عشقت جواد ثائر بقلم دينا الفخراني
المحتويات
.. مش من الشيكوياته . ايوه .. ما انا زعلانه منك .. مش من الشيكولاته
ابتسم بعبث وأخرج من جيب بنطاله مفتاحا صغيرا .. يتحسسه بحنين ليتذكر صاحب هذا المفتاح .. صديقه المفضل وابن خاله بسام
لا زال يتذكر ذلك اليوم الذى غادر فيه مسافرا تاركا خلفه أب قد بلغ من الشيب ما بلغ وصديق كان يتخذه قدوه له
_ خلى بالك من ابويا يا وليد .. المفتاح معاك .. كل يوم تروح تطمن عليه
فى وسيله منه لمنعه قال
_ ما تستنى انت وتاخد بالك منه
لكن الأخر كان قد حدد مصيره فقال بثقه وقد لمعت عيناه ببريق الهجر
_ ماعدش ينفع خلينى امشى فى طريقى واشوف نهايته ايه .. على العموم المفتاح معاك .. واظن انك مش هتحتاجه بيت خالك محمد مفتوحلك فى اى وقت
_ اتقفل فى وشى يا صاحبى .. بس صدقنى هافتحه
قبض على المفتاح بثقه .. ليديره فى الباب فينفتح بهدؤ .. دلف للداخل وأغلق الباب خلفه بنفس الهدؤ ليطالعه منظر حبيبه وقد أعطته
ظهرها وتستمع لأغانى قناة الأطفال المشهوره .. طيور الجنه .. وتغنى مردده
_ شاوى شاوى .. ييا يا قمى .. ياعينى عاياستحمام باصابونه وايميه . شاور شاور .. يلا يا قمر .. يا عينى عالاستحمام بالصابونه والمايه
زفر بضيق عند رؤيته لها تعامله بهذه الطريقه .. وكأنها حصنت نفسها بجدارا من ثلج فأخذت منه بعض البرود .. لكنه سيذيبه حتى يعود يرى الثقه والأمان فى نظراتها .. ويبتسم فى داخله عندما بسذاجه تحاول إنكار ذلك
فأجابها بثقه
_ جهزى نفسك .. عالساعه سته كده هاجى اخدك
تظاهرت بالامبالاه وهى تنزل من السياره .. لتمتد يده يمسك بذراعها لتستدير له متسائله .. فتعلقت أنظاره بعينيها وهو يقول بثقه
_ انسى العرض اللى انا عرضته بخصوص اننا نبقى صحاب .. انا غيرت رأيى وعندى فكره افضل
_ اللى هى
ابتسم بعبث .. لتجعد وجهها فى علامه لرفضها تلك الحركه .. ولكنه تجاهلها ليكمل وهو يقول
_ هتعرفى بالليل ..
أكملت وصلة برودها لتقول وهى تستدير لتخرج من السياره
_ حتى لو مقولتش .. ما يهمنيش اعرف
كز على أسنانه بغيظ .. حتى كادت تتحطم من أسلوبها
رمقته بهدؤ وأغلقت الباب خلفها .. فانطلق سريعا مخلفا ورائه قلبا ينتفض لا يدرى ماذا يفعل فأخذ البرود سبيلا !
كان ينتوى أن يجادلها .. يعرف أنها ستغضب مما حدث فيشتعل وجهها بحمرة الڠضب الذى يعشقها عليها .. وبعد عراك صغير بينهما يخبرها بحكايته مع أشرف .. لا يعرف لما لكنه لا يريد لشئ أن يشوه صورته أمامها
رتب الكثير من الكلمات والكثير الكثير من الجمل وفى النهايه انهزمت جميعها أمام تجاهلها لما حدث وكأن شيئا لم يحدث على رغم غيظه من نظرات العتاب فى عينيها ورغبته فى تصحيحها لكنه لا يستطيع فعل ذلك وهو يرى صدها له
وقف خلفها ينتظر رد فعلها عندما تستدير وتراه .. لكن تلك الصرخه الطفوليه التى أطلقتها بغته عندما رأته فاقت كل توقعاته فلم يتمالك ضحكاته وهى تنظر له والڠضب قد تطاير من عينيها
خرج على أثر تلك الصرخه الحاج محمد بوقاره وإن كان صابه بعض الهلع .. وأيضا حنين التى ما ان رأت وليد حتى استدارت حيث اتت .. تضع حجابها على شعرها ووقفت حبيبه بين خالها ووليد ليتسائل الأول
_ فى ايه .. ايه اللى حصل
تبادل كلا منهما النظرات ليقول وليد بحرج
_ تقريبا هى اتخضت لما فتحت الباب .. يمكن مكنتش تعرف انى معايا مفتاح
أومأ الحاج محمد رأسه بتفهم .. وألقى نظره الى حبيبه يحذرها مما ترتديه وعندما لم تفهم تلك النظره قال بهدؤ
_ ادخلى البسى حاجه
رفع وليد نظره عنها .. فهو يعلم خاله جيدا أكثر ما يعنيه هو حرمات المنزل .. لكن حبيبه لم تبالى لذلك فقالت بغيظ
_ يأ .. خييه يمشى . لأ .. خليه يمشى
ابتسم وليد بمكر وهمس قريبا منها
_ علفكره انا اللى كسبان من وقفتك دى ... مستمتع
نظرت له پغضب .. وقالت وهى تغادر
_ قييي ايأدب . قليل الأدب
تابعها بنظراته بينما تغادر .. ليلمح يد خاله وقد امتدت أمامه ظنها للتحيه فمد يده يسلم عليه .. لكنه نفض يديه منه وهو يقول بنزق
_ نسخة المفتاح اللى معاك
أخرجها من جيبه و بهدؤ أعطاها له وهو يرافقه حتى يجلس جلس الرجال فأتت حنين بأكواب
متابعة القراءة