روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاول
المحتويات
قرر النعمانى بفأسه و يه تغيير تلك الحقيقة للأبد و استطاع الانتصار على الجبل ليستقطع تلك الأرض المحيطة منه و يحولها لجنة خضراء رغما عن انفه .. لتكون النعمانية نسبة اليه ..
و يبدو ان هذا كان مبدأ النعمانى في حياته ليس فقط فيما يخص الأرض و الزرع و لكن حتى في الحب ..
رأها يوما مع تلك العائلات التي بدأت تفد للنعمانية ما ان بدأت بشاير الخير تهل .. هام بها عشقا و قرر ان تكون له مهما حدث .. لكن الرياح تأتى دوما بما لا تشتهيه السفن .. كانت الفتاة موعودة لابن عم لها كما هي العادة .. ذاك القريب الذي استطاع النعماني بما له من نفوذ الا يعجل في عودته من سفرته البعة .. و بالفعل ما عاد ..
وكانت الفتاة تعلم كل هذا لكن ماذا تفعل بقلبها المعلق بابن عمها الذي نسجت معه أحلام الطفولة و الصبا..!.. و كيف يمكنها الټضحية بسلامته بعد ذاك الټهد المبطن الذى ارسله لها النعماني .. اما الزواج به طواعية .. او مۏت بن العم في غربته والزواج به كنهاية حتمية للأمر ! .. و بالفعل قدمت نفسها انا لحماية الحبيب و رفيق الطفولة و حلم الشباب الضائع .. لتسقط في أحضان من چحيم ما ذاقت فيها الا اللوعة و الحسړة .. وعلى الرغم من انها سلبت لبه و كل من كان بالنعمانية رك هذه الحقيقة كادراكهم لطلوع الشمس يوميا من المشرق .. لكنه لم يستطع ان يجعلها تسامحه على فعلته .. لم يستطع ان يجعلها تحبه .. لم يستطع ان يغرز حبه في صحراء قلبها التي ما عاد ينبت فيها الا صبار الكراهية و حنظل القهر .. أنجبت أولاده جميعا .. عشقتهم پجنون لكنها لم تقدر ان تعشق ابيهم بالمثل لټموت وهى تلد طفلها الأخير في تلك الغرفة التي رأت فيها كابوسها الأول في ليلتها الأولى هنا في النعمانية .. و يظل النعماني بعدها لا ي امرأة .. يعيش على ذكراها و رغبة مچنونة ظلت عالقة بقلبه و مسيطرة على فكره .. انها حتما ستحبه يوما ما .. سيضمها و هي راضية .. ستضحك لمزاحه و تراعى غضبته و تدارى ضعفه و تحفظ هيبته و تكون له المرأة التي حلم بها منذ وعاها اول مرة و التي سړقت قلبه واستقرت بأعماق روحه .. لكن هيهات .. كلها كانت أمانى مستحيلة لشخص كان يرجو الحب بالسيف و القسۏة .. لا باللين والرحمة .. فما جنى سوى الألم و العذابات ...
لا بديل عن الصعود للسطح لمعرفة مصدر الغناء و التمتع بمنظر اكثر وضوحا للنعمانية من ذاك الارتفاع..
حزمت امرها و خرجت تمشي بطول الردهة حتى مرت بجوار الغرفة التي شاهدت فيها حلمها.. غرفة الألم والقهر فتخطتها سريعا واندفعت باتجاه الدرج الجانبي الذي يفضى لباب خشبي سميك دفعته ليطالعها السطح الواسع والخالي تماما الا من بعض الأرائك الخشبية التي انتزعت اغطيتها حتى لا تتعرض للبلل بفعل الأمطار ..
تقدمت الى السور الخارجي لترى منظر لم و لن ترى في روعته .. تلك السفوح السمراء البعة و كأنها ايادى لذاك الجبل العت ت النعمانية الى صدره الحجرى الصلد.. ويمر بين شطريها ترعة كبيرة نسبيا هى احد روافد النيل
الذي أنعمت به الطبيعة على النعمانية لتصبح قطعة من النعيم بحق مع ذاك اللون الأخضر المنتشر هنا و هناك و كأنه خضاب عروس في ليلة حنتها .. استمعت للغناء وهي منتشية .. لا تستطيع تمييز الكلمات ولا معانيها لكنها ترى رجال ونساء هناك في عدد من غيطان القصب القريبة نوعا ما يترنمون بما يصلها من أنغام في تلك اللحظة السحرية من الصفاء و السكون الذى تعيشه .
متابعة القراءة