روايه جميله وكامله الكاتبه سمر عمر

موقع أيام نيوز

عيني .. كنت بعمل اللي نفسي فيه من غير تفكير 
مسحت دموعها التي تهبط على وجنتيها حتى عنقها ثم مدت يدها إليه فنظر إلى يدها ثم امسك بها وقبلها على ظهر يدها ثم وضع رأسه على قدمها متمتما بالاعتذار على ما حدث معها مسحت على شعره بحنان ثم هتفت بنبرة بكاء 
أصلح حالك واستغفر ربك .. وصلح اللي عملته على ديما ..
ثم أردفت 
ديما يا فريد متستهلش اللي بتعمله فيها .. وكمان استغلتها لصالح شغلك
رفع رأسه ينظر في عيناها بعمق ليرى داخلهما اټهامات كثيرة وصغير في نظرها الټفت إلى اتجاه اليسار يختبئ من نظرات شقيقته الموجة له كالخناجر الموجه إلى قلبه ثم ربت على يدها ونهض متجه نحو الباب ثم خرج ودلف إلى غرفته و وجد نفسه يقف أمام المرآة يتطلع إلى نفسه باشمئزاز ولما يا القلب خلقت قاسېا ! لماذا اختارتك الحياة لتكون أنت القاسې والفاسد ! هل في أيدينا أن نتغير إلى أحسن الأحوال ! ممكن أن القلب القاسې يتغير ويعشق ويحب ..
اتجه نحو الشرفة وخرج ليقف في الخارج يستنشق بعض من الهواء بعمق ثم زفر بهدوء ونظر إلى الجنينة ولفت نظرة الحمامات التي قد اصطادها ببندقية الصيد خاصته منع طير من التحلق في السماء تاركا أجنحته للهواء لم يترك أحد ألا وقسى عليه حتى الطير ..
استمع إلى صوت دقات على الباب فتنهد پألم ثم دخل وقام بفتح الباب لتخبره الخادمة أن صديقة كريم ينتظره في الأسفل وقف فريد مكانه للحظات ثم هبط الدرج ليجد كريم منتظرة وينظر إليه بنظرات لا توحي بشيء إلا پالقتل وقف فريد في مواجهته وأخبره انه يعلم سبب وجوده هنا قبض كريم قبضته بقوة وهو يتطلع إليه باشمئزاز ثم قال بجهور 
أنت طلعت أقذر ما كنت متوقع ..
ثم أخذ بتلابيبه بقوة واندفع في وجهه متابعا 
كارولين بنت هيدي لازم تكتبها بأسمك 
ضحك ساخرا وهو يسحب ثيابه من قبضة كريم بهدوء ثم قال ليجعله يستشيط غيظا 
وأنا اضمن منين انها بنتي 
قبض قبضته بقوة وسدد له لكمية قوية أسفل عيناه لم تكن في الحسبان ولم يتوقع فريد ردة فعله تلك نظر إليه بعينين متسعتين تشبه شرارات الچحيم فيما رفع كريم سبابته وهو يقول بنبرة متوعدة 
كمان يومين لو مجتش عشان تنفذ اللي قلتلك عليه .. العيلة كلها هتعرف قذرتك
ثم تركه وذهب فيما رخى فريد قبضته وهدأ نفسه قليلا بإخراج كلمات كريم من رأسه وكأنه لم يكن موجودا ثم جلس على المقعد وهو يزفر مستند برأسه إلى المقعد مغمض عيناه بإرهاق 
بعد أن تجولت في جميع الطرق وجدت نفسها تذهب إلى الكازينو ثم وقفت أمام النيل تمسح على ذراعيها شاردة في المياه التي تتحرك بفضل الرياح الخفيفة وأخذت تبكي في صمت وكلما تعمقت في التفكير في كل ما يؤلمها ازداد البكاء ورفعت رأسها إلى السماء تشهق بصوت منخفض وصدرها يعلو ويهبط پألم لفت نظرها أسرة تهبط من قارب متوسط الحجم ..
مسحت دموعها على الفور واتجهت نحو المرسى الصغير ثم تساءلت عن ثمن تأجير القارب ليجيب عليها صاحبه واعطت له الكثير من المال ليتركها على راحتها وجاءت تركب تذكرت أحمد وعلى الفور التفتت بحثا عنه ثم تقدمت نحو إحدى العاملين وتساءلت على أحمد فاتجه نحو المطعم ودخل ليخبر أحمد ان فتاة ما تسأل عليه ..
خرج من المطعم برفقة النادل ليشير إلى ديما فابتسمت له فيما تقدم أحمد نحوها وهو يضع دفتر الحسابات في جيب سرواله الخلفي وينظر إليها بنظرات لا توحي بشيء إلا الحب الذي بدأ يوضح عليه عندما يراها يشعر بالسعادة وكأن قدميه ليست على الأرض وقف أمامها وأخذ يفحص ملامح وجهها بأكمله فيما أشارت ديما إلى القارب وطلبت منه أن يأتي معها نظر إلى ذاك القارب مقطب جبينه ثم اومأ برأسه موافقا اتسعت ابتسامتها رغم ما تشعر به من حزن داخل قلبها الذي شعرت وكأنه تمزق بالكامل ..
وهل سيأتي الحب الذي يحي ذاك القلب

من جديد ! طرحت على نفسها ذاك السؤال وهي تجد الاجابة في عيناه عيناه الجميلتان التي تعمقت بالنظر إليهم بل ڠرقت داخلهما وتود أن تظل غارقة داخل تلك العيون الساحرة فيما طلب أحمد من صديق له أن يتابع الشغل بدلا منه وافق ولكن بغير ترحاب خوفا من المدير الذي من الممكن أن يطرد الاثنان معا ثم عاد إليها وأمسك بيدها ليدخلها القارب ثم جلسوا جوار بعضهم وتحرك الرجل في القارب ..
تبادل الاثنان نظراتهم للحظات من الصمت ثم أطرقت رأسها و وجدت نفسها تبكي في صمت وضع يده على ذقنها ليرفع رأسها ونظر في عيناها بتفحص قائلا 
من أول يوم شفتك فيه وأنا حاسس انك شايلة هم وحزن كبير أوي 
اومأت برأسها تأكيدا على حديثه ثم مسحت دموعها لتمحي الدموع القليل من الكريم ويظهر القليل من مرض البهاق ولكن لم ينشغل أحمد به فقط كل ما يفكر به هو تلك الفتاة التي احتلت قلبه وموطنه كوردة زرعت في قلبة وكبرت وفرعت كلما فكر بها واهتم لرؤيتها مرارا وتكرارا قصت ديما عليه انخداعها في زوج والدتها وايضا والدتها ولم تخبره بشيء عن زواجها حتى لا يتركها ويرحل ..
أخرج تهنيده قوية من صدره ثم قصى عليها كل شيء يخصه حتى شقيقته ليلى التي ټوفيت تأثرت ديما من حديثه عنها وتذكرت حاډث كارمن المؤلم. نظر أحمد إلى الأمام ويبدو عليه الحزن والألم الحاد الذي يشعر به كلما تذكر شقيقته والحاډث الأليم الذي تعرضت له وضعت يدها على يده بلطف فنظر إلى يدها وهي تقول بتأثر 
أسفه عشان فكرتك 
رفع رأسه لينظر إلى عيناها ثم ابتسم بحزن قائلا 
منستهاش عشان تفكريني 
ثم ترحم الاثنان عليها ثم نظر اتجاه اليمين وأشار إلى قارب أكبر من الذي هم داخله الأن فيما اقتربت ديما منه أكثر لتنظر إلى ما يشير إليه والمسافة بين رأسها ورأسه شيء لا يذكر وهو يقول بجدية 
نفسي اشتري مركب زي ده .. ولما الاقي نفسي مضايق اروح اقعد فيه 
بللت شفتيها بلسانها ثم قالت بنعومة 
نشتري سوى 
عقد حاجبيه قليلا ولاحت ابتسامة جانبيه على شفتيه ثم التفتت برأسه إليها ليلتصق انفه في انفها مما اندهشت من استدارته المفاجأة فيما اختفت ابتسامته فجأة وتطلع إلى عيناها بحب واضح و وجد نفسه يهمس دون تفكير 
بحبك
ازدردت لعابها بصوت مستمع ثم التفتت برأسها إلى الاتجاه الأخر وشعرت بالتوتر والارتباك رفع يده ليضع شعرها خلف أذنها حتى يرى وجنتها اليمين ثم مسح عليها بظهر يده فابتعدت عنه قليلا وأطرقت رأسها ثم تساءلت بنبرة خجولة 
من أمتا وأنت بتحبني 
اقترب منها وهو يخرج تهنيده من صدره ثم قال 
من أول يوم شفتك فيه 
أحمد أنت في متعرفش عني حاجة 
قذت تلك الكلمات من فاها بنبرة متعجبة ثم تشجعت ورفعت رأسها لتنظر إليه ولكن سرعان ما نظرت إلى الأرض خجلا منه خجلانة اذا هي تبادله بنفس شعور الحب بهذه السرعة كره القلب
تم نسخ الرابط