روايه اولاد فريده بقلم ايمان فاروق

موقع أيام نيوز


وهى تدعو الله ان يكمل قصتهما فهى خير من تؤتمن على ولدها الصغير ..وكيف لا تؤامنها وهي التي قامت بتربيتها برفقة أولادها بعدما تركتهم أمها ورحلت في الصغر لتتركها أمانة عندها وهى خير من يصون تلك الامانة.
يالا ياقمر علشان منتأخرش ..اركبي حلو ..قالها سامر وهو يدير تلك الدراجه البخارية ويستقلها بجدية وهو يضع فوق رأسه تلك القبعة الواقية ويعطيها هي الاخرى واحدة لتضعها فوق رأسها وتستقل خلفه دون خوف فهو امانها دوما لتجيبه بخجل من كلماته قمر بالستر يا أبن عمي ..طول عمرك بتحب تجاملني كده .

يستمع لها وهو يسير بدراجته ليهتف قائلا بصوت عالى

نسبيا فصوت الدراجة يتفاعل مع الهواء أنا مبعرفش اجامل على فكرة ..انا صريح وبجد أنت احلى من القمر في نظري كمان .
ذاد خجلها والتهبت وجنتيها من تحت تلك القبعة التي تحجب عن بشرتها الهواء ليزيد توهجا وتردف هى بخجل أنت الي عنيك حلوة .. علشان كده بتشوفني بالصورة دي .
هى فتاة عادية متوسطة الجمال ذات عينان سود بشرتها بيضاء كحال قلبها لتعود لواقعها بعدما افلجها صوت انثوي قائلا ياااهيااام ..يالا يابنتي علشان الطابونة متتزحمش .
افلجها صوت السيدة أمل زوجة أبيها والتي تعتبر أم أخرى لها فأمل لم تهمل يوما في مراعتها لتجيبها وهى تحاول ان تستجمع حواسها التي كانت تعيش في ماضيها الجميل.
حاضر ياماما ..انا جاية اهو بس بكمل لف الطرحة قالتها هيام وهى تقوم باستعدال حجابها امام المرآة لتتوجه بعد ذلك الي زوجة ابيها قائلة وهى تسحب من يدها تلك البطاقة التموينية الخاصة بجلب ارغفة العيش المدعم تمام ياماما .. أنا هجيب العيش من البطاقة زي ماقلتي وهعدي على المطعم علشان اجيب الفطار كمان ..في حاجة تانية
حضرلك الخير يا قلبي بس كمان ينوبك ثواب عدي على مرات عمك شوفيها لتكون عايزة عيش والا فطار تجيبهلها بالمرة ..قالتها أمل بمحبة صادقة لتلك السيدة التي تعتبرها اخت كبيرة لها.
أومأت لها الأخرى بالموافقة بكل حبور فهى من الأساس تنوي المرور عليها من أجل الاطمئنان على هذا السامر الذي ابتعد عنها دون اي سبب وهى التي تتمني رؤياه لتجيبها بتأدب عيوني حاضر همر عليها بس انتي عارفة ان ماما فريدة النهاردة مش هتعوز عيش علشان عملا محاشي وعلى العموم انا همر عليها يمكن يكون ناقصها حاجة علشان الجماعة هيجو النهاردة.
اه ياحببتي منا عارفة طبعا انها عملة كل انواع المحشي علشان حبيبها لكن امبارح وانا بلف معاها المحشي قالت يمكن تعمل ملوخية جمب الأكل فبردوا ميجراش حاجة لو سألتيها ..اصلها بتصعب عليا ولادها برغم تعليمهم العالى ومراكزهم الحلوة الا أنهم قدام نسوانهم ملهمش لزمة ..الراجل لازم يكون حازم مع مراته علشان تحترم أمه لكن كل واحد فيهم مكبر دماغة من نحية الست الطيبة وساكت عن أسلوب مراته المستفذ.
اومأت هيام بحزن شديد فبالفعل أبناء عمها شخصيتهما ضعيفة أمام زوجاتهم فهن لا يقدرن امهم ودائما يقللون منها أمام الآخرون دون النظر إلى مشاعرها فهى دوما تحرص عليهم وتعد لهم أفخم الولائم ولا تحظي على شكر من هن وكل واحدة تأتي لها كالغريبة وتلقي الحمل على الأخرى وتلك السيدة لا تبوح بحزنها لأي منهم حتى لا يقولون انها تفتعل المشاكل وحرصا على سعادة ابنائها .
لتتوجه هيام الي الخارج قاصدة بيت عمها في الطابق الذي يسبقهم لتترجل الدرج وهى تدعوا الله ان تقابله فربما تتواصل بعينيه لتتعرف على الشئ الذي باعده هكذا عنها.
. . . . . . . . . . .
ينتهي سامر من تناول الطعام بعجالة ويتوجه اليها بالحديث بخزي ظاهر على محياه وهو يتفوه ماما انا أسف على الموقف ده..كان لازم انا الي ابلغك واقولك كل حاجة من الأول .. بس دي حياتي وأنا معملتش حاجه غلط غير أني اخفيت عنك موقفي وتصرفي وده لأنك مصممه على هيام وانت عارفة اني مش موافق على ارتباطي بيها.
تفوهت الام پألم وحسرة على ما تفوه وهى تحدجه بأندهاش فهذا ليس ولدها الذي كان مغروم بأبنة عمه التي تتعشم به خيرا اه ودا يديك العزر انك تاخد خطوة زي دي من غير ماترجعلي يا بن بطني والا خلاص معدليش لزمة .. وبعدين بنت عمك مالها مانت كنت ھتموت عليها طول عمرك .. إيه اللي غيرك تقدر تفهمني.. وبعدين تعالى قولي مين الناس الي رضيوا بيك من غير أمك وأهلك وحبيبك والا انت قلتلهم انك معډوم الاهل والعزوه.
واكملت مستطردة بسخرية اليه دالي ملوش كبير بيشتريله كبير يابني ..والا خلاص مبقاش ليا عازه وسطيكم.. أنت والبهوات التنين الي بيسعدوك من ورايا.
سامر بخزي وبحزن لحالتها تلك فهو بالفعل اخطاء في حقها ولكنه ظن وقتها ان هذا هو الحل الامثل حتي يخرج من حصارها في تزويجه من ابنة عمه هيام التي

لم يعد يراها كما كان في الماضي
 

تم نسخ الرابط