بيت العوانس

موقع أيام نيوز


وانف احمر من شدة الغيظ وهتفت ثائرة 
اتفضلوا علي مدارسكم ومفيش اكل وخليكم بالجوع 
تنحنحت ثريا وتحدثت كمسنة عجوز وتساءلت بحذر
وبالنسبه الغدا يا ماما مريم ....يا تري هيكون فيه اي من مشتقات البيض... واشك بصراحة لأن اكيد مخزون البيت الاستراتيجي من البيض انخفض للنص 
أنعقد حاجبا مريم في تفكير عميق...لابد من أن تثبت جداراتها امام ياسين ....اكيد سيرجع ياسين في اي وقت ويترك سمر وهذا ما كانت تصبو إليه من البداية ....اذا لماذا كل هذا الضيق لغياب سمر.....تنهدت في حيرة وسألت الاولاد 

طيب ممكن اسمع اقتراحات تحبوا تتغدوا ايه 
هزت ثريا كتفيها ببساطة وقالت 
ماما سمر بتقول في سمك جاهز متنظف في الديب فريزر ممكن حضرتك تعملي سمك مشوى وأرز وسلطة بس 
صمتت مريم مفكرة للحظه ثم برقت عيناها بسعادة وهتفت 
فكرة ممتازة ...هعملكم احلي سمك مشوى في الفرن...واشوي كمان بيض.....
جلست سمر بجوار ياسمين وخالد وحاولت امتصاص القلق والتوتر الذي يبدو علي الطفلين والذين بادروا بسؤالها
ماما ....احنا فين ليه مش هنروح المدرسة ...وسبنا اخواتنا وبيتنا. ...هو في مشكلة 
تنهدت سمر بتعب وارهاق نفسي واضح وهتفت بنبرة لا تطمئنها هي شخصيا
لا يا حبايبي مفيش مشكلة ...لكن احنا لازم نفضل هنا اسبوع عالاقل وبعدين هنروح مكان تاني ...لازم تصبروا يا خالد انت وياسمين...ممنوع الخروج بتاتا او حتي نفتح باب او شباك لحد ما نعرف هيحصل ايه 
ردت ياسمين ببراءة
ماما هو حد عاوز يخطفك او يضربك...متخفيش انا ممكن اعضه واخربشه واموته مۏت خالث خالث ...وكمان بابا ياسين طويل اوي وايده كبيرة لو ضړب الشرير قلم ھيموت وبس
ضحك خالد بسخرية علي كلام ياسمين وهتف مصححا
يا عبيطة دول عاوزين ياخدونا احنا ويدبحونا وياخدوا الكبدة بتاعتنا ويعملوا ساندويتشات في الشارع
نظرت اليه ياسمين خائڤة مړتعبة 
خلاث مش هنزل أبدا من هنا يا ماما ...خبيني يا ماما من الحرامي اللي عاوز يدبحني ....الكبدة بتاعتي أصلا نونو متعملش غير اتنين ساندوتيش...ياخدوا الكبدة بتاعه ماما مريم ....اكيد كبيرة اوى اوى
احتضنتها سمر وهتفت بصوت حاسم
محدش يقدر يقرب منكم ياسمين وانا وبابا ياسين هنكون معاكم ونضرب اي حرامي يقرب ناحيتكم....وانت يا خالد ايه الكلام اللي بتقوله دا ...كدا تخوف اختك ....انت كبير وعاقل في حد بيدبح حد برضه
رد خالد بسرعة
ايوة يا ماما ....بيحكوا كدا عندنا في المدرسة ....وكمان انتي بتنبهي علينا منكلمش حد غريب علشان كدا صح
لم تستطع سمر الرد فعقلها كان مشغول قلق حائر لا

تعرف ماذا تفعل او أين تذهب بعد انتهاء الأسبوع....رن هاتف سمر لتقفز للأعلي ړعبا وتعود تنظر للهاتف بعيون متسعة وتأخذ نفس عميق عندما علمت أن المتصل ابيها ....
ردت سمر سريعا علي والدها الذي بادرها بالتأنيب والتقريع هاتفا
كدا يا سمر يا بنتي ...اعرف انك في مشكلة من منيرة اختك ...وكمان في الشقة عندها لوحدك مع الولدين...ليه يا سمر بيت ابوك مفتوح وأخواتك رجالة محدش يقدر يقرب منكم وانتوا وسطينا...حالا هبعت مازن وأمجد علشان تيجي معاهم علي هنا نفكر كلنا سوا ...ونحل المشكلة دى علي خير...
ترقرقت عينا سمر بالدموع وهتفت بصوت مخټنق من شدة الضيق وقلة الحيلة
بلاش يا بابا ادخلكم في المشاكل دى ....ياسين نزل يعمل اجازة ليا ...وهيرجع البيت علشان الاولاد...وانا هفضل هنا في بيت الدكتور مصعب لا هخرج ولا انزل لحد ما يرجع هو بالسلامة ....ابقي افكر وقتها في حل تاني يا بابا...انا عملت بحث عن زوج أم خالد وياسمين وقرايبه وعرفت بلاوي ...اهله ناس مركز وجاه ومال ...يعني موضوع التبني اللي هي عاوزه تعمله هيدمر الاولاد ويحاربهم بكل قسۏة ومش بعيد كمان. .... يحاول....... ......
اڼهارت سمر في البكاء المرير ...ليتعجب حمدي من حالة سمر الشديدة العاطفية ....سمر طيلة عمرها تفكيرها عقلاني أكثر منه عاطفي ...لم يتوقف حمدى كثيرا امام حالة سمر وهتف بصرامة وإقرار لا نقاش بعده
اخواتك هيكونوا عندك بعد نص ساعه بكتيره...ممنوع تفتحي الباب غير لما تتأكدي الأول....انا استأذنت ياسين وهو وافق و شايف ان ده انسب حل .....يلا تعالي بسرعة عندنا ضيوف النهاردة لخطوبة رضا واخواتك هيكونوا سعدا بوجودك معاهم 
أغلق حمدى الهاتف دون انتظار الرد من سمر التي كفكفت دموعها وشدت ازر نفسها وهتفت في خالد وياسمين 
هنقضي احلي شهر مع احلي أب وجد في الدنيا ....مع جدو حمدي يا ولاد
وقف كمال أمام المرآة ....محاولا النظر لنفسه محدثا نفسه پهستيريا وانفعال حقيقي
اهلا استاذة رضا ...يا تري موافقة تتجوزيني ....انا أسعد والله ...عالعموم احنا في حكم المتجوزين ما تجيي نتلم ونتجوز النهاردة ويجعل بيت المحسنين عمار ...علشان اعرف اكلمك كلمتين سر....ايه عاوزة تعرفي السر!!!! تؤ تؤتؤ السر بيتقال في البق مينفعش وعمي موجود ....ايه نخرج في البلكون ....حقيقي انسانة وبتفهمي في المشاعر .. ....يلا بينا يا حبيبتي علي البلكونة
تحرك كمال ملقيا قبلة في الهواء لصورته في المرآة والټفت ليجد امه خلفه تنظر إليه فاغرة فاها مرتفعة الحاجبين ....مصډومة المشاعر ....شعر كمال بالحرج وتنحنح هاتفا بخفوت
ماما حبيبتي
 

تم نسخ الرابط