روايه اولاد فريده بقلم ايمان فاروق
بعيدة وهنحمل همها هناك ..لكن الدار قريبة واحنا مش هنسيبها وهنزورها كتير والا ايه رأيك انت كمان.
اجابه بيأس فهو يعلم شح زوجته فهى الأخرى باتت تقنعه بهذا الأمر الذي ظن انها ستقف بجانبه مثلما يقف هو معها ويحثها على زيارة امها فزوجته لم تكن بالابنة البارة فكم يحثها على زيارة امها ويحضر لها الهدايا لكي تقوم بزيارتها ولكنها تأبى دوما الذهاب إلى هناك حتى لاتتذكر حالتهم الفقيرة بل تقبض على تلك الهدايا وتقتنيها لنفسها استخسارا في أهلها لدرجة أنه أصبح يوارى عنها اي شئ يقوم بأحضاره لأمها الفقيرة او امه نظرا لشحها المادي والمعنوي معهن ليجيب بيأس وألم لا معنديش حلول غير دا..ويمكن هناك تلاقي الي مش موجود ما بينا هنا ..لينهى الحوار هم يتفقان على اصتحاب بعضهم البعض في التوجه الى هذه الدار التي ستكون مأوى لأمهم في ايامها الاتية وهم يجهلون ما تخبئه لهم الايام القادمة فهل ستكون فيها راحة ونعيم ام ستكون چحيم بفضل ما اقترفوه في حق تلك الدرة الغالية التي يجهلون قيمتها ويواروها بعيدا عن حياتهم برغم انها على عكس الكثيرات التي يتدخلن في حياة ابنائها فهى دائما بعيدة كل البعد عن تلك الخصوصيه التي تفرضها العلاقة الزوجية ولكنها ترجوا شئ واحدا وهو راحة فلذات كبدها الذين يتبرأون منها الأن ويتنصلون عن مراعتها في هذا الوقت الذي تحتاجهم هى فيه .
تسير في الطرقات بتيتها وهى تحمل بيديها المتعبة حقيبة صغيرة بها بعض من الاغراض البسيطة التي لا غنى عنها لها ..تتهطل الاعين بالدمعات حسرة على ما باتت به معهم فهى لم تتوقع ان تكون كبش فداء لسعادهم التي ظلت عمرها كله تحارب من أجلها ..كم ابتعدت عن اي
مشكلة مع زوجاتهم وفضلت الصمت حتى لا تنغص حيتة ابنائها ..كم فضلت الابتعاد كلما واجهتها الصعاب معهم ..كم اثارتهم على نفسها حتى يعيشوا في سلام بينهم ودون منغصات لهم ..كم باتت وحيدة تحلم بسعادتهم هم دون ان تنظر لنفسها هى لم تكن بالعبئ عليهم حتى تجد منهم هذا الجفاء .لذلك قررت البعاد علها ترتاح من صخب أفكارها وحتى لا تغضب عليهم ..ظلت تجوب الشوارع لتمر هنا وهناك وكأنها تودع تلك الممرات التي عاشت عمرها كله بصحبة زوجها الذي تركها ورحل بعيدا ليترك خلفة تركة محملة بالاعباء ..ترك لها خمس حكايات حاولت بقد استطاعتها ان تعيشها بكل حب وود لها لتتذكر اولادها الخمسة ومعانتها معهم .
اما رءوف ابنها الحنون كما تلقبه ولكنه هو الأخر اسير شح زوجته المړيضة التي تكره كل شئ عدا نفسها حتى امها لم ترحم من مرضها وتعنتها وشحها وهو المغلوب على امره معها يود اشياء كثيرة ولكنه لا يستطيع الافصاح حتى لا يدخل معها في منحنى اخر يؤرق حياته الأسرية .
رهف ونديم وهنا انتابها الحنين لفتاتها الطيبة التي وقعت بين براسين رجل اناني في عشقها متصلت على قرارتها وبرغم انها تحاول الوصول معه على بر يريحها الا انه يماطل معها فكم تشتاق لعناق ابنتها الحنونة التي تغدقها بالكثير من المشاعر عبر شاشة جوالها وهى تحادثها صوت وصوره في كل الأوقات التي يكون هو خارج البيت لتكون هى انيستها في غربتها وسجنها الذهبي الذي تقطن به مع زوجها المستبد.