روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاول

موقع أيام نيوز

سجن حياتها الرتيبة .. اڼفجرت ضاحكة لهذا الخاطر .. ضحكة صافية رنانة تشبه ذاك الصباح الدافئ .. و تلك الأشعة البكر للشمس المتسللة من خلف غيوم الليلة الماضية .. ضحكة طازجة .. منتشية جعلت ذاك المضجع في سلام على احدى الأرائك الموضوعة تحت السور المشترك المرتفع بينهما يقفز فزعا وهو يعتقد انه يتهئ ضحكاتها الوثابة .. 
انتفض بكل قوته ليتطلع لمصدر الضحكات حتى يتأكد انه لا يهزي ولم يصبه الجنون بعد جراء ثلاث ليال وأربعة ايام لم يطالع محياها فيهم .. ايام عجاف .. 
تسمرت اه على ما تفعله بها وهي تدليه من فوق السور ضاحكة وجن جنونه .. 
همس في تضرع هونها يا رب.. 
كان على استعداد ليقف عمره كله يتطلع اليها في موضعها بهذا الشكل الساحر الذى يفقده صوابه .. لكنه لم يحتمل المز وغض الطرف متنحنا وهو يست انه يخرق عزلتها المقدسة .. 
انتفضت هى في ذعر و خبأت ها أسفل مئزرها و اعادت احكام حجابها خلف رقبتها هامسة في احراج عفيف بيه ..!.. 
تنحنح من جد رغبة في تصفية صوته المتحشرج دوما تأثرا لمرأها هاتفا حمدالله بالسلامة يا داكتورة .. جلجتينا عليك.. 
ابتسمت في رقة الله يسلمك .. تعبتكم معايا انت و الخالة وسيلة ..
هتف معترضا متجوليش كده .. المهم انك بخير .. 
ثم استطرد عاتبا برقة غير معتادة على مسامعها وهو يتوجه للسور الخارجي للسطح يقف في مواجهة الجبل البع كأنه يناطحه بس انت ايه اللى خلاك تطلعي هنا و انت لساتك تعبانة .. !.. 
ابتسمت و هي تتطلع بدورها للبع هامسة الغنا ده هو اللي طلعني الصراحة .. جميل برغم اني مش فاهمة هما بيقولوا ايه .. بس واصلني إحساس الفرحة فيه قووي.. 
تطلع اليها في تعجب لحظي ثم ابتسم ابتسامة من احدى تلك الابتسامات النادرة الظهور على ذاك الفك الصلب والتي تحرك شيء ما داخلها لا تعرف كنهه هاتفا احساسك ف محله يا داكتورة .. ده موسم كسر الجصب ودايما مواسم الحصاد مرتبطة عندينا كصعاة او حتى الفلاحين ف بحرى بالافراح .. بنستنوا الحصاد عشان نتچوز او نچوزوا عيالنا .. الاغنية دي مرتبطة بالفرح مع موسم كسر الجصب والخير اللي هاياچي من وراه .. 
انتبهت لكل كلمة قالها وكأنها تعويذة سحرية ينطق بها .. نطقها بحب واعتزاز لتلك الأرض التي تحمل عرق جده و رفاته و ستضم رفات أبناء النعمانية جميعا من بعده .. اشارت لغيط القصب حيث يجتمع الرجال لكسره هاتفة طب هم بيعملوا ايه دلوقتى وايه عربيات السكة الحد اللى بتمر دي..!.. 
ابتسم مؤكدا دي مش عربيات سكك حد .. دى عربيات مصنع السكر .. بيچمع الجصب عشان يروح ع المصنع .. و الباجي يطلعوا بيه ع العصارة .. 
ثم أشار لبناية عتيقة على أطراف الأرض البعة هاتفا شايفة المبنى الملون اللي على طرف الارض ده ..!.. هى دي العصارة .. دي بنودوا فيها چزء من الجصب عشان نعملوا منيه العسل الأسود .. اك دجتيه .. حتى من جبل ما تاچي هنا !.. 
أكدت بابتسامة صبت في دمه ملايين اللترات من العسل المصفى وهي تهتف اه .. مفيش احلى منه بالذات مع الفطير المشلتت من أ الخالة وسيلة .. 
اڼفجر ضاحكا على غير العادة هاتفا واضح انك چعانة يا داكتورة و نفسك مفتوحة تعوضي الأيام اللى فاتتك من فطير الخالة وسيلة .. 
قهقهت بدورها ولم تعقب للحظات وأخيرا هتفت مستفسرة مشيرة لغيط القصب ها و ايه اللى بيحصل بعد كده ف العصارة ..!..
أكد بهدوء خلاص كده .. طلع العسل و مبجيش الا الچلاب .. 
هتفت متعجبة جلاب ..!.. يعنى ايه ..!.. 
ابتسم متطلعا اليها و هو ي من السور المشترك بينهما الچلاب ده .. حلاوة بنعملوها من بواجى السكر شكلها مخروطي و لونها مايل للخضار شوية .. و .. 
صمت فتطلعت اليه مستفسرة لتجده مترددا ثم مد كفه الى جيب جلبابه ليخرج لها ورقة ملفوفة .. فضها أمامها هامسا هو ده ..
مدت كفها اليه متطلعة في تعجب لذاك القمع المخروطى العسلى اللون ثم

استأذنت في فضول ممكن ادوقه.!.. 
أكد بايماءة من رأسه .. فقضمت قطعة صغيرة لتهتف مستمتعة ده حلو قووى .. .. 
أكد في سعادة مقهقها ما هو كله سكر .. مش جصب .. 
اعادت اليه قطعة الجلاب و التي تردد في اخذها لكنه أخيرا مد كفه و أخذها يطويها و يقذف بها من جد في جوف جيبه ..
سألت في أريحية متهورة طب و حضرتك محتفظ بيه ليه في جيبك.!.. 
غامت ملامحه للحظات و طلت من يه نظرة حزن عميقة شرخت وعاء البهجة الذى كان يحتوي روحها منذ دقائق .. ندمت انها سألت و لو كان بإمكانها استرجاع الزمن لثوان
تم نسخ الرابط