لعبه بلا نهايه بقلم يسرا مسعد

موقع أيام نيوز

قالت بهدوء
مبروك يا آشري

بجد فرحتلكوا أوي فاعترضت آشري قائلة
مبروك حافش ماتنفعش أنا محتجاك جمبي ولا سي کریم خلاص أخدك مني ترکت سالي القلم الذي كانت تعبث به عشوائيا فوق ورقة بيضاء وقالت
لااا ماخلاص إحنا فسخنا الخطوبة اتسعت عينا آشري وقالت
وماقولتليش يعني اعتذرت لها سالي
بجد كنت مشغولة الفترة اللي فاتت أعمل حسابك حيث أنك أحد المساهمين الإفتتاح بعد بكرة تجيبي الأستاذ زياد وتيجوا في الآخر المركز باسم طنط سوسن الله يرحمها و قالت آشري بسرعة
شوور . أكيد ده هيفرح جدا بجد لفتة طيبة منك ياسالي فابتسمت سالي
المهم تيجوا بكرة عشان أعرف اباركلكوا بجد وأنا هبعت دعاوي على الشركة لأسامة و . . بس بالنسبة لدعوة زياد فهتوصلك النهاردة أنت وهوا على شركتك في ظرف ساعة كده ضاقت عينا آشري وقالت بمكر
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أسامة وجاسر فتنهدت سالي وقالت
أنا أصلي اتسحبت من لساني وقولتله على حكاية المشروع وكده ولا كده مايصحش كلهم يجوا إلا هوا فقالت آشري بأريحيه
عادي يا سالي بس أنا استغربت إنك مش عاوزة تقولي اسمه تنهدت سالي وقالت بشیء من الحزن
مش هكدب عليك لو قولتلك أني بحس بنغزة في قلبي لما تيجي سيرته فمابالك لما أنا أتكلم عنه أغمضت آشري عيناها متفهمة وقالت هامسة
حاسة بيك كل خيبة أملك بتتجسد ساعتها بس في حروف الأسم ثم طرقت سطح مكتبها بقوة وقالت
مش هنقلبها نكد بكرة أشوفك على خير باي.
متأنقا ببذلة رمادية أنيقه تناسب طوله وشحوب جسده مؤخرا وحيدا دلف إلى غرفة الإستقبال الواسعة مظاهر الاحتفال بافتتاح المركز مبهجة للغاية . ولكن ذلك لم يمنحه تسرية مناسبة لما يمر به ولكنه مع ذلك رسم إبتسامة ودودة على وجهه غير متصنعة فهو بالفعل يشعر بالفخر وبالسعادة أيضا لقد تلقي دعوة لحضور حفل افتتاح مركز الأسنان الخيري والذي يحمل اسم والدته الراحلة واتسعت ابتسامته عندما رأى سلمى صغيرته تقفز فرحا بظهوره وتندفع نحوه بصخبها الطفولي حملها بشدة افتقاده لها ورفع يده بتحية نحو أخويه واشري المتبطأة ذراع زیاد والتي كانت مفاجأة أكثر من سارة له ثم لمحها تسير بخفة بين مدعويها وسليم متشبث بها كظلها والذي استبقها لتحية أبيه بحرارة هو الآخر تأمل هيئتها لبرهة ترتدي زيا مكونا من قطعتين بلون أزرق رقيق مطعم بفصوص براقة على أطرافه ووشاحها الفضى يزين رأسها ليمنحها هالة مضيئة ټخطف الأبصار ببساطة هي هادئة واثقة جميلة لم يستطع خفض أبصاره بل واقترب مال وقبل رأس ابنه ورفع رأسه مرة أخرى ليقول
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مبروك ياسالي ردت عليه بهدوء
الله يبارك فيك وهمت بانصراف أو بالأحرى هروب ولكنه استوقفها قائلا
سلمى روحي مع سليم أقف مع عمو أسامة عاوز ماما في موضوع توقفت عن الحراك وعقدت ذراعيها بوضع متشابك غير منتبهة أن يدها اليمنى عرضة لأبصاره التي لم تنتبه بعد لخلو إصبعها من خاتم الخطبة وقال
الصراحة أنا فخور باللي عملتيه بالفلوس ابتسمت ساخرة وقالت
إيه كنت متوقع اشتری بيهم فيلا وأسافر اتفسح!
هز رأسه نافيا
لاء ماقولتش كده بس مانکرش کنت متخيل أنك مش متصرفي الفلوس كلها على المشروع الخيري فقالت وهي تصحح له معلوماته
في الحقيقة هو مش بالكامل خيري لأن أي عمل تطوعي لازمله ميزانية إنفاق عليه وعشان كده کریم اقترح عليا نعمل فيه فرع علاج بالأجر وبالفعل ده اللي تم قبض على أصابعه فذكر ذاك الكريم لا إدريا يبعث في قبضته الرغبة بلكمه فقال هازئا
وياترى الدكتور العظيم فين مش باين في يوم أكيد مهم عندك احمرت وجنتها وقالت حانقة
والله عنده شغل وأكید زمانه جاي ماتشغلش نفسك بيه أوي وانصرفت عنه وهي مصممة ألا تجعله ينال من أعصابها مرة أخرى وتلوم نفسها ألف مرة على توجيه دعوة له ليحضر حفلها البسيط فيما بقي هو يراقب تحركاتها وعيناه في الوقت ذاته متعلقة بالباب المفتوح على مصراعية ومرت ساعة ولم يظهر هذا البغيض أيكون شجارا ظهر في الأفق بين المحبين فلذلك هجرها في هذا اليوم الخاص أم أنه بالفعل منشغل بأمر هام وسيظهر في أي وقت وتقدمت منه درية تحييه ببساطتها المعقدة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إزيك يا جاسر!
الټفت لها مندهشا ضاحكا
أنت بتعمل إيه هنا 
فأطرقت درية رأسها وقالت بهدوء متزن
أنا بقيت بشتغل هنا مع سالي المدير التنفيذي للمشروع وماسكة الحسابات فعقد جاسر حاجبيه مستنكرا
ولما أنت رجعت للشغل تاني ما جيتيش الشركة ليه . وبعدين مش کریم ده اللي ماسك المشروع مع سالي!
كانت درية تريد اقتناص الفرصة لرفع الحرج عن سالي إذ علم جاسر بأمر عملهما سويا ولكن يبدو أنها أساءت التقدير فقالت بنبرة إعتذار
الصراحة أنا اترددت أرجع الشركة لأسباب كتيرة تخصني أكيد وشغلي مع سالي موفرلي مساحة أقدر أهتم بيها أكتر بالولاد . . . ولادي أقصد فهز جاسر رأسه متفهما وقال

براحتك يادرية لكن أكيد أنت عارفة مكتبك في أي وقت مستنيك والشركة دي بيتك مش مجرد مكان عمل فابتسمت درية بحرج وقالت
أرجو ماتكونش اتدايقت فهز رأسه مستنكرا وقال
في بيتها يادرية هنا ولا في الشركة إنما ماقولتليش مش کریم ده اللي ماسك المشروع 
حاولت درية التملص من استجوابه ومع عين الصقر التي كانت تحاصرها بالطبع لم تستطع فقالت
اللي أعرفه إنه ساب المشروع من فترة أي تفاصيل تقدر تسأل فيها سالي فابتسم بمكر وارتشف قليلا من مشروبه وهو يبحث بعيناه عنها حتى لمحها تتجه للشرفة بمفردها فقال وقدماه تتحرك صوبها کفهد يستعد للانقضاض على فريسته هامسا
أكيد خرج للشرفة المظلمة ليحصل على رفقتها مرة أخرى ولكنها تلك المرة توليه ظهره ترتجف بانفعال مر زمن منذ أن رآها بتلك الحالة فهمس بإسمها برجاء مصطنع
سالی أنت كويسة 
التفتت له وقد فزعت وقالت وهي تضع يدها اليمنى على صدرها قائلة بلوم غاضب
خضتني عاوز إيه ياجاسر 
عندما تكون أمام لوحة مكتملة الجوانب لا يسعك إلا أن تلحظ ماهو منقوص وما كان ينقص تلك اللوحة رائعة الجمال بنظره سوی لمعة الخاتم الذهبي الذي كان يعلن أنها أصبحت تنتمي الرجل سواه فاقترب منها بسرعة وأمسك بكفها فجأة قائلا
فين دبلتك 
جذبت كفها من بين أسر أصابعه المچنونة بالسيطرة كصاحبها وقالت وهي تدفع نفسها بعيدا عنه بتوتر
شيء مايخصكش فقال بتصميم
اټخانقتوا!
فغر فاهها فهي لم تجهز بعد خطة دفاعية فقالت بعند
لاء وبعدين للمرة الأخيرة بقولك مش من حقك تدخل في حياتي الشخصية يا جاسر فقال بمكر وكله رجاء أن يكون ما يحلم به قد أصبح واقعا
أومال يعني مش باين كل ده!
فقالت بصوت مضطرب وبصبر نافذ
قولتلك عنده شغل فقال وهو يرسم دور الملاك البرئ
ایوا برضه مايسبكيش في يوم زي ده فقالت هازئة
عادي زي ما أنت كنت بيكون عندك شغل وبتسيب الدنيا تولع مستغرب أووي كده ليه 
فانحسرت شفتيه ببسمة حزينة
واكتشفت إني خسړت كتير أوي بسبب اللي كنت بعمله هربت بأعينها بعيدا وقررت أن تقود قدميها للداخل هربا منه ولكنه استوقفها بقبضة يده على كفها الخالي مستكملا حديثه
خسرتك ياسالي وكانت أعظم خسارة في حياتي تنهدت وكادت أن تفر الدموع من عيناها فهمست بصوت أجش ممكن تسيب إيدي نکس رأسه قائلا بمرارة ټقتحم حلقه
أنت بس أمريني وأنا أنفذ على طول فهزت رأسها ساخرة وترات لها ذكرى طلاقهما وقالت متفكهة
ما أنا بالفعل متعودة منك على كدة بس هيا علي حسب نوعية الأوامر إذا كانت على هواك ولا لاء ظلا ينظران لبعضهما فترة من الزمن ودقات قلبيهما تتبادلان الحديث حتى فرت دموعها رغما عنها فأسرعت أنامله تمسح فيض عيناها وبهمس معذب قال
مابستحملش دموعك كنت غبي . . بعترف فاندفعت بغيظ تجيبه
ولازالت لو مفكر إني هرجعلك بالسهولة دي فابتسم برفق وقال
صعبيها عليا زي ما أنت عاوزة . . . . . حقك كادت أن ترق لحاله ولكنها دفعت بذكرياتها السوداء لتجسد لها كمشاهد حية تنبض فهزت رأسها بعند
مش هرجع یا جاسر فأمسك كفها مرة أخرى وبتملك أعظم وقال متوعدا
وأنا مش هیأس بس افتكري كل شيء مباح في الحړب ثم قال هامسا
والحب.
الفصل التاسع والعشرون
تخطو خطواتها بالحياة بدقة مدروسة أحيانا تستجيب لانفعالات لحظية وأحيانا كثيرة تتمهل فلا مجال للخطأ ويصعب جبر کل مکسور وبتلك الليالي تعيش حالة من الأرق وسؤال ملح ثقيل بلا معالم واضحة وبلا إجابة يطرح نفسه باستمرار ماذا لو 
ويأتيها صوته في صباح اليوم التالي ليمحي شكوك عقلها ويطمأنها أنهما معا على الدرب الصحيح وباقي على موعد الزفاف يومان فقط لاغير تدور کنحلة طنانة تنهي أعمالا ضرورية حتى يتسنى لها التفرغ التام لشهر عسل كما أخبرها ثلاثون يوما بالتمام والكمال ولن يقبل حتى بكسر أيام أو أعذار أما الأخرى التعيسة على النقيض تعيش مع نفس السؤال ولازال ضميرها يؤنبها باستغلال حقېر لشخص کریم وماذنبه وهي الضائعة بلا مرسی 
تمضي أيامها بجمود مچنون لا تحصل منها على الراحة ولا حتى بالاطمئنان وتشعر دوما بالتعب حتى لاحظت درية أحوالها المتقلبة فبادرتها بسؤال ودود اعتادته بصفتها أم دون منازع
مالك ياسالي 
فيك إيه 
رفعت لها سالي عيون فارغة وكذلك لسان لا ينطق وعقل لايستجيب حتى قالت بعد برهة بمرارة صادقة
حاسة إني تايهة وضعت درية أوراقها على سطح المكتب وجلست تقابلها وبعيون تنبش في خبايا صدرها
أكيد مش عشان الشغل ولا المركز تايهة ليه بقا 
أغمضت عيناها وهزت رأسها ولاتزال غصتها ټجرح حلقها وهي تتساءل
هفضل كدة لحد إمتی 
بالأمس تعطلت سيارتها واستقلت سيارة أجرة للعمل كانت نجاة تشدو بأغنيتها الحالمة فاكرة ولأول مرة لم تستمتع بصوت نجاة قدر استمتاعها بحل أحجية تلك الكلمات أنا فاكرة وناسية

حبه بقا ماضي وذكری . . . خلينا في بكرة . . . هو أحلى ما في الدنيا ! بالله عليكم ماذا تريد نجاة!
بل السؤال ماذا تريد هي 
ابتسمت بسخرية مرارة وأردفت موضحة
عارفة أغنية نجاة فاكرة عمري مافهمتها ولا فهمت هيا عاوزة تقول إيه بس في الوقت الحالي حاسة أنها بتعبر عني بكل كلمة أنا مش فاهمها ابتسمت درية وتراجعت للخلف قليلا وهي تسترجع حالة الشتات التي كانت تعيشها من قبل بعد ۏفاة زوجها شعرت بالأسف والحزن لرحيله وأحيانا كانت تباغتها نوبات بكاء تنفضها بعقل يخبرها بأنه ليس حبا ولكنه قلقا على مستقبل الأولاد والقلب يأن لأنها بتلك القسۏة عاشت سنون عمرها مع رجل لاتستشعر حقا الحزن الدفين لرحيله شعرت بأنها مچرمة وأحيانا أخرى بأنها محقه حتى وصلت بعد معاناة لمرحلة من السلام النفسي وأنه حقا لا بأس بقدر يسير من الأنانية والقسۏة كي تتمكن من مواصلة حياتها وتأدية واجباتها تجاه أطفالها ولا تعارض بين الوفاء وبين حب الحياة وابتسمت وهي تدندن ذاك اللحن الأثير مستدعية ذكريات الماضي فقد كان زوجها على النقيض
تم نسخ الرابط