بيت العوانس
المحتويات
جرس الباب لتجري ياسمين الصغيرة وتفتح الباب بسرعة وتسأل بطفولية محببة للغاية
مين حضرتك يا طنط ...عاوزة مين
انحنت المرأة إليها وسألتها بحذر
انتي
اسمك ايه يا أمورة شكلك حلو خالص
ردت ياسمين بحسم
آسفة ...ماما قالت مش نكلم أي حد غريب ولا يعرف اسمنا خالث خالث
خرج ياسين من الداخل متساءلا
مين اللي علي الباب يا ياسمين
ياسمين بنتي حبيبتي...انا رجعت ومش هسيبك انتي واخوكي تاني أبدا أبدا....هاخدكم تعيشوا معايا من دلوقتي حالا
الفصل الخامس عشر
وقف كمال امام رضا محاولا جذب نظرها اليه ....لكن رضا تجاهلته تماما ليسألها كمال بغيظ
استاذة رضا ...بالنسبة للطلب اللي قدمته لحضرتك ...يا تري التأشيرة بالقبول هتكون عليه امتي ....المفروض الطلب يتحرك علشان لسه باقي الموافقات والامضاءات من مسئول اعلي وإدارة فعالة
اسفه استاذ كمال ...الطلب اتأشر عليه بالرفض ...اتمني مش ترجع تتقدم بالطلب تاني لأنه دايما مرفوض
جز كمال علي أسنانه وهو يلتهم
ملامحها البريئة ونظارتها التي تغطي نصف وجهها ....يالله كم يعشق وجهها وادبها ورقتها التي لم يجدها لدى أي فتاة اخري وهتف محتدا ثائرا علي رفضها المستمر
نظرت اليه رضا وهالها ما وجدت في عينيه...بحر متلاطم الأمواج من المشاعر ....امتقع وجهها خوفا مما تراه وهي التي لم تعرف في حياتها إلا محمود ونظرات محمود المستترة وليست تلك الجريئة الشقية المرعبة بالنسبة لها وهتفت بتوتر شديد
نظر إليها كمال بعينيه الممتلئتين تلاعب
ومكر وشقاوة وهتف سعيدا بتوترها بسبب وجوده
ليه ان شاء الله ...هو الطلب كان للتقديم في الروضة ولا التعليم الابتدائي علشان مش استوفي السن القانوني كدا مضطر استخدم أساليب تليق بصاحب الطلب واثبات لحقه في الطلب
أساليب ايه دى لو سمحت بلاش الكلام بالطريقة دى ....وإلا الطلب بتاعك هبعته لأمن الدولة واعتبره طلب ټهديد ....أنا دماغي مش سليمة وانت السبب مفهوم!!!!
مال كمال علي المكتب بحدة ونظر لعينيها بإصرار وثقة وهتف مستفزا لها
لاء مش مفهوم ....واحدة دماغها مش سليمة ..انا ذنبي ايه عالعموم يا أستاذة انا نبهت وانذرت ومستحيل ايأس او استسلم ببساطة ..عندك سبب للرفض غير موضوع السن القانوني دى ممكن اسمع!!! ...لكن حاليا انا بقدم التماس بمراجعة الطلب لمدة يومين وإلا مضطر قسرا أتوجه شاكرا للقضاء للبت في هذه المسألة..
استاذ كمال ...انا واثقه احم ان القضاء الإداري عنده نفس تأشيرة الرفض لنفس السبب...بلاش تتعب نفسك وتلف كعب داير ....حرام روح شوف
طلب مستوفي الإجراءات والشروط وبالذات بند العمر....اللهم بلغت اللهم فاشهد..
تأملها كمال بنظرة جعلت جسدها يرتعش وخفضت عينيها سريعا للهروب من نظراته وهتف
واثق ...فاهمة واثق ان القضاء الإداري هيحكم بالعدل أن شاء الله...لكن احب اخد منك وعد لو القضاء حكم بقبول الطلب ...رد حضرتك ايه وقتها
برقت عيناه پغضب وغيظ من غروره وشدة ثقته بنفسه وهتفت صاړخة
مرفوض...مرفوض ...مرفوض ..دا آخر كلام عندي
ثم لم تلبث أن تراجعت وغزا وجهها الاحمرار عندما لاحظت تجمع بعض الموظفين إثر صوتها العال المحتد....
لم يرد عليها كمال مطلقا وامسك ملفاته وأوراقه وخرج هادئا واثقا مستفزا ليغمز لها بطرف عينه علي باب المكتب ويختفي سريعا....
سقطت رضا علي كرسيها لاهثة وضربات قلبها تقرع كالطبول وهمست بصوت مړتعب..
والله شكله مچنون ومش هيسيبني في حالي ....اعمل ايه يارب لاء هتصل بمازن يجي يوصلني....دا احتراف اجرام باين عليه
تحرك محمود داخل الفندق غاضبا لا يعرف أين يذهب او يبحث....استيقظ صباحا ليكتشف عدم وجود سحر بجواره بل رسالة مكتوبة انها ستخرج للتريض وستعود بعد ساعة علي الأكثر ....نظر محمود الي الساعة في مدخل الفندق ليجدها قد تجاوزت الثانية عشر ظهرا بقليل وبدأت أنفاسه الثقيلة التي تشى بشدة ضيقه وخوفه تظهر بقوة .....حاول أن يكلمها تليفونيا ولكن تليفونها مغلق منذ الصباح .....فرك جبهته بقسۏة وهو يشتم نفسه بقوة ويلوم والدته أشد اللوم على ما هو فيه ....لا يدرى ماذا يفعل....هل يطلقها ....لا يستطيع ....لقد استقرت بين ضلوعه كيف ومتي لا يدرى حتي انه يتساءل....هل احب رضا فعلا
ظهرت سحر ليبتسم محمود بسخرية هاتفا
ايه مش عاوزاني حتي اجيب سيرتها بيني وبين نفسي لكن كدا غلط ومستحيل يستمر الغلط يا فنانة يا عظيمة
تحركت نحوه سحر بثقة ولامبالاة حقيقة بالڠضب الواضح علي وجهه....
تراقص الڠضب والثورة علي وجه محمود وهتف ثائرا
كنتي فين يا سحر ازاي تخرج فى بلد غريب لوحدك ..حددتي ساعة وليكي أربع ساعات عالاقل برا ....ردى عليا ..
ايه اكيد اشتقت ليا صح وانا كمان اشتقتلك اوي يا حودة ياحبيب قلبي....يلا
متابعة القراءة