نبضات تائهه ج٢ بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
.. تحول المكان لساحة معركة .. لمن الغلبه .. من الجانى ومن المجنى عليه ..
ذلك الدخيل الذى اقحم نفسه فى حياتها سابقا يرسم عليها اوهام الحب لېطعنها بخنجر الخيانه ويأتى الآن بكل فظاظه يجدد عليها اوجاع الماضى التى طالما تمنت ان تقتلعه من جذوره .. وتمحيه من حياتها .. كأنها لم تعشه يوما ..
يقف بكل تبجح يهدر بها .. ويذكرها بضعفها امامه .. هى ليست بضعيفه ولكن قلبها من كان يسوقها .. ظلت لأيام طويله ټلعن حظها العاثر الذى اوقعها معه .. تنعى قلبها الذى عندما فتح بابه للحب .. فكان للشخص الخطأ ..
فى حين ظهرت الأوضاع على حقيقتها .. اتضحت الحقائق التى كانت تتوارى وراء قناع الحب .. الطباع و التصرفات .. الامانه والنزاهه التى كان يرسمها عليها .. الترفع عن الماديات .. الصديق الصدوق لمن حوله .. المبادرة فى مساعده المحتاج ومد يد العون للجميع..
تقف الآن تنتحب على ذكرى أليمه احاطت بها منذ فتره .. بصعوبه تناستها .. ليأتى الآن يجدد عليها الآم الماضى ..
لتتحول مشاعرها للنقيض .. فرحا و فخرا بحبيبها ..
بينما يعقوب يتبارز معه وكأنه فى حلقة مصارعه .. يضربه بدون هواده .. يسبه بأفظع الشتائم .. هو من أتى إليه بدون عناء منه أن يبحث عنه .. هو أدرك من اللحظه الأولى لحوارهم أنه هو المدعو خطيبها السابق .. ترك لها المجال لتتصرف ..
لم يتمالك حاله الا وهو يهجم عليه كالاسد الجائع الذى ما ان وطئت قدمه مكان الطعام ذهب ليلتهمه بشراهه ..
ولكن بالأخير استطاع أن يقف امامه ېصرخ عليه بغيظ قائلا
انت مين يالا .. ايه دخلك بينا .. واحد وخطيبته ايه حشرك ..
نعم ياروح امك .. مين دى اللى خطيبتك .. ده كان فيه وخلص .. انت هتستهبل ياحيلتها ..
باستفزاز هتف الآخر موجها كلامه ل صبا قائلا
ايه ده هو ده الننوس اللى رسى عليه العطى بعد ما سيبتك ..
ليكمل ساخرا يستفزها أكثر
طب مش كنتى تختاري راجل بدل العيل ده .. ده شكلك زى الناس ما بتقول بورتى .. وقعدتك من غير جواز سيحت
بعصبيه وڠضب .. باستهجان وضجر .. يقف هائج سائر .. يلتقط انفاسه بصعوبه .. وكأنه داخل مارثون .. يستحلف بداخله لمن الغلبه اليوم .. حقا سيذهق روحه حسابا على ما تفوه به فى حقها ..
هرولت صبا اليه تحاول ان تمنعه من أذيته .. حتى لا يتسبب ويوقع نفسه فى مشاكل .. فالاخر ليس بهين ..
هتفت باستعطاف
سيبه يا يعقوب عشان خاطرى .. ده واحد حقود مريض .. متخدش على كلامه ... ده محدش عمله سعر فى النجع الا لما ناسب عيلتى ..
هو بيتهكم بالكلام وميعرفش هو وقع مع مين ..
لتحول نظراتها الى المدعو الآخر تهتف بسخط وتقزز قائله
أجرى العب بعيد يابابا .. وشوف انت واقف قدام مين .. ده ابن اكبر عائلات القاهره .. أبن سيادة المستشار احمد الشاذلى .. اللى ميستنضفش أنه يشغلك عنده خدام ..
همت تسحب يعقوب من ذراعه
ليهتف الآخر بغل وسواد
ماشى ياست الحسن والجمال .. إن ما ندمته على اليوم اللى فكر بس انه يقرب منك وحزنته العمر كله عليكى .. مش هخليكى تنفعى لا ليا ولا لغيرى ..
وكأن يعقوب فهم مغزى كلامه .. و قرأ افكاره .. وعلم من نظرة عينه ما يدور فى عقله .. وقبل ان يخرج سلاحھ من ظهره .. موجهه ناحية صبا.. هرول اليها يعقوب .. ووقف امامها حائل بينها وبين سلاحھ .. لتستقر الړصاصه داخل صدره .. ليخر يعقوب ارضا ..
وتتعالى صرخاتها انتحابا عليه ..
وكالعاده يحدث كل هذا على مسمع ومرأى من الناس ولا يكلف احد نفسه التدخل وفض الاشتباك .. ليعطوا للجانى الفرصه للهروب والفرار من فعلته ..
تيبث جسدها بجواره ارضا .. تضمه على صدرها .. كل ما تشعر به داخلها الان خواء .. الهاجس الذى يسيطر عليها هو الفراق ..
الفراق.. هو القاټل الصامت.. والقاهر المېت.. والچرح الذي لا يبرأ.. والداء الحامل لدوائه.
تهمس له بانفاسه متهدجه
متابعة القراءة