ضروب العشق كامله
المحتويات
حصل إيه
قالت جملتها الأخير بجدية تامة وفضول لتطلق يسر تنهيدة طويلة وتقول بمرارة
طلقني
اطالت ريم النظر في عيناها بوجه عابس ومشفق ثم مدت يدها وامسكت بكفها متمتمة في نقم على ذلك الحسن
ده الافضل ليكي يايسر إنتي مخدتيش منه حاجة غير ۏجع القلب هو مستاهلكيش ولا يستاهل حبك ليه وحتى حزنك عليه ميستهلهوش
اللي واجعني ياريم إنه كان كاره ابنه لمجرد إنه مني أنا كنت عارفة إنه بيكرهني بس متوقعتش للدرجة دي ده كان بيقولي هسقطك أنا لو منزلتهوش
استشاطت ريم غيظا وبغضا عليه حيث هتف پغضب عارم
وهو كان ميستهلهوش أصلا الطفل ده ده واحد حيوان معندهوش قلب أنا مش فاهمة إزاي حبيته لا وبعد ده كله لسا بتحبيه
يسر بأعين دامعة ونبرة يائسة
هتكرهيه يايسر أنا متأكدة وإياكي تسمحيله يتلاعب بمشاعرك تاني لو حاول يرجعلك اقنعي نفسك إنك بتكرهيه ومع الوقت هتكرهيه بالفعل صدقيني
مدت يسر اناملها وجففت دموعها متمتمة ساخرة ونظرة حازمة لا تحمل المزح
ومين قالك إني هسمحله أصلا من هنا ورايح هيشوف يسر مختلفة تماما هخليه في كل لحظة يحتكر نفسه وهعرفه حجمه بجد لإني كنت مدياه قيمة وحجم أكبر من حجمه وهو أساسا نكرة
رسمت ابتسامة منطفئة على شفتيها وهمست بهدوء
لا متقلقيش الحمدلله كويسة واطمني خطتنا ماشية زي ماهي ومحدش هيعرف حاجة
هزت ريم رأسها بالإيجاب وهي تبادلها الابتسامة وتربت على كفها برفق وحنو كنوع من إبعاث الطمأنينة وبعض المشاعر الإيجابية لنفسها البائسة !!
ترجلت ملاذ من السيارة
أولا ورفعت رأسها لأعلى تقيس طول ذلك الفندق الضخم بينما هو فالتف لحقيبة السيارة الخلفية وأخرج منها حقيبة ملابسهم السوداء ورفع ذراعها لأعلى يجرها خلفه وهو يشير لها برأسه أن تتحرك فسارت معه فورا وهي لا تتمكن من اخفاء ابتسامتها التي كانت عريضة وواسعة على شفتيها ولكن نقابها يخفيها عن أعين الناس سارت بجواره حتى وقفوا أمام الاستقبال وأخذ هو يتحدث معهم وهي تتفحص الفندق الساحر من داخله كانت فرحتها كفرحة طفل صغير اتى لقضاء عطلة نهاية السنة مع عائلته
يلا يازين أنا تعبت من الوقفة
حاضر ثانية
إنت ملقيتش غير الفندق ده !
لا في كتير أكيد بس الخدمة في الفندق ده كويسة جدا ومريحة إنتي معجبكيش ولا إيه
هتفت بغيظ وغيرة ملحوظة
لا عجبني بس مش عاجبني البنات اللي فيه
رمقها بنظرات مستعجبة ومستفهمة فأكملت هي باندفاع
البنت الغلسة اللي في الاستقبال دي ولا البنات الاجانب اللي لبسهم حاجة مقرفة
انفتح باب المصعد فانزلت نقابها على وجهها فورا وخرجوا وسمعته يهتف باسما باستنكار
ملاذ دي مدينة ساحلية وسياحية فلازم هيكون في سياح في الفنادق أنا متعود وبروح دايما أماكن زي كدا بسبب الشغل أحيانا
وصلوا أمام الغرفة فرفع الكارت وادخله في قفل الباب واخرجه ثم امسك بالمقبض واداره لينفتح ويدخل ثم هي التي اغلقت الباب خلفها وسمعته يهتف شبه ضاحكا
أول مرة دخلت فنادق في الغردقة تقريبا كان مع بابا من سنين ومكنتش متوقع إني هلاقي المناظر دي فدخلت بنية صافية طبعا وبمجرد ما بصيت وركزت في أشكال البنات واللبس ذهلت وصممت بعدها إني همشي ومش هقعد في الفندق ده فبابا بهدلني وقتها وقالي إنت هتمنع الناس تلبس اللي هي عايزاه وغصبني اقعد معاه كنا جايين لشغل وكان عندي وقتها 25 سنة بس ومن ساعتها حرمت بقيت لما ادخل أي فندق مبرفعش عيني ومبصش على حد نهائي عشان مشوفش المناظر اللي تقرف دي تاني
إنت عندك مشكلة واحدة تعرف إيه هي
إيه !!
إنك امور !! وفي الآخر تاجي واحدة زي البنت الملزقة اللي في الريسبشن تحت وتبصلك
غضن حاجبيه باستغراب حقيقي وهدر
بنت !!! طيب هتصدقيني لو قولتلك إني مخدتش بالي إن في بنت واقفة أصلا والله
تحولت نظرته من الرقة إلى الحدة ونبرتها أصبحت مستاءة وكلها غيرة وهي تتشدق
كانت بتصبلك وشغالة تبتسم زي المعزة ! قومت أنا زغرتلها بعيني فاتعدلت علطول هما كدا الناس دي مينفعش معاهم غير العين الحمرا
رفع حاجبه وخرجت منه ضحكة بسيطة على تشبيها للفتاة ب المعزة وقولها زغرتلها !! لا ينكر سعادته بغيرتها التي يراها للوهلة الأولى واقترابها وتدللها عليه الذي اطلق سهامه في قلبه بقوة !
زين بابتسامة عريضة وشبه مستنكرا
معزة وزغرتيلها !!!!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبادله الابتسامة الناعمة وأكمل هو متسائلا بحيرة ومتلذذا بحرارة الحديث
زغرتيلها إزاي بقى !!
كدا
وسعت بؤبؤي عيناها بصرامة قليلا فخرجت لوحة وجهها طفولية وكوميدية وهذا ما كانت تسعى له حيث سمعت صوت ضحكته الرجولية التي انطلقت وجلجلت الغرفة فعاد وجهها لطبيعته ورسمت الابتسامة على شفتيها بتلقائية وهي تراه يضحك وتأملته بأعين مغرمة حتى وجدته يفلت ذراعيه من حول خصرها ويقول والابتسامة لا تزال تزين شفتيه الجميلتين
لا عجبتيني ! أنا هروح اخد حمام سريع عشان اريح جسمي من تعب السفر
ابتعد عنها واتجه إلى الحمام بينما هي فظلت متصلبة بأرضها مكانها تحدق على آثاره بعشق !!
كانت تجلس تشاهد التلفاز على إحدى قنوات التلفاز المعروفة وتعرض مسلسلا مصريا كلاسيكي تارة تصدر تفاعلا بضحكة بسيطة وأخرى تصبح ملامحها
جامدة وبلحظة عابرة تذكرته وأنه لم يخرج من الغرفة منذ أن استيقظ فاستقامت من مكانها وذهبت لغرفتهم فسمعت صوت منبعث من الحمام تحركت نحو الحمام الذي كان مفتوحا ورأته يقف ويلف حول رقبته منشفة صغيرة وبيده آلة الحلاقة وقد وضع على لحيته ذلك الشيء الأبيض الذي لا تعرف ماذا يسمى ولكنه حسب اعتقادها أنه يخفف ألم ازالة شعر اللحية وبمجرد ما وقعت عيناها عليه فغرت فمها مندهشة وقالت
إنت هتحلق دقنك !!!
نظر لها كرم بعينان متعجبة وأماء لها بالإيجاب ليسمعها تكمل بانزعاج وتوسل وقد دخلت ووقفت بجواره تماما
لا متحلقهاش شكلك حلو بيها أوي والله
عاد يرفع الآلة لذقنه ويقول بهدوء
أنا متعود كل فترة بحلق دقني
قبضت على يده قبل أن يضع الآلة على وجهه تنهاه بلطف وبأعين دافئة بعد أن قفزت في عقلها فكرة لطيفة
لا لا متحلقهاش بص أنا هعملك حاجة حلوة وهتنعشك إيه رأيك
حاجة إيه دي !!!
اردفت بحماس ملحوظ في نبرتها ونظرتها
اغسل وشك الأول بس !
اطال النظر في وجهها بريبة وسكوت ويفكر فيما تريد فعله ويطرح العديد من الأسئلة ولكنها نكزته في ذراعه برفق تحسه على فعل ما طلبت للتو ليأخذ نفسا عميقا ويحنى رأسه على صنبور الماء ويبدأ في غسل وجهه وبعد أن انتهى رآها تمسك بكفه وتسحبه خلفها هاتفة
تعالى في الحمام اللي برا هنا مش هينفع
ضيق عيناه بحيرة ورغما عنه عصفت في ذهنه فكرة منحرفة ليقول لها مستفهما بنبرة تحمل الاستنكار
هو إيه ده اللي مش هينفع هنا !!!
تعالى بس !
سار معها مغلوبا على أمره حتى وصلوا للحمام الخارجي وفتحت الباب وقد كان حماما واسعا به حوض استحمام واسع وحوائطه من اللون البني الفاتح وفي آخره مرآة كبيرة واسفل المرآة بالضبط حوض شامبو متوسط الحجم من اللون الأسود وأمامه مقعدا وثير وطويلا بعض الشيء
لم تمهله اللحظة ليحاول توقع ما يدور في ذهنها وإذا به يجدها تجذبه مجددا من يده وتجلسه على ذلك المقعد ثم ابتعدت عنه لتجلب شامبو خاص فسمعت صوته الغليظ وهو يتأفف بنفاذ صبر ونبرة حانقة
شفق ممكن تفهميني بتعملي إيه عشان أنا بدأت اتعصب !
عادت له وقالت في رقة وبمشاكسة
إنت بقيت بتتعصب على أي حاجة الفترة دي أساسا إنت مش كنت بتقول لما صحيت من النوم إنك مصدع وراسك ۏجعاك انا بقى هعملك مساج بس بطريقة مختلفة
خرجت نبرته الخشنة والحازمة
وإيه الطريقة المختلفة دي بقى !!
اغتاظت من طريقته الجافة بالرغم من أنها تعرف أن مزاجه معكر منذ الصباح الباكر ولكنها ابدت عن احتجاها على طريقته حيث زمت شفتيها باغتياظ وهتفت ممتعضة وغاضبة
إنت بتكلمني كدا ليه يعني ده جزاتي إني عايزة اخففلك الصداع اللي عندك
ثم استدارت بكامل جسدها توليه ظهرها وقبل أن تهم بالرحيل قالت في خنق وعبوس
خلاص طالما إنت مضايق مش هعمل حاجة وآسفة إني عصبتك ياكرم بيه
رفع حاجبه اليسار باحترافية واجابها مستنكرا باندهاش
بيه !!!!
خدي خلاص أنا آسف متزعليش مكنش قصدي والله !
رمقته بطرف عينها بنظرة متضايقة وسرعان ما اشاحت بوجهها للجهة الأخرى محتجة عن الكلام معه فضيق عيناه باستغراب وقال بحنو
تعالى يلا اعملي المساج اللي قولتي عليه ده
ابعدت كفه الذي يقبض على رسغها وعقدت ذراعيها أمام صدرها مردفة بتذمر طفولي بعض الشيء
واعملك ليه ما إنت مش طايقني ولا طايق مني كلمة !!
بات يفهم مدى تأثير ابتسامته عليها فاتخذها كسلاح في هذه اللحظة وابتسم لها بساحرية هامسا في دفء
تعمليلي عشان أنا عايز وبطلب منك أهو ممكن !
سحق سخطها ومحاه برقته وابتسامته كأنه لم يكن وكالعادة فشلت هي في إخفاء ابتسامتها التي صعدت لشفتيها تدريجيا وقالت باستحياء
متابعة القراءة