسبوعين فهتفت غير مصدقة
فرح ! هز رأسه مؤكدا
ولا ألف ليلة وليلة إحنا بنفتح سوا صفحة جديدة فضاقت عيناها
یعني هتروح تطلبني من بابا فهتف بها ضاحكا
واطلب أبوكي نفسه فضحكت وقالت تمازحه
بس أنا عاوزاه بالنهار فهز رأسه مذعنا وهو يمسك بكتفيها
ولو حتى فوق المريخ أنت تشاوري بس وأنا عليا التنفيذ.
لم تنتبه لمرور الوقت سریعا برفقة درية بالعمل فالافتتاح منتصف الأسبوع المقبل وعرضت عليها توصيلها لمنزلها بسيارتها وبالتالي تخطت الساعة السابعة عندما توقفت بسيارتها أمام بوابة القصر رفعت هاتفها لتصل بنعمات لتطلب منها مرافقة الصغار للبوابة فاليوم هو الجمعة وكما اتفقت سابقا معه فهذا اليوم المخصص لها لبداية منتصف الأسبوع وهي بالفعل تتحاشى لقاءه ولسوء حظها هاتف نعمات كان مغلقا فترجلت من سيارتها
وعبرت البوابة نحو القصر وقفت أمام الباب المعدني الضخم دون أن تطرقة وكأنما هبت عليها نسمة من نسمات ذكرياتها المؤلمة لتذكرها بلحظات قوتها وضعفها في آن واحد.
فمنذ بضعة أشهر فقط كانت تقف متزينة برداء خطبتها ومزدانة ببضعة كيلوجرامات زائدة تنظر له الألم يخترق أضلعها ويفتت مفاصلها من ثم يسحق عظام صدرها وهو يصطحب عروسه الفاتنة ويسير نحوها غير عابیء بشظايا قلبها التي تناثرت مع حبات الملح فوق رأسيهما ومع ذلك تماسكت بقوة تحسدها عليها الكثيرات ممن قد يوقعهن حظهن العثر بنفس موقعها فلم هي الآن خائڤة ترتجف تهرب من نظرة ونبرة حميمة مسكونة خلف أغنية قديمة وبضعة صور لم تشفع لها عنده برحمة أو بشفقة زفرت الهواء المحتبس داخل صدرها إن كان هو يعمد لذكريات أعوام مضت فهي تعاني من فقدان ذاكرة للأحداث بعيدة الأمد وما تذكره فقط لن يتعدى الأشهر القلائل الماضية طرقت الباب بحزم حتى فتحت لها نعمات واستقبلتها بابتسامة بشوش فخاطبتها لائمة
بكلمك تليفونك مغلق فردت نعمات بحسرة
وقع اتكسر ماعدتش أشوف زي الأول فربنت سالي على كتفها مؤازرة
ربنا يديكي الصحة و الولاد جاهزين تنهدت نعمات
من بدري ولما أتأخرتي راحو يلعبوا في الجنينة اللي وره مع باباهم أشارت لها نعمات التقدم فرفضت قائلة
هستناهم في العربية ياريت تبلغيهم همت نعمات بالاعتراض ولكنها مالبثت أن هزت رأسها طائعة وانصرفت تاركة سالي تعود أدراجها نحو سيارتها خطت سلمى الباب المعدني جريا نحوها يتبعها سليم برفقة جاسر ودون تفكير أدارت سالي خاتمها الذهبي في إصبعها ليبدو وكأنها لازالت تحمل خاتم خطبتها دفنت سلمى بأحضانها ثم اتجهت نحو سليم الذي كان يحمل حقيبته رافضا أي ملمح من ملامح التقارب الجسدي معها فعلت وجهها خيبة الأمل حتى أنها رفعت أبصارها غاضبة نحو جاسر الذي كان يبدو ملاحظا للتغيرات التي طرأت على صغيره ومع ذلك ظل صامتا وداخلها شعورا بأنه يعزز مشاعر الطفل السلبية نحوها فقالت مرحبة بالصغيران
ياله عشان ما نتأخرش أنا عازماكو على العشا فرد جاسر متبسما بلطف هما اتعشوا خلاص أصلك أتأخرتي أووي تجاهلت النظر نحوه وقالت لسليم وهي تحاول أن تبرر له سبب تأخيرها
معلش مش هتكرر تاني إن شاء الله الافتتاح خلاص الأسبوع الجاي فردد جاسر مستفهما
افتتاح!
فرفعت له سالي وجهها وقالت بهدوء
مرکز خيري لعلاج أسنان الأطفال فضاقت عيناه وهو يقول
وياترى أنا معزوم ولا غير مرحب بيا
فردت بهدوء
أكيد ومش أنت لوحدك كمان أسامة وزياد معزومين المركز بإسم والدتك الله يرحمها ولولا الفلوس اللي سابتها في الوصية ماکنش هيبقاله وجود ارتسمت الدهشة على ملامحه فأردفت لتثير حنقه
ومن ناحية ثانية الفضل کمان يرجع لكريم كانت فكرته أصلا وساعدني كتير وكان دايما واقف معايا في كل حاجة وبالفعل نجحت وأصابت هدفها بدقة بالغة إذ عض على شفتيه وقال حانقا
أصلا . . هه . . وأنا اللي كنت فاكر أنه زمن معرفتكم قصير فقالت بإبتسامة حالمة قبل أن تصعد لسيارتها
العبرة مش بالوقت ولا أد إيه بقالنا نعرف بعض العبرة بالتغيير الممتاز اللي عمله في حياتي وأحكمت وثاق حزام الأمان ثم انطلقت بسيارتها مسرعة غير عابئة به ولا بغضبه الذي بلغ عنان السماء حتى أنه ركل كل قطعة حصى مهما بلغت صغرها في طريق عودته للقصر ومع ذلك فهذا الفعل لم يمنحه أدنى قدر من الهدوء وعندما حل موعد النوم احتوتهم سالي بفراشها وجذبت رأس سليم الذي كان هادئا للغاية إليها وقالت لهما
أنا عاوزة أقولكم على حاجة بس تفضل سر مابينا استرعت تلك الكلمات انتباه الصغير فبرقت عيناه ونظرت لها سلمي ضاحكة فقالت سالي
آه يا خۏفي منك أنت یا رویتر لو على سليم فأنا عارفة إنه عمره ماهيقول حاجة فشجعتها سلمى لتخبرهم بسرها فقالت بنبرتها الطفولية وهي تجذب يدها بإصرار
لاء قولي قولي مش هقول مش هقول نظرت سالي لسليم وقالت
هيفضل سر یا سليم فهز رأسه مؤكدا لها صامتا وكذلك فعلت سلمى فأردفت سالي
أنا خلاص مش هتجوز عمو کریم فاتسعت عينا سليم واشرقت السعادة على وجهه
ونظر لها غير مصدقا قائلا
بجد!
فيما نظرت لها سلمى وعيناها معلقة بها بغير فهم فقالت سالي بحنانها الفطري
أنتوا عندي أهم من أي حد في الدنيا وداعبت سلیم پصدمة خفيفة لجبهته برأسها قائلة
خلاص مش زعلان مني فاحمر وجه سلیم خجلا وقال بصوت خاڤت
أنا بس ماكنتش عاوزك تسيبيني فجذبتهما سالي قائلة بدفء
ولا يوم أقدر ثم قالت بنبرة أكثر حزما
بس زي ما أتفقنا ده سر مابينا ماحدش يجيب سيرة لبابا عليه فابتسم سليم وكذلك سلمى ظنا منها أن تلك لعبة يلعباها سويا مع أبيهما
ظلت تستمع لصحيات آشري المبتهجة وهي تناقش معها تفاصيل حفل زفافها القادم عبر الهاتف حتى
متابعة القراءة