روايه رائعه وكامله بقلم منى سلامه
المحتويات
انتظرت أن يكمل كلامه .. قال مراد بتوتر
مريم .. الحاجة التانية اللى عايزك تعرفيها ........
أمسك بكفها يحتضنه بين كفيه .. رأت صدره يعلو ويهبط من سرعة تنفسه .. وبدا عليه الوجوم والإضطراب .. ضم كفها بين كفيه يحتضنه بقوة .. كما لو كان يخشى أن ينزلق هذا الكف من بين يديه مبتعدا بعدما يخبرها بأمر اعاقته .. كانت كل ذرة فيه تهمس .. لا تتركنى لن أحتمل بعدك ليس ذنبي ما أصابنى لست أنا من قدر أن أصاب بهذا .. اعاقتى لا تعوقنى عن ممارسة حياتى بشكل طبيعي .. لن تخجلى منى بين صديقاتك .. لن تشعرى بأننى مختلف عن أى رجل آخر .. فقط جزء من جسدى مبتور .. لم أرد بتره .. لكن الله أراد .. ساقى الصناعية تحل محل الجزء المبتور .. لن تشعرى بالنقص معى .. لن تسيري معى وأنت خجلة منى .. من يرانى لا يعرف بأمر اعاقتى .. لا يعرف بأن قدمى مبتور .. ليس ذنبي فلا تعاقبينى .. لا تحرميني منك .. لا تنظرى الى بشفقه لست فى حاجة الى شفقتك بل أنا فى أمس الحاجة الى حبك وحنانك الى مشاركتك لحياتى الى انجاب أولاد منك الى تكوين أسرة معك الى أن تكونى سكنى وأكون سكنك .. لا تتركيني يا مريم أنتى آخر أمل لى فى أن أحب وأحب كأى رجل عادى .. لن أحب غيرك يا مريم لن أفتح قلبي لسواكى .. لا تطعنيني مثلما فعلت زوجتى السابقة ومثلما فعلت من تقدمت لها ومثلما فعلت كل من عرفت بإعاقتى .. كونى دوائى يا مريم ولا تكونى سببا فى زيادة آلامى وأحزانى .. لن أحتمل بعدك فلا تحرميني منك .. بداخلى حب كبير لك فلا تتخلى عنه وعنى .. لن يحبك رجل مثلما أحبك .. لم يحبك رجل مثلما أحبك
تكلم بقلبه دون أن يجرؤ على قول تلك الكلمات بلسانه .. شعرت مريم به .. وبمعاناته .. ودت لو علمت بسببها .. ودت لو طمأنته .. ودت لو علمت همه وما يؤرقه .. نظرت اليه .. فى انتظار أن يتكلم .. أن يبثها نجواه .. نظر اليها يتأملها .. نظر اليها ليعلم كيف سيكون رد فعلها .. كيف ستنظر اليه .. ماذا سيرى فى أعماق عينيها .. فتح فمه ليتحدث .. فقاطعه صوت نرمين التى تقول
هب مراد و مريم واقفين .. قال مراد بلهفه
بجد اتكلمت
قالت نرمين مبتسمه
أيوة كنت أعدة معاها .. وفجأة لقيتها بتقولى مراد
ابتسمت مريم بسعادة وأسرع ثلاثتهم فى اتجاه غرفة زهرة .. جلس مراد بجوارها على الفراش وأخذ ينظر اليها بلهفه قائلا
ماما انتى قولتى اسمى .. ناديتي عليا
مراد
ثم قالت
ولدى
ابتسم مراد وعانقها عناقا طويلاوهو يقبل رأسها ويديها .. اغروقت عبرات الجميع بالدموع .. ابتسمت مريم وسط دموعها واقتربت من زهرة قائله
ماما زهرة
التفتت اليها زهرة قائله بنفس الصوت الأجش
مريم بنيتي
كانت سعادة مريم غامرة وهى تستمع الى اسمها من بين شفتى زهرة .. وكانت ايضا سعادة مراد لا توصف .. فى هذه اللحظة دخلت ناهد وهى تقول بلهفه
قالت نرمين مبتسمه
طنط زهرة اتكلمت
ابتسمت ناهد واقتربت منها قائله
حمدالله على سلامتك
قالت لها زهرة بصوتها الاجش
الله يسلمك
ثم التفتت الى مراد تسأله
مين
نظر مراد الى ناهد ثم الى زهرة وقال
دى أمى اللى ربتنى .. مراة بابا الله يرحمه
الله يرحمه ويرحم جميع أمواتنا
قالت ناهد
اللهم آمين
التفتت زهرة الى مراد قائله بصوت متعب مبحوح
بدى أتحدث معاك كتير يا ولدى
قبل مراد يدها قائلا
وأنا نفسي أتكلم معاكى
كتير أوى يا أمى
ثم قال بحنان
بس ارتاحى دلوقتى وان شاء الله بكرة هنروح المستشفى عشان بس نطمن عليكي .. وان شاء الله لما نرجع نتكلم مع بعض زى ما انتى عايزه .. المهم عندى صحتك دلوقتى
ماشى يا ولدى .. ربنا يباركلى فيك
كانت سهى فى عملها .. عندما رن هاتفها .. نظرت لتجد المتصل سامر .. أغلقت فى وجهه ..
و فتحت الهاتف بعصبية وأخذت الشريحة كسرتها الى نصفين ثم ألقتها فى سلة المهملات .. وظلت تستغفر ربها .. و مى ترمقها بنظرات حانيه وتدعو لها فى سرها بالثبات
عادت مى الى بيتها لتستقبلها والدتها بلهفه قائله
يلا يا مى العريس زمانه على وصول
قالت مى بتأفف
طيب يعني أعمل ايه يعني افرشله الأرض ورد
قالت أمها
ادخلى خدى شاور و اعملى ماسك وشك شكله باهت
قالت مى بحنق
والله أنا كده اذا كان عجبه
دخلت مى غرفتها وجلست على فراشها وهى تقول
يارب ولو مليش خير فيه اصرفه
متابعة القراءة