روايه جميله وكامله الكاتبه سمر عمر

موقع أيام نيوز

داخل رأسه مثل دوامة حتما ستغرقه في بحر أعماله الشيطانية 
عقب وصول ديما قاعة الفرح هاتفت سمية انها في الخارج لتخرج سمية على الفور وتضمها إليها وهي تخبرها انها حقا اشتاقت إليها كثيرا وبادلتها ديما نفس بالاشتياق ثم دخلوا إلى القاعة متوسطة الحجم ولكن شكلها رائع ومنظمة سلمت ديما على نهال وضمتها إليها وهي تهنئها على الزواج وتتمن لها زواجا سعيدا ثم صافحة مصطفى ثم جلست أمام طاولة مع سمية ..
نظرت سمية إليها بتفحص متسائلة 
ممكن أعرف حكايتك أي يا ست ديما ! 
نظرت إليها ويبدو عليها الحزن ثم امسكت بيدها وهتفت 
موضوع يطول شرحه .. نتقابل بكره في كازينو عند كوبري قصر النيل كده 
اومأت برأسها موافقة ثم أحاطت كتفها بذراعها فيما نظرت نهال إلى مصطفى الذي ينظر إلى الأمام شاردا ولم ينظر إليها حتى جاء عرض تورتة الفرح المكونة من خمسة ادوار وقفوا أمامهم وتناول رجل شوكة وطلب منه أن يطعمها فنظر إليها للحظات ثم قرب الشوكة من فاها ليطعمها واطعمته هي الأخرى ثم اعطى له الرجل شوكة بقطعة صغيرة من التورتة وطلب منهم أن يأكلوها معا ولكن رفض مصطفى پحده وقام بوضع الشوكة جانبا شعرت نهال بخجل مما تعجب الرجل من تصرفه ثم سحب طاولة التورتة واشتغلت أغنية هادئة ..
وضع يديه على خصرها وهي رفعت يديها لتضعها على كتفيه ونظرت في عيناه التي تنظر في مكان أخر شاردة في حال حبيبته الأن ما شعورها الأن من المحتمل انها تعاني الأن عناء شديد قاسې عليها ولا أحد يواسيها فالقلب العاشق يشعر دائما بحبيبته ولكن لماذا يفكر ذاك العاشق في نفسه و حبيبته فقط ! لماذا لم يفكر في تلك الفتاة المسكينة التي تزوجها ! كيف سيكون شعورها عندما تعلم أنه لم يحبها ويحب أخرى نؤذي من حولنا في سبيل ساعدتنا وسعادة من حبهم مثلما تفكر في نفسك فكر في من حولك ولو لقليل ..
القدر جعلك تتزوج من أخرى وهذا هو قضاء الله فهل تستطيع تغير القدر ! واذا استطعت أن تغير القدر فمن الممكن أن تغيره إلى أسوء حال دون ان تشعر وټندم على ما فعلته فتغير القدر ليس سهلا فأرض بقدرك وبما قسمة الله لك وكل شيء يحدث لنا سواء خير أو شړ فهو خير من عند الله ..
رغم أنه يعرف ربنا وملتزم بالدين لم يفكر في ذلك فكل ما يفكر فيه الأن هو تغير القدر وهو أن يعود إلى حبيبته ويتزوجها ليعيش معها سعيدا انتهت الأغنية بأغنية شعبية ليصعد إلى ساحة الرقص الكثير من أصدقاء مصطفى وأقاربه يرقصون معه وايضا نهال وقفت ديما تنظر إليها بسعادة واضحة وتصفق لها وهي تتمايل مع سمية على الأغنية وبعد لحظات سحبت سمية ديما لتشاركهم بالرقص والكل سعيد من حولهم أما نهال فكانت سعيدة لدرجة كبيرة والسبب انها أخيرا ستخرج من سجن والدها و تحكمه البالغ بها ولأنها تزوجت من رجل صالح وجاد في حياته وعمله وبدأ قلبها يميل له منذ أول مقابلة بينهم ..
كل شيء مضى بخير حتى وصلوا إلى عش الزوجية دخلت والدتها معها إلى غرفة نومها لتعطي لها بعض نصائح الأمهات ثم خرجت و اوصت مصطفى عليها ثم امسكت بيد روقيه وذهبوا انتظر مصطفى للحظات ثم أغلق باب الشقة ثم نظر إلى الأعلى يزفر وأخذ الصالة ذهابا وإيابا ويضرب بقبضة يده على راحة يده الأخرى وهو يفكر كيف سيخبرها انه لم يحبها وانه يحب فتاة أخرى توقف عن السير ينظر إلى الرواق الصغير المؤدي إلى الغرفة ثم مسح على ذقنه حتى عنقه وقد حسم قراره وهو أن يخبرها حتى لا يظلمها معه ..
وقف أمام الغرفة ودق الباب فنظرت إلى الباب بلهفة وهي تفرك في أصابع يديها في توتر واضح ثم أذنت بالدخول قام بفتح الباب ودخل مغلقا الباب خلفه فنهضت واقفة تطلع إلى الأرض خجلا وقف أمامها ضاغطا على شفتيه لم يعلم بماذا يبدأ ثم أشار إلى الفستان متسائلا 
مغيرتيش الفستان ليه ! 
ازدردت لعابها بصوت مستمع مما شعرت بالاشمئزاز عندما شعرت بطعم مرارة في لعابها بفضل التوتر والارتباك المسيطر عليها ثم هتفت بصوت مبحوح 
شوية بس كده وهغير 
طلب منها أن تجلس فجلست على الاريكة التابعة للفراش وجلس بجوارها ثم تردد في حديثه ثم استجمع شجاعته وقال 
أنا عايز أقولك على اعتراف كده .. 
رفعت رأسها لتنظر إليه بعدم ارتياح من تلك المقدمة الذي بدأ بها ثم بلل شفتيه بلسانه وتابع 
أنا بصراحة مرتبط بواحده بقالنا اكتر من سنه

.. والدتي رفضت اتجوزها وغصبتني على الجواز منك .. أنا أسف بس مش عايز اظلمك معايا 
شعرت بالصدمة من حديثها وقلبها الذي كان فتح مثل الوردة ومال له دبل مجددا في لحظة وأخذت تحرك رأسها بخفة وهي تخبره أنه يمزح فشعر بچرح في قلبة لأنه تسبب في چرح فتاة ليس لها ذنب في يوم مثل هذا اليوم الذي تنتظره كل فتاة ويكون أسعد يوم في حياتها أكد على حديثه حتى تستوعب وكاد عقلها أن ينتزع منها من تلك الصدمة التي وقعت على رأسها كصړخة انزلقت فوقها من أعلى جبل ..
غضت بصرها لبرهه ثم نظرت إليه بكل شجاعة ولكن داخلها ڼار ټحرق قلبها وتغلي في اوردتها وقالت بابتسامة مصطنعة 
كويس انك اعترفت بكده .. أصلي مستحيل كنت اقولك حاجة زي كده 
تعجب متسائلا 
تقصدي أي ! 
اقصد أن انا كمان بحب واحد كان زميلي في الكلية وكان اتقدملي بس بابا رفض وفضلك عليه عشان يعني يعرفك وكده .. مقدرتش اقول لبابا لاء واتجوزتك 
اندهش من حديثها ثم وجد نفسه يبتسم وسعد كثيرا باعترافها هذا ثم نهض من مكانه وقال بسعادة 
تمام .. هنمثل عليهم ان احنا اسعد زوجين ها
حركت رأسها موافقة على حديثه ثم فتح خزانة الثياب ليأخذ بعض من ثيابه ثم تركها وذهب إلى الغرفة وعقب خروجه مباشرة انهمرت الدموع من عيناها كالمطر القوي الذي يدق على زجاج النافذة كالړصاص تعالت شهقاتها الممزوجة بصوت البكاء العالي وكتمت صوت بكائها بوضع يدها على فاها ضاغطة عليه بقوة ثم جلست الأرض تسعل وتتأوه من كثرة الألم الحاد الذي تشعر به داخل صدرها حتى قلبها وكأن سيف أخترقها لېمزق قلبها ويقطعه أشلاء 
في الصباح ذهبت سمية إلى شغلها بكل حيوية ونشاط وجاءت تفتح باب المكتب وجدت المقبض يتحرك وفتح علاء الباب فتلاشت النظر إليه بخجل واضح ولا زالت تخجل منه منذ أن رأى الرسمة وكلما رآها يتذكر القى عليها الصباح وتابع السير دون أن تبادله بالصباح وهذا جعلها تغضب ثم دخلت وجلست أمام المكتب ..
بعد لحظات دخلت فتاة وأخبرتها انها مؤلفة العدد الجديد من المجلة وطلبت منها الرسومات التي قامت برسمها لتطلع عليهم ثم أخذتهم منها وذهبت لتتابع عملها ..
داخل مكتب كاميليا كان علاء يشرح له العدد الجديد ومحتواه برسمية وجدية وعقب انتهائه أغلق الدفتر وكاد أن ينهض ولكن امسكت بيده فنظر
تم نسخ الرابط