روايه رائعه وكامله بقلم منى سلامه
المحتويات
سوا
دخل مراد مكتبه .. أمرت ناهد بتجهيز الطعام . ثم نادت ل مراد .. توجه مراد الى غرفة الطعام ليجد سارة فقط الجالسه .. جلس قبالة ناهد .. ثم ألقى نظرة على المقعدين الفارغين بجواره .. ونظر الى أمه قائلا
طبعا نرمين مش قادرة توريني وشها
قالت ناهد
أيوة
.. بتقولى مش عارفه ازاى هحطى عيني فى عينه بعد كده
أحسن خليها تتربي
صمت قليلا ثم قال وهو يتحدث بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيه
فين مريم
قالت سارة
بتتغدى مع نرمين فى أوضتها عشان متاكلش لوحدها
عاد مراد الى اكمال طعامه ويبدو عليه التفكير والشرود
فى غرفة نرمين .. قالت بأسف
مريم لو تحبي تنزلى تتغدى معاهم انزلى
لا بالعكس أنا مبسوطة كدة .. عشان أعرف آكل براحتى
قالت نرمين بإستغراب
بس مفيش حد غريب تحت
ثم قالت
ولا انتى لسه معتبرانى أنا وماما و سارة أغراب
شعرت مريم بالتوتر ودت لو قالت لها .. أخوكى هو الغريب بالنسبة لى وليس أنتن .. لكنها قالت
لا طبعا أنا بحس معاكوا انى بين عيلتى .. ومش حساكوا غرب أبدا
مريم لو كنت عملت أى حاجه تزعلك منى قبل كدة ياريت تسامحيني عليها
ابتسمت لها مريم وقالت
لا أبدا يا حبيبتى معملتيش أى حاجة ضايقتنى
قالت نرمين وهى تنظر اليها بإعجاب
بجد يا مريم أنا بحبك أوى .. وقفتى جمبي ولا كأنك أختى بجد .. دى لو كانت سارة مكنتش هتعرف تتصرف زيك كدة وتخرجنى من المشكلة دى
معملتش حاجة .. انتى أختى يا نرمين انتى و سارة وبجد بحبكوا أوى
نظرت اليها مريم بحنان ودت لو قالت لها يكفيني أنك أخت ماجد لأعتبرك أنتى وأختك أختاى من دمى ولحمى .. وأخاف عليكما مثلما أخاف على نفسي .. تحولت نظرات مريم الى الآسى وهى تتذكر أنها لن تلبث أن تضطر الى مغادرة هذا البيت .. والإبتعاد عن تلك الأسرة التى تشعر بأنهم أهلها وبأنها واحدة منهم .
هى نرمين ناوية تزنب مريم جمبها ولا ايه
قالت ناهد ل سارة
اطلعى شوفيها يا
سارة وخليها تنزل تشرب الشاى معانا
نهض مراد وهو يترك فنجانه قائلا
لا خليكي أنا أصلا طالع
أجاثا كريستى !
أشاحت مريم بوجهها وقد شعرت بالإرتباك .. فأكمل قائلا
اختيار موفق .. أصلا تشبهيها كتير
التفتت ورفعت رأسها تنظر اليه بتحدى قائله
تقصد انى عقلية اجرامية
ضحك مراد حتى بدت نواجزه .. كانت تلك المرة الأولى التى تراه فيها ضاحكا وتسمع فيها صوت ضحكاته فبدا لها مشهدا غريبا فظلت تتطلع اليه .. انتهت ضحكته بإبتسامه صغيره وهو ينظر اليها قائلا
لا أقصد غامضة ومليانه أسرار
خفضت بصرها وأعادت النظر الى الكتاب بيدها .. ظل واقفا خلفها .. شعرت بتوتر بالغ .. حاولت التظاهر بأنه غير موجود .. لكن عيناها كانتا تمر على السطور دون أن تقرأها .. قال فجأة
خطيبك كان اسمه ماجد مش كده
التفتت تنظر اليه وقد شعرت بخفقات قلبها المتسارعه .. أومأت برأسها بصمت .. فسألها
قائلا
انتى قولتيلى اتوفى من سنة مش كدة
أومأت برأسها مرة أخرى وهى لا تدرى سر اهتمامه بمعرفة ذلك .. فسألها
و أهلك اتوفوا امتى
نظرت مريم أمامها وقد ظهر فى عينيها سحابة حزن .. قالت بصوت خاڤت
من 3 سنين
ظهر شئ من الحنان فى صوته وهو ينظر اليها قائلا
ليه عيشتى لوحدك .. ليه ماعيشتيش مع أهلك فى الصعيد
قالت مريم وهى تنظر اليه
مكنتش أعرفهم ومكانوش يعرفونى .. لا عمرنا زورناهم ولا عمرهم زارونا
قال مراد بإستغراب
ليه
ردت بحيرة
معرفش
أومأ برأسه وترك الكتاب بجوارها كما كان وخرج من الشرفة ليتركها غارقة فى بحور ذكرياتها .
عادت سهى الى منزلها ودخلت غرفتها وألقت بنفسها على الفراش واڼفجرت باكية .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكن شعورها الأكبر والطاغى كان الخۏف .. كانت تشعر بأنها أجرمت فى حق نفسها .. حاولت كثيرا اخماد صوت الضمير بداخلها والذى تنجح دائما فى اسكاته .. لكن هذه المرة فشلت فى اسكاته .. بل تعالى صوته أكثر فأكثر يشعرها بمدى جرمها فى حق ربها وحق نفسها وحق أهلها .. تعالى صوت هاتفها معلنا عن اتصال من سامر .. كانت تشعر بأنها لا تطيق مجرد سماع صوته .. لا تعلم كيف تولد هذا الكره والحقد اتجاهه بداخلها .. كيف وهى بالأمس
متابعة القراءة