نبضات تائهه ج٢ بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
انا مش متعود على غزالتى كده ..
لتتسع ابتسامته وهى تضم نفسها داخل صدره تتمسح به كالقطه تستنشق عبير عطره الممزوج بعرقه الرجولى الرائحه المفضله عندها التى دوما كانت تستولى على ملابسه بعد ان يلبسها لتستمع بارتدائها وتكمل تعطيرها بالبرفان الخاص به...
ظل يضمها على صدره بالقرب من قلبه يحاول ان يطمئن نفسه بوجودها ود لو يسكنها داخل اضلعه حتى لا تغيب عنه..
استقام وتوضاء لكي يصلى ركعتين طلب حاجه يناجي ربه فى سجوده وهو يبكى..
ياالهي انت الأقرب الي عبادك من حبل الوريد!
انت من يدخل بين الأنسان وقلبه
انت تعرفنا اكثر من انفسنا!
انت الشاهد علي قلوبنا وما فيها!
اريني الطريق يا الله لكي يسعد قلبي بها...
انت تعلم اني لا أستطيع علي العيش بدونها..
تململت فى فراشها تتحسس مكانه لتجده فارغ لتنظر ارضا لتراه يصلى ويبكى فى دعائه..
ولهذا الحد انفزع قلبها عليه..
ظلت تنظر له وتبكي في صمت حتي انتهي من صلاته ..
اقتربت منه وجلست امامه قالت من بين دموعها
ليشهد الله اني بذلت حتي ذبلت وإني تغاضيت عن بعدك لحد ما قلبي وجعني من بعدك وتمسكت بحبال حبك في قلبي لحد ما خيوط حبالك انقطعت ..
انتفض خافقه عند سماعه حبيتك ولا لسه عندى ابيه..
سحبها في أحضانه اكثر وهو يضحك عليها يداعب خصلات شعرها لطالما هى استفزتها هذه الحركه يناغشها فهو قد اشتاق لحديثه معها و عنادها وتمردها متمتا من ببن ضحكاته
جننتينى ياوتينى...
انا فضلى تكه وامشى اقول حبك جننى يااسمك ايه..
انا هفضل معاكى لحد ما تفهمي مشاعرك .. انا عارف ان الموقف كله ملخبط وصعب عليكى..
ظل يضمها الي صدره حتي ثقلت انفاسها وغفت بين احضانه...
استقام يحملها ليضعها على الفراش بهدوء وكأنها بلور ېخاف عليه من الكسر سحب عليها الغطاء و دثرها جيدا..
وقف يتطلع لها يزفر انفاسه تنهيده تشق صدره ...
تأملها بنظرات تفيض عشق يهمس لها
شوقى لكى ڼار تحرقني تلاطفنى بالتروى فغزالتى مازلت تترنح بين نبضاتها التائهه...
فيلا السيوفي
فى نفس الاثناء كان
الجميع يجتمع مع الحاج محمد والحاجه فردوس يناقشون ما فعله ركان
كانت كريمه تبكي بحرقه..
داخلها يأن فقد اهلكتها اوجاع الحياه ... لتهمس لنفسها... ليت الحنين يتوقف قليلا... لالتقط انفاسى....
كانت نظراتها له تحمل اللوم والعتاب..
هتفت الحاجهفرودس مالك يا كريمه ليه بټعيطي ابنك مسيره يرجع لنا ثاني بس كل اللي حصل له ده مفيش اى حد يقدر يستحمله هو قدر يستحمله واهو رجعلنا يطمنا بعد ما كنا فقدنا الأمل...
طمني قلبك مدام اخذ وتين معاه يبقى عشان يرجع ولو قرر ميرجعش وتين هترجعه ثاني ..
تحدثت كريمه من بين شهقاتها وبكائها المرير الذي يظهر انكسار قلبها على فراق ولدها قائله
محدش هيقدر يرجعه المره دي الۏجع جاله من اكتر راجل كان بيحبه في الدنيا المره دي الۏجع جاله من ابوه احمد ابني مش هيرجع ثاني...
نزلت كلمه ابوه على قلب جلال سحقته..
بخطى متهدله اقترب منها وجثى امامها على ركبتيه وانحنى وقبل كفا يديها ومرر انامله على وجهها يجفف دموعها قائلا
انا مبسوط ان هو رجع ومش زعلان انك قولتى على احمد ابوه لان هو فعلا اللي رباه اكثر واحد في الدنيا يستحق لقب بابا...
اما انا محتاج سنين قد سنين عمره عشان أقرب منه..
انا كمان زعلان وحزين اكثر منك لان انا السبب فى اللى بيحصل له ده..
ظلت كريمه تبكي وهي تتطلع إلى جلال بحزن هاتفه
مش هسامحك لحد ما اموت علي اللي عملته فيا انا وابني..
نفضت يديه واستقامت لكى تغادر وخطت خطوتين فاقده للوعي بين زراعي جلال..
قبض على جسمها قبل ان تهوى على الأرض حملها والړعب يدب باوصاله على ما وصلت إليه..
صعد بها الي غرفتها ومعه بناتها ظل ينثر علي وجهها قطرات من البرفيوم يهمس فى اذنيها بكلمات مطمئنه حتي استفاقت لوعيها وبدات تحرك اهدابها
سحبها في احضانة يربت على ظهرها فى حنان....
جلست الحاجه فردوس وهي تتطلع لها بحزن والدموع تلمع بعينيها تهدد بالنزول تحاول التمساك امامهم لكن يعلم الله ان قلبها فاض ألما على حالهم ...
وبعدين معاكي يا ام راكان مالك يا بنتي ... ربنا عوض عليكي... وكرمك ورد عليكي ضالتك...
وفي آخر الطريق هدالك العاصي... احمدي ربنا يا كريمه وقولي ياهم ربى كبير وربنا هيشيل عنك وهيكرمك آخر كرم بجملة الصبر اصبرى وربنا هيقر عينك وقلبك بيه
هزت رأسها بالموافقة وهي يعتصر قلبها علي ابنها...
تطلعت لهم بهدوء عكس ما يجول بفكرها سحبت الغطاء عليها ودثرت نفسها تحته وطلبت منهم أن يغلقوا المصابيح...
استقامت الجده وغادرت مع حفيدتها وتركت جلال معها..
مش هقدر اعوضك عن كل
متابعة القراءة