روايه اولاد فريده بقلم ايمان فاروق

موقع أيام نيوز


وهو يلقي عليها السلام من باب الذوق فقط بنبرة جافة غير التي كانت تستمتع بدفئها ها هو اليوم يخرج اسمها من بين شفتيه ببرود لم تعهده منه.. مما جعل السيدة فريدة تحزن من فعلته.
تدلى سامر لغرفة المعيشة وهو يقول بعملية عايزة حاجه يا أمي أنا نازل علشان اتأخرت.
قابلته قائلة بحزن لا يابني بس أرجع بدري علشان تتغدى مع اخواتك.

سامر وهو يومي برأسه إليها قائلا حاضر يا أمي أنا أكيد هرجع بدري منا متفق معاهم.
حركت رأسها بتفهم لما يقول فهو اخبرها انهم على دراية بما كان لتهدية نظرة بائسة ونصف إبتسامة لم تكتمل مما جعل هيام تستشعر حزن امها البديلة فنقلت ببصرها نحو ابن عمها وهى تردف بعتاب إيه ياسامر شكلك مزعل ماما فريده هي كمان.
أجابها بجفاء دون أن ينظر اليها ففهى تعاملة لها تجاهل ولكلماته معني كثيرة تكره استشعارها فهذا ليس بأبن عمها الودود ..ليته يتحدث ويفصح عما بداخله ولكنه يقتصر ببض كلمات عجاف كحاله معها ابدا وهزعلها هي والا غيرها ليه
ثم تفوه مستطردا هو انا اقدر أزعل ست الكل قالها بعدما أستشعر ردة القاسې لبنت عمة التي توهجت من شدة احراجها.
تنهد زافرا وتوجه للخارج وهو يتلاشى النظر بعيدا عن بنت العم التي كادت ان تبكي جراء محاكاته الحادة لها.
فتوجهت بخطواتها لتلك القابعة على أريكتها في حزن يكسوها ويتملكها ويجعلها عاجزة عن التعبير الحركي بالجسد فحالتها شاخصة عاجزة عن وصف أي شئ مما جعلها تحاول أن تستفسر عن حالته تلك وعن وأسلوبه الذي تغير معها ومن الواضح أن أمه تعاني من نفس الألم الذي تعانيه هى لتردف في حنو اليها متمتمة بأستفسار في ايه ياماما مديقك قوي و ماله سامر مزعلك في ايه! واكملت مستطردة قبل ان تجيبها الأخرى وياريت متقوليليش مفيش حاجة ..انا متأكدة انك زعلانه منه في حاجة زي منا كمان ..هو متغير بقالة فترة كبيرة.
حركت رأسها في ألم تحاول دون جدوى اخفاء حزنها فلابد أن تخبر تلك الرقيقة التي تؤازرها وحدتها الأن طب روحي هاتي طلبات البيت عندكم ولما تيجي هحكيلك على كل حاجه ياحبيبتي ..أصله موضوع كبير ومينفعش اخبي عليكي .
حركت هيام رأسها بإيماءة متفهمة وبالفعل لبت طلبها وتوجهت قاصدة مطلبها في سرعة حتي تعود ففضولها يأكلها تريد معرفة ما يسره ابن عمها في نفسه وفي نفس الوقت تشفق لحال امها البديلة .
جلست تستكمل جولتها عبر تطبيق الفيس بوك والواتس اب لتتلقى اشعارات تفيدها بقبول ابنائها تلك الرسائل التي تحمل الأدعية و مبادلتها ببعض الصور التي تماثلها ولكن اليوم أرسل لها ابنها رأفت مقطع لاحدى الاغاني التي تتكلم عن الأم واخبرها انه سياتي لها كما اتفق معها سابقا.. واستقبلت من كمال احدي الصور التي تحتوى على دعاء للأم .. وها هى ابنتها ابتهال ترسل لها رسالة صوتية اسفة يا ماما مش هعرف اجيلك بدري اليوم.. هستني محمد يجي يقعد مع مامته وانا هجيب الولاد ونجيلك على طول ابتسمت ساخرة وحركت رأسها باسف وهي تردد استغفر الله العظيم.. بقى حتي مش هاين عليكي يابتهال تكلميني في التليفون.. بتبعتيلي رسالة وخلاص.. ياعني جوزك يحكم عليكي متزورنيش وهو مبيسبش أمه وأنتي إيه ملكيش أم.. يالله ربنا يسامحه ويسمحك يا بنتي.. اعتلى رنين الجرس الخاص بمنزلها ونهضت متوجة لفتح الباب لاستقبال القادم لتردف بهدوء أيوا يالي بتخبط انا جايه اهو..ليقابلها الطرف الاخر

والتي كانت إحدى جارتها افتحي يا خالتي أنا أم محمود.
لتقابلها هى بكل حبور فور فتحها الباب أهلا أهلا اتفضلي ياغاليه.. عامله إيه
الحمد لله انتي الي عامله يا خالتي فريده انا جبتلك العيش وانا بجيب لينا وأكملت مستطردة بعد ان وضعت الحقيبة البلستيكية التي بباطنها بعض أرغفة العيش المدعم واه قبل مانسى حماتي بتسلم عليكي في الأول وبتقلك الجمعية الجديدة هتبداء من أول الشهر تعمل حسابك معانا!.
اجابتها فريدة بلهفة وحماسة تصدقي حماتك دي بنت حلال.. قوليلها اعملي حسابها.. بس تدهاني فالاوائل لحسن محتجاها علشان اساعد بيها سامر .
تحدثت الاخري بود مماثل للأخرى من عيني ياخلتي هبلغها.. بس فرحيني هوا خلاص قربتي تجوزيه.. يعني خطبطو له والا لسة
دعواتك اهو في مشروع خطوبه كده وربنا ييسرله الحال.
قابلتها الأخرى وهى تتمتم بالدعاء بفرحة فهى تعلم مدي شغف السيدة فريدة لتزويج ابنها الذي لم يعد صغيرا فاردفت ربنا يتمله على خير ويعينك ياخلتي.. بس خليه يقعد معاكي هو وعروسته منه توفير ليه ومنه ياخد بحسك والا إيه رايك.
زفرت متنهدة واردفت كله على الله يام محمود.. انا مبحكمش على حد بالقاعد معايا.. وبسيبهم براحتهم علشان اريحهم وارتاح من المشاكل وكفايه انهم يكونو سعداء.
إجابتها ام محمود وهى تحرك رأسها في تمني بحركة فمها والنبي يا خالتي انت ما في منك ..مريحة دماغك وعيالك على الأخر ربنا يجزيكي كل خير ياريت حماتي زيك وتشلني من دماغها
 

تم نسخ الرابط