روايه اولاد فريده بقلم ايمان فاروق

موقع أيام نيوز


وقلت لما امهم تيجي ابقى اطلع اشقر عليهم .
أومت لها الأخرى وهى تقول في هتاف طب يا ام سعد انا هطلع اشوفها كده تكون رجعت وكمان لو عايزة حاجة ابقى اجيبهالها تلاقيها مستنياني كالعادة ..ولما انزل من عندها هاجي اطمنك .
انهت حوارها وهى تتوجه لمنزل السيدة دون تريث فقد عزمت الامر على ان تطمئن على تلك الجارة الطيبة كما تعودت وهى تدعوا الله ان تكون قامت بحل مشاكلها مع أولادها الخمسة وهى تستعيد لذاكرتها شكوا السيدة فريدة من اهمال ابنائها الرجال وقسۏة نسائهم عليا مما جعلها تدعي عليهم بالهداية لعلهم يعلمون قيمة تلك السيدة .

لتأتي جارة اخرى لتحتل مكانها امام ام سعد لتلقي عليها السلام وتستوقفها الأخرى مرحبة بها قائلة صباح الخير عليكي يا أحلام ..تعالي ياختي اقعدي 
شوية .
ام أحلام وهى تضع ما بين يديها على الأرض حتى تريح يديها من ثقلهم وتريح اقدامها بالجلوس بجوار السيدة الاخري فوق حجرة كبيرة تستقل جانب الباب من الجهة المقابلة للأخري وهى تتمتم بأعياء اه والله الواحد تعب من مشوار السوق .. وادي قاعدة بس قوليلي ام محمود واخدة في وشها وراحة على فين .
ام سعد تبوح بستفاضة للجارة لتقابلها الاخرى بالتعجب فأبنتها اخبرتها ليلة امس في تقريرها اليومي الذي تعطيه لها مما جعلها تتعجب مما زرفته الأخرى قائلة معقول يا أختي ..اومال أحلام قالتلي ان الحاجة وافقت على الموضوع من غير اي مشاكل وكمان صممت أنها تعيش في دار مسنين علشان متقلش عليهم مع اني قلتلها انه ميصحش لكنها قالتلي انهم اتفقوا على كده خلاص .ان الحاجة فريدة هى اللي صممت وهما مكنش ليهم ذنب في انها تروح لمكان زي دا واكملت في استغراب والله يا ام سعد انا معنتش فاهمة حاجة ..ربنا يكون في عونها لما الواحده فينا ولادها بيخلفوها ويعملوا اللي في دمغهم ويصروا عليه بيبقى موقفنا صعب فربنا يقويها ويسلمها دي عشرة عمر وجيرة خير طول عمرها .
يتنشقون على اي خبر بنم عن أخبار جديد تهدئ من قلقهم هذا فكل واحد منهم بعيش بتفكيرة في وادي بعيد عن وادي الأخر ..يحملقون في شاشات هواتفهم الجوالة لربما يجدوها نشطة ويستطيعون التواصل معها ولكنها مغلق بل ومازلت الإشارة الحمراء ترسخ في مخيلتهم هذا الأمر الي ظلموا انفسهم به ..فهل يستطيعون الوصول اليها بالفعل ام انها ستفضل البقاء بعيدا
أولاد فريدة 
بقلم إيمان فاروق
الثاني والعشرين
اخذت حقائبها البلستيكية المحملة بمتطلبات منزلها من بقالة وخضار لتستعد للتوجه الى منزلها وترك جارتها قابعة مكنها امام منزلها لتأتي الجارة ام محمود مرة أخرى عليهن وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا بحركة ساخرة شعبية حتى تخبرهن قائلة شوفتو الخيبة اللي ولاد الحاجة ام كمال عملوها ونظرت ضيقا لأم أحلام مما جعل الأخيرة تستشعر الضيق فهى حماية لأحد ابناء تلك السيدة التي تتحدث عنها الان ومن الواضح انها تنبط عليها بالكمات اللازعة مما جعلها تهتف بضيق تقصدي ايه بكلامك اللي بتقوليه دا يا أم محمود ..اظن ملوش لزمة رمي الكلام بتاعك ده .
ام محمود بضيق شديد من هذه السيدة التي لم تعلم ابتها سوي الانانية هوا انا قلت ايه يا ام احلام يا ختي ..اظن عيب جدا لما الست الغلبانه اللي عمرها مزعلت حد ولادها ونسوانهم يوصلوها انها تطفش وتسيب البيت منهم واظن اللي على راسة بطحة وانتي لو مكنتيش عارفة حاجه مكنتيش زعلتي ولمو أخذة كان المفروض عليكي تفهمي المحروسة بنتك انها مسيرها تبقى حما وربنا بقعد لكل واحد عمله ..انا ياختي كنت بتكلم على العموم لان الست عمرها مجابت سيرتكم بحاجة وحشة لكن الوضع واضح وحال الولية الغلبانة بيتكلم لوحدة .
لم تستطع ام احلام الرد ولو ببنت شفة احراجا من حديث ام محمود التي تحدثت بشكل قاسې أمامها واتهامها الحقيقي فهى لم تحسن تربية ابنتها التي تتمتع بالانانية المفرطة امام ام زوجها مما جعلها تقرر المضي نحو بيتها دون الرد عليها ..لتتحدث ام سعد قائلة بضيق وخزي لها وليه لازمة الكلام دا يا ام محمود ..الوليه ذنبها ايه ان بنتها وحشة 
ام محمود بقلة حيلة اووف بقى ..انا اعمل ايه مكنتش اقصد وبعدين هى عارفة بالظبت ان بتها علطانه وهى مش قادرة عليها ..وانا لما شفت ابتهال بنت الست فريدة قاعدة على السلم اللي قدام الشقة وعمالة ټعيط هى هيام قلبي وجعني عليها ولما الاستاذ سامر جه اتأكدت ان الست فريدة سابتهم وطفشت منهم علشان زعلانه وانا بصراحة اتكسفت ومشيت بسرعة علشان يعرفوا يتكلموا براحتهم يشوفوا حل مع بعضهم يمكن يعرفوا يوصلو لطريقها وبعد كده يطمنونا عليها ..ظلت الجارتان تتبادلا الحديث الى ان اتى ابنائها واجدا يلى الاخر وبصحبة الابنة الصغري رهف ولكنهم فضلا عدم التوجه اليهم بالحديث او الاستفسار حتى لا يثرن البلبلة مرة أخرى لقوموا بالدعاء متوجهين للسماء
 

تم نسخ الرابط