روايه رائعه وكامله بقلم منى سلامه

موقع أيام نيوز

..
قالت پألم 
كان بيبقى تعبان ويخبى عليا لحد ما وقع فى الشغل .. وعرفنا ساعتها ان المړض اتمكن منه تماما .. وماما زهرة تعبت أوى ومعدتش بتتحرك ولا بتتكلم واضطرينا نوديها الدار عشان ياخدوا بالهم منها لانى كنت بضطر انزل اشتغل .. لحد ما ماجد ماټ الله يرحمه
ساد الصمت طويلا بينهما .. دخل مراد يغسل رأسه بالماء البارد .. ثم يجففه ويخرج من الغرفة دون القاء كلمة .. توجه الى مكتبه .. وظل غارقا فى شروده وهو يفكر فى كل ما قيل .
الفصل السادس والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
تعب مراد من كثرة التفكير .. وقرر أن يدع الماضى وشأنه وأن يردم عليه التراب ويعيش اليوم ويخطط للمستقبل مع والدته و ناهد و اخواته و ... مريم .. هب واقفا وتوجه الى غرفته ليجدها نائمة تتوسط فراشه .. اقترب منها وجلس بجوارها يتأملها .. مسح على شعرها وأخذ يتذكر كم عانت مثلما عانت أمه من قبل .. تذكر أنها هى أيضا طعنت فى عرضها مثلما طعنت أمه .. لكن الفرق أنه صدق ما قيل عن مريم .. تنهد فى أسى وانحنى يقبل رأسها .. وأمسك كفها الموضوع بجوارها ورفعها الى شفتيه يقبله وكأنه يعتذر لها عما بدر منه فى حقها .. تذكر فى تلك اللحظة عمته بهيرة يوم أن طلبت منه فى المستشفى الزواج من مريم .. وأصرت أن يتزوجها مراد ..
أرادت من مراد أن يفعل مع مريم .. مثلما فعل أبوها مع أمه .. أحكم وضع الغطاء عليها وتوجه الى الأريكة .. شعر پألم فى ساقه .. فخلع الساق الصناعية وتركها فى مكانها تسد فراغ قدمه تحت الغطاء .. وغط فى سبات عميق .
استيقظت مريم لتجد مراد نائما على الأريكة .. اذن فقد عاد من الأسفل دون
أن تشعر به .. نهضت لكى تتوجه الى الحمام .. وفجأة .. وضعت يديها على فمها تكتم شهقتها ودهشتها وفزعها .. رأت مريم الساق الصناعيه واقعه على الأرض بجوار الأريكة .. أخذ قلبها يخفق بقوة وهى لاتزال تضع كفيها على فمها بقوة .. .. نظرت الى مراد لتجده نائما .. اقتربت من الأريكة ببطء وهى تنظر لتلك الساق الموجودة على الأرض .. اقتربت أكثر لترى فى ضوء القمر المتسلل للغرفة الفراغ أسفل ساقه اليمني من فوق الغطاء .. أجهشت فى البكاء وكادت أن تعلو صوت شهقاتها لولا أنها أحكمت تكميم فمها بقوة .. تساقطت العبرات من عينيها ساخنة وجسدها يرتجف بشدة وهى تنظر الى الفراغ فى مكان ساقه .. رفعت نظرها الى وجه مراد واقتربت منه تنظر اليه نائما .. كانت عيناها تشعان حزنا وألما وعذابا شديدا .. شعرت وكأنها اكتشفت بأن ساقها هى المبتوره .. نظرت اليه وهى تقول فى نفسها .. أهذا ما كنت تخفيه عنى أهذا ما كان يؤرق مضجعك .. أهذا ما كان يقلقك ويخيفك .. أهذا ما كنت أرى بسببه الألم والحيرة والقلق فى عينيك .. أهذا ما يبعدك عنى يا مراد .. أهذا ما يبعدك عنى يا .. حبيبى .. التفتت لتنظر الى الساق الملقاة على الأرض مرة أخرى .. اقتربت منها وحملتها .. ورفعت الغطاء برفق ووضعتها فى مكانها .. نظرت الى نهايه ساقه التى التحمت ببعضها فيما يشبه شكل الركبة المثنية .. شعرت بدموعها تنهمر مرة أخرى .. أحكمت وضع الغطاء عليه .. ثم اقتربت من رأسه وچثت بجواره وهى تنظر اليه .. قربت أصابع يدها من رأسه تتلمس شعره برفق .. ودت أن توقظه الآن وتخبره بكل ما يجيش داخل صدرها .. لكنها أرادت أن تفوق من صډمتها أولا .. أرادت أن تكون مستعدة جيدا لتلك المواجهة .. وهى الآن أضعف ما يكون .. هى الآن كالطير الجريح .. لن تستطيع مداواته اذا كانت هى نفسها تشعر بالچرح .. غادرت الغرفة مسرعة وأغلقت الباب ووقفت أمامه تبكى بحړقة وهى تحاول التحكم فى مشاعرها دون جدوى .. كانت تشعر پألم شديد فى قلبها .. كانت تشعر بكل ألامه وعڈابه وأحزانه كالطعنات فى قلبها هى .. وضعت كفها على الباب وأسندت رأسها اليه .. مرت دقائق
وهى واقفة هكذا تحاول أن توقف شلال الدموع المنهمر من عينيها و امتداد الألم داخل قلبها .. مسحت دموعها وعندما شعرت أنها بدأت فى استعادة القليل رباطة جأشها توجهت الى غرفة سارة التى اذنت بها بالدخول .. قالت مريم وعيناها تبدوان شديدتا الإحمرار 
صباح الخير يا سارة
قالت سارة وهى تنظ اليها بإمعان 
صباح الخير مريم .. مال عينك
قالت مريم بإرتباك 
مفيش عادى .. انتى عارفه الجو اليومين دول فيه تراب وبيوجع العين
ابتسمت سارة قائله 
اها فعلا الجو غريب اليومين دول
جلست مريم بجوار سارة على الفراش قائله 
سارة عايزة أسألك عن حاجة
قالت سارة 
خير يا مريم
قالت مريم بصوت مضطرب 
عايزاكى
تم نسخ الرابط