روايه يونس كامله بقلم اسراء علي
المحتويات
ﻭﻋﺰﻳﺰﺓ .. ﻟﻴﻪ ﻗﻮﻟﺘﻲ ﺍﻥ ﻫﻴﺠﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻫﻌﺮﻑ ﺃﺣﻜﻴﻠﻚ ﻓﻴﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﺎﺳﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭﻱ .. ﺃﻭﻱ ﺃﻭﻱ ..
ﺗﻨﻬﺪ ﺑ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑ ﺇﺻﺮﺍﺭ
ﺇﺻﺤﻴﻠﻲ ﺃﻧﺘﻲ ﺑﺲ ﻭﺃﻧﺎ ﻫﺤﻜﻴﻠﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﻪ ...
ﻭﻟﻜﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺗﻨﻔﺴﻪ .. ﻫﻰ ﻻ ﺗﺠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﺒﺪﻭ ﻛﺌﻴﺒﺔ .. ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺍﻹﺧﺘﻨﺎﻕ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ ...
ﺑﺤﺒﻚ ﺑﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ...
ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺷﻬﺮ ....
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺑ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺗﻌﺞ ﺑ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺣﻮﻟﻬﻢ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ .. ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺣﺎﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﻔﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .. ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺬﻱ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺩﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺴﻢ ...
ﺃﻧﺎ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ .. ﻗﺘﻠﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﻀﻴﻔﺔ ﻓ ﺣﻴﺎﺗﻲ ...
ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻣﺬ ﺃﻥ ﻧﻘﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ .. ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻪ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻬﻤﺔ ...
ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻡ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻞ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻋﺎﺩ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ .. ﺃﺧﺮﺝ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺟﺬﻋﻪ ﺳﻼﺣﺎ ﻣﺎ ﺛﻢ ﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﺑ ﺟﻤﻮﺩ ﻭﻧﺒﺮﺓ ﻣﻴﺘﺔ
ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ ﻭ ﺭﺣﻞ .. ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻪ .. ﻣﻀﻰ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻭﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻃﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺠﻔﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭﻇﻞ ﻳﺴﻴﺮ ﺑ ﺧﻴﻼﺀ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻫﺎ ﻗﺪ ﺇﻧﺘﻘﻢ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﺇﻧﺘﻘﻢ ﻟﻬﺎ .. ﺇﻧﺘﻘﻢ ﻟﺤﺒﻴﺒﺘﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ .. ﻳﺘﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﻳﺘﺨﺒﻄﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻬﻢ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺑﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺇﻧﺤﺼﺮ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﻋﺒﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺮﻗﺖ ﻭﺟﻨﺘﻪ ....
ﻣﺘﻴﺄﺳﺶ ﻳﺎﺑﻨﻲ
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﺑﻬﻮﺕ ﻭﻗﻠﺒﺎ ﻻ ﻳﻀﺦ ﺳﻮﻯ ﻋﺸﻘﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻬﺎ .. ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﻘﻌﺪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ﻭﻫﻤﺲ ﺑ ﺣﻨﻮ
ﺃﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺛﻢ ﺃﻟﺒﺴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻞ ﺇﻧﺤﻨﻰ ﺑ ﺟﺬﻋﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻳﺪﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻤﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻄﺎﻟﺖ ﻗﻠﻴﻠﺎ .. ﻭﺃﻛﻤﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ
ﻫﺤﻜﻴﻠﻚ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﻋﺰﻳﺰﺓ .. ﺑﺲ ﺗﻔﻮﻗﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ...
ﺿﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻳﺪﺍﻩ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻼﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻞ ﺑ ﺷﺮﻭﺩ
ﻳﻮﻧﺲ ﺩﺍ ﻳﺎ ﺳﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺍﺧﺖ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ ﺍﻟﻬﻼﻟﻲ .. ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺑﻨﺖ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺣﺎﻛﻢ ﺗﻮﻧﺲ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﺤﺐ ﻳﻮﻧﺲ ﺣﺐ ﻣﺶ ﻋﺎﺩﻱ .. ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﺲ ﺍﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺑﺲ ﺑﺮﺿﻮ ﻣﻘﺪﺭﺗﺶ .. ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺤﺒﺴﻬﺎ ﻟﻴﻪ ﻟﻤﺪﺓ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﻚ ﺃﺳﺮﻩ .. ﺭﻓﺾ ﻭﻗﺎﻟﻬﺎ ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ .. ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ ﺃﻗﺎﻳﺾ ﺣﺮﻳﺘﻲ ﺑ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ .. ﺑﺲ ﻫﻮ ﻓﻀﻞ ﺃﺳﻴﺮ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﺤﺪ ﺃﻣﺎ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ ﻓﻚ ﺃﺳﺮﻩ ...
ﺗﻸﻷﺕ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﻫﻤﺲ ﺑ ﺿﺤﻚ
ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﻠﻲ ﻓ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻧﺎﻝ ﺣﻴﺮﺗﻪ .. ﺑﺲ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﺴﻪ ﻣﻨﻠﻬﺎﺵ ...
ﺗﺸﻮﺷﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑ ﻓﻌﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﺖ ﺍﻹﻧﻬﻤﺎﺭ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺃﺍﺟﻤﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺗﺄﻭﻩ ﺧﺎﻓﺖ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ .. ﺃﺯﺍﻝ ﻋﺒﺮﺍﺗﻪ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﺑ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺗﻜﺎﺑﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ...
ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻢ ﺇﻧﺘﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ .. ﺗﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .. ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺑ ﻧﻌﻮﻣﺔ
ﻫﺎﻱ ...
ﺿﺤﻚ ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﺗﺤﺸﺮﺝ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻳﺪﻩ ﺗﻤﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻼﺗﻬﺎ ﻭﻫﻤﺲ ﺑ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ
ﻫﺎﻱ
ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﺗﻤﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﻗﻨﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺳﺘﻄﺎﻟﺖ ﻭﻫﺘﻔﺖ ﺑ ﺷﻮﻕ ﺣﻘﻴﻘﻲ
ﻭﺣﺸﺘﻨﻲ .. ﺃﻭﻱ
ﺇﻧﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻘﺒﻞ ﻭﺟﻨﺘﻬﺎ ﻭﺟﺒﻬﺘﻬﺎ ﻭﻳﺪﻫﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑ ﺻﻮﺕ ﻣﺒﺤﻮﺡ
ﻭﺃﻧﺘﻲ ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﺃﻭﻱ .. ﺃﻭﻱ ﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﻧﺲ ﻭﺭﻭﺡ ﻳﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﺟﻮﻩ ...
ﺿﺤﻜﺖ ﺑﺘﻮﻝ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻪ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺴﻴﺮﺍﻥ ﻭﺗﻠﺘﻬﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺷﺘﺎﻗﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ .. ﻟﺮﻭﺣﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻹﻃﻤﺌﻨﺎﻥ .. ﻟﻌﻴﻦﺍﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺒﺮﺍﻧﻬﺎ ﺑ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺟﻤﻴﻞ .. ﻭﻫﻮ ﻓﻌﻞ ﺑ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻭﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﻩ ﻣﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺷﺘﺎﻗﻬﺎ ﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .. ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺘﻮﻥ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻴﻪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑ ﻛﺎﻣﻞ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .. ﻫﻤﺲ ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﺬﺏ
ﺑﺤﺒﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
ﺭﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﻧﺒﺮﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺬﻭﺑﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻤﻮﺕ ﻓﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺳﻴﺮ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ...
ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻌﻬﻤﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﺫﻫﻨﻪ ﺷﺎﺭﺩ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻭﺇﻗﺘﻈﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .. ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﺘﻮﻝ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺃﻱ ﺷﺊ .. ﻛﻴﻒ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻮﻧﺲ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ
ﻋﻤﻠﺘﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ...
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑ ﺇﺧﺘﺼﺎﺭ
ﺣﺼﻠﻬﺎ ﺇﺭﺗﺠﺎﺝ ﻓ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﺃﻛﻴﺪ ﻻﺯﻡ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ .. ﺩﺍ ﻃﺒﻴﻌﻲ ...
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺜﻴﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﺬﻛﻴﺮﻫﺎ .. ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﻘﻒ ﺑ ﺻﻔﻪ ﻛﻲ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺬﻟﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ...
ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺩﻩ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻄﻮﻟﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﺑ ﻧﺒﺮﺓ ﺣﺬﺭﺓ ﻭﻗﻠﺐ ﻳﺨﻔﻖ ﺑ ﺟﻨﻮﻥ
ﻋﺰ ﻣﺎﺕ ...
ﺗﺒﻌﻬﺎ ﺻﻤﺖ ﺛﻘﻴﻞ .. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻛ ﺳﻨﻮﻥ .. ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻟﻬﺎ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ .. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺩﻫﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻳﺮﺗﺴﻢ ﺑ ﺣﺮﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺼﻄﺤﺒﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ
ﻣﻴﻦ ﻋﺰ !!
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩﺍﻥ ﺑ ﺗﺴﺎﺅﻝ .. ﻭﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﺮﺗﻤﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ .. ﺻﻤﺖ ﻳﺴﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺘﻨﻊ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻡ ﺣﻘﻴﻘﻲ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺗﻨﻬﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﺑ ﻫﺪﻭﺀ ﻧﺴﺒﻲ
ﺣﺪ ﻣﺶ ﻣﻬﻢ
ﻫﺰﺕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﺑﻼﻣﺒﺎﻻﻩ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻃﻴﺐ ...
ﻇﻞ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺗﺮ ﻭﻟﻢ ﺗﻬﺘﺰ ﺣﺪﻗﻴﺘﻬﺎ .. ﻻ ﺷﺊ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺣﻠﻴﻔﻪ ﺑ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﺳﻮﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ .. ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﺍﻟﺬﺏ ﻗﺘﻞ ﻗﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻓﻘﻂ .. ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻀﻊ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺗﻬﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺳﻮﻯ ﺇﺭﺍﻗﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ...
ﺇﺑﺘﺴﻢ
متابعة القراءة