روايه اولاد فريده بقلم ايمان فاروق
.. علشان حالتها الصحية ..دي ست كبيرة وبردوا علشان ميبقاش حرام عليكي .
تغير لون وجهها احتقانا وڠضب مما جعله يكمل بهدوء يا روحي انا عارف ان قلبك كبير وعمرك مهتستغني عنها ولازم يكون في رأفة بوالدينا .
امال بضيق ظهر عليها وكما بدي الاحتقان والڠضب فور تذكرها لموقف امها المتعنت في عدم تركها لتلك الخړابة التي تسكنها لتعود بذكراها للخلف وهى تطالبها بالقدوم معها الي بيتها وترك هذا المنزل القديم المتهالك وحتى تستطيع رعيتها فهى لن تتنازل عن وضعها الجديد وتمكث معها في مثل هذا البيت القديم الذي يخسرها مظهرها الاجتماعى كزوجة طبيب ..مما جعل امها ترفض طلبها لتلك العجرفة التي كانت تحدثها بها فيما سبق ومعايرتها بماضيهم الفقير وتنصلها له وتذكرت كلمة امها وهى تقول لها يابنتي اللي ملوش ماضي ملهوش حاضر .وعمر ما الفقر ما كان عيب والعيب اننا ميكنش عندنا شرف وكرامة وانا ربيتك بشرف وكرامه وعملت اللي اقدر عليه ..خرجت من شرودها على كلماته هو يعتدل من هيئته امام المرأة ليحثها على تجهيز الطعام حتى ينهى هذا المشوار الثقيل عليه .وعلى نابضه.
خرجت من حجرة الطعام بعد أن اعدت وجبة الإفطار لحماتها وزوجها الذي يكرس مجهودة واهتمامه بأمه لتتوجه اليها بمودة قائلة اتفضلي ياتنط الفطار جاهز ومحمد هروح اندهله على ما حضرتك تخرجي ..انهت استعاء ام زوجها وتوجهت اليه لتجده ينتهى من ملبسه ويستعد للقدوم نحوها ليقابلها قائلا حتى يقطع عليها الحديث الذي يقرأه في وجهها روحي أنت صحي البنات وانا هروح اصحي الولاد واجبهم علشان نفطر سوا مع ماما ..احسن بتزعل لما بتاكل لوحدها ..استوقفته قائلة لا سيب الولاد نايمين مورهمش حاجة وتنط كفايه انك هتفطر معاها هى مبترتحش غير معاك والبنات لما يصحوا هبقى اجهزلهم حاجة تانيه
..هما أصلا مبيفطروش نوعية الاكل بتاعنا ده .
يقابلها بتهجم افضلي دلعيهم ..وماله الاكل بتاعنا ده ..دي عيشة بقت تقرف ..دلعيهم وارجعي أشتكي .
زفرت ضيقا وأردفت يعني مانتش عارف ولادك .. وخصوصا انك الى معودهم على كده وعارف انهم مبيحبوش ياكلوا النوعية دي من الاكل علشان معدتهم بتتعب من الفول والطعمية وبيكتفو بالشاي والبسكويت ..وياما حاولنا نعودهم على الاكل ده ومقدرناش ..فايه لزمته الكلام ده دلوقتي.
صعد الدرج وهو يلهث ليدق الباب بدقات متتالية كأنه يتشوق للأرتواء بخبر عنها لتفتح له في فزع قائلة ايه في ايه ياسامر ..مالك!.
ماما ياهيام مش موجودة..تعرفي عنها حاجة .. ارجوكي اتكلمي .قالها سامر وهو يرجوها ان تريح نابضة النازف على فقدان غاليته.
مالها ماما فريدة هتكون راحت فين يعني ..مش يمكن تكون عند ابيه كمال والا رءوف ..والا تكون في السوق ..فهمني ايه الي مخليك خاېف قوي كده ان يكون جرالها حاجة.
اضاء بداخله وميض جديد جعله يتشبس بأمل مهاتفتها ومعرفة مكانها فكيف له أن يتوه عن هذا الأمر فرفع جواله ليسحب شاشته لأعلى وتظهر الأرقام ليبحث عن رقمها المدون ست الكلكما كان يلقبها دائما ليأتيه صوت مسجل يقول هذا الرقم غير متاح حاليا او ربما يكون مغلقا من فضلك اتصل في وقت لاحق..ليلعن هذه الرسالة التي جعلته يفقد الأمل في التواصل معها .
أردف بتية فهو لا يعلم لماذا لا يستطيع مواجهتها ومصارحتها بما اقترفوه في حق امهم .. كيف سيخبرها انهم سلبوها ذكراها واخرجوها من بيتها من أجل اتمام زواجه هو ..هل سيخبرها بأنانيتهم جميعا .
تركها ليترجل الدرج وهو عازم على الذهاب لمنزل اخيه الكبير ليشاركه في رحلة البحث عنها بعدما فشلت محاولة التواصل معه من خلال الهاتف .
. . . . . . . . . . . . . .
استيقظت في فزع فكم كان الحلم مزعج ..حاولت ان تبدو طبيعية أمام زوجها الذي بات يسترضيها حتى تعدل عن قرارها بشأن العودة للوطن وهى خضعت أمامه كعادتها ولكن غلبها البكاء بعدما فقدت السيطرة على