روايه رائعه وكامله بقلم منى سلامه
المحتويات
مراد غامرة وهو جالس أمام المأذون يزوج أختيه الإثنين .. شعر بقلبه يقفز فرحا عندما سمع جملة قلبت زواجها تتردد مرتين فى القاعة .. كانت مريم كالفراشة التى تتنقل بين الحضور فى قاعة النساء وهى تشعر بسعادة غامرة للفتاتين .. كانت سعيدة أكثر لتمكن زهرة من حضور الحفل بعدما استعادت قدرتها على المشى مرة أخرى وان كانت مازالت تعانى من آلام بسبب تقدم العمر .. كانت العبرات فى عيني ناهد وهى تنظر الى ابنتاها وكل منهما كالأميرة فى فستان زفافها الأبيض .. سلم مراد كل واحدة منهما الى زوجها ووصاه عليها كوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا ... وكما قال فى حجة الوداع استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي فإني قد بلغت .. وكما قال رفقا بالقوارير ..
البيت هيبجى فاضى جوى من غير البنات
قالت ناهد وسحابة حزن فى عينها
مش عارفه ازاى هتحمل فارقهم
قال مراد
ايه يا جماعة محسسنى انهم مهاجرين مهم هيعيشوا معانا هنا فى القاهرة .. أمال لو كانوا راحوا محافظة تاينة بأه
مكنتش أوافق أبدا .. بناتي ميبعدوش عنى أبدا
صاحت مريم پحده مصطنعة
شكرا أوى أوى .. ولا كأنى موجودة .. عمالين تقولوا الفيلا هتفضى
كأنى هوا عايش معاكم
.. يلا تصبحوا على خير
همت بالإنصراف فجذبتها ناهد من ذراعها ضاحكة
احنا نقدر برده يا مريم ده انتى اللى منوره الفيلا
قالت بزعل مصطنع
جذبتها زهرة الى قائله
ده انتى جلبى يا مريم حد يجد يعيش من غير جلبه .. ها جوليلى
نقلت مريم نظرها بينهما وابتسمت قائله
ماشى خلاص اقتنعت انكوا متقدروش تعيشوا من غيري
صاح مراد من خلفهم
الله الله .. أنا نفسى أعرف بأه هو مين اللى ابنكم بالظبط أنا ولا مريم
مريم
ثم اڼفجر الجميع ضاحكا .. فمشى مراد فى طريقة الى الأعلى قائله
طيب اشبعوا ببعض بأه
تركتهم مريم وجرت خلفه قائله
مراد .. مراد
صاحت ناهد بغيظ
بعتينا يا مريم .. ماشى يا مريم
وضعت ناهد ذراعها بذراع زهرة قائله
ابتسمت زهرة وربتت على كف ناهد قائله
ربنا يباركلك فيهم ويخليكى ليهم
ابتسمت ناهد قائله
ويباركلك فيهم ويخليكي ليهم
استيقظ مراد من نومه فلم يجد مريم بجواره .. وسمع صوت آهاتها فى الحمام .. انتفض من الفراش وارتدى ساقه الصناعيه بسرعة وهى ينادى عليها
مريم
خرجت مريم وهى تضع يدها على بطنها
مالك يا حبيبتى
قالت وقد ظهر عليها آثار الإعياء
مش عارفه بطنى وجعانى من الصبح
أمسكها وأجلسها على الفراش ووضع وسادة خلف ظهرها ودثرها ثم قال بحنان
هنزل أعملك حاجة دافيه
قالت له
استنى يا مراد أنا شاكه فى حاجه كده
جلس بجوارها وقال بإهتمام
شاكه فى ايه
نظرت اليه نظرة معبره .. فهتف بسعادة
بجد .. بجد يا مريم
قالت بسرعة
معرفش متعشمش نفسك إلا لما نعمل تحليل الأول .. عشان منزعلش لو النتيجة نتيجاتيف
هب واقفا وقال
طيب يلا تعالى نروح سوا نعمل التحليل
ساعدها على النهوض ثم أوقفها قائلا بقلق
لو تعبانه ممكن نأجلها
قالت مريم وقد بدا عليها أنها استعادت نشاطها
لا انا كويسه .. ملهوفة أوى أعمل التحليل مش هقدر أستنى
ثم استدركت
بس متقولش حاجة لماما ناهد و ماما زهرة إلا لما نتأكد الأول
خرجا معا لعمل تحاليل الډم وأمضيا الساعات التى تفصلهما عن النتيجة فى التجوال والسير على النيل والتحدث معا وإفضاء كل منهما الى الآخر بمكنونات قلبه .. عادا الى الفيلا ودخلا غرفتهما .. قال مراد
هتصل بيهم دلوقتى
قالت مريم وهى تبدل ملابسها
بس هما قالوا النتيجة الساعة 6 والساعة لسه 5 إلا
قال مراد بلهفه وهو يمسك الهاتف
مش قادر استنى
أوقفته مريم بيدها وقالت بقلق
ولو طلعت نيجاتيف
أمسك مراد ذراعها وضمھا اليه بقوة قائلا
هقول الحمد لله برده .. أنا أهم حاجة عندى انك كويسه .. واننا مع بعض يا مريم
ابتسمت مريم وقد شعرت بشئ من الطمأنينة داخل قلبها .. ثم ابتعت عنه وقالت بلهفه
يلا اتصل
اتصل مراد وأملاهم اسم مريم وانتظر لسماع نتيجة التحليل .. مرت الثوانى كساعات بل كسنوات حتى قال
حضرتك متأكد .... طيب متشكر
أنهى المكالمة وعيون مريم معلقة به فى لهفه وقالت
ايه يا مراد
اتسعت ابتسامته وعيونه تنطق بالسعادة .. هتفت مريم بفرح وهى تضع يديها على فمها غير مصدقه
أنا حامل .. انا حامل يا مراد
عانقها مراد بقوة قائلا بسعادة
أيوة حامل .. حامل يا أم .....
ثم ابتعد ونظر اليها بفرح قائلا
الا قوليلى هو احنا هنسمى ايه
صاحت بفرح طفولى
مش مهم انشاله نسمى
متابعة القراءة