نبضات تائهه ج٢ بقلم ياسمين الهجرسي

موقع أيام نيوز

تتطلع سعيده بجو البلد وما تشاهده من عادات أهلها ..
ورغم ذلك تشعر بانقباض في قلبها ولا تعرف السبب ..
حاولت الا تهتم هي الآن في اسعد اوقاتها جميع ابنائها بجوارها وبخير فهذا هاجس من الشيطان ..
مر بعض الوقت السياره تواصل سيرها .. 
حتي رأت تجمع من الناس .. يثرثرون بصوت عالي علي حاډث إطلاق ڼار .. علي شاب غريب وقبل ان تستوعب ما تسمعه..
نظر يونس لهم بتوجس قائلا 
ايه الزحمه دى كلها .. كده العربيه مش هتقدر تعدي.. انا هنزل اشوف في ايه عشان اتاخرنا قوي علي طنط فهيمة
لېصرخ وهو يفتح باب السياره يشير بيده علي شاب يمسك مسډس ويهرول من وسط الحقول ليردف قائلا 
هما مش شايفينه .. ده هرب منهم وهما وقفين يتفرجوا ..
لتهتف وتين بضجر 
ايه التخلف والهمجيه دى .. واقفين يتفرجوا... لا هما اللى بينقذو اللى مرمى على الارض... ولا هما بيجروا يمسكوا القاټل اللى ضړب ه ..
ظلت كريمه وصفا ينظرون لبعضهم بتيه هل يعقل أن هذا خطيب صبا السابق
أغمضت كريمه عينها تحمد ربها في سرها ان الله خلص ابنتها من هذه الزيجه الفاشلة ...
اسرع يخرج من السياره وابرار تحاول أن تسيطر على مشاعر القلق بداخلها
فزعت عندما سمعت صوت يونس يهتف باسم يعقوب
..
لتصرخ وتين بهلع تفتح الباب المجاور لها مسرعه فى نفس الاتجاه الذى سلكه يونس
ترجلت ابرار من السياره دون وعي منها.. تشاهد ابنائها يركضون وراء بعضهم .. هاتفين باسم اخيهم .. لتزداد خفقات قلبها .. ليعتصر فؤادها .. خوفا وقلقا عليه..
كانت تلحقهم كريمه وتسبقهم في الهروله صفا التي كان يأكلها القلق..
تعالت صرخاته يهتف باسم يعقوب .. يفرق بين الناس ليصل لأخيه .. بوح صوته وهو يردد اخويا .. وسعو اشوف اخويا .. جرالك ايه ياحبيبى .. مين غدر بيك ياقلب اخوك .. ليردد يعقووووب ... يعقووووووب
اخيرا وصل له .. دنى يونس ارضا بجوار اخيه الذي سقط غارقا في دمائه .. انحنى يأخذه فى احضانه يهزه .. يحدثه لعله يستفيق ويطمأنه عليه ..
تعالت صرخاته يهتف من جديد عندما لم يجد استجابه منه قائلا 
إسعاف.. عربية إسعاف يابنى ادمين .. اخويا هيروح منى .. اطلبو الاسعاف .. حرام عليكم دمه هيتصفى ..
لتسيطر على وتين حاله من الهياج.. وهى ترى اخوها چثه هامده ..
لتصيح مردده اسمه عدة مرات 
يعقووب.. قوم يااخويا ... يعقووب قوم مينفعش تسيبني وتمشى .. حرام عليك انا مصدقت نتجمع من تانى زى زمان .. يعقوب متعملش فيا كده انا اختك حبيبتك .. حلفتك بالله متوجع قلبى عليك ...
لتتعالى صرخاتها مناجيه ربها 
يا راااااااب بلاش الاختبار ده .. صعب عليا مش هقدر استحمله .. كله الا أخواتى والنبى يارب .. رحمتك بينا ياااااااارب... 
ظلت على حالها تردد 
يااارب يااارب يااارب
بينما فقدت صبا اهلية العقل والصواب .. حتى انها فقدت التعرف على هويتها كطبيبه .. فقدت ابسط الامور للتعامل مع مثل هذه المواقف ..
كانت تضع صبا راسه على قدميها .. تجمدت مشاعرها من الخۏف والقلق على حبيب قلبها .. ظلت على هذا الوضع لا تعي ولا تشعر ب يونس ولا بالجميع..
جاءت عربة الاسعاف.. ليهرول رجالها يفتحوا بابها .. لينحنى يونس يحمل اخيه بقلب ملتاع .. بغصه مريره تطعن فؤاده تحرقه بلا رحمه على توأمه ..
استقام يفسح المجال للطاقم الطبى لعربة الاسعاف ... وضع يعقوب داخل العربه .. ليصعد بجواره يونس ..
هتفت وتين بصړاخ 
اخويا يا يونس .. يعقوب بيروح مننا .. اعمل حاجه ابوس على ايدك
ليصدر خبطات متتاليه على زجاج السياره الخلفى .. يحثهم على سرعة السير حتى يتثنى له انقاذه..
فى حين صبا مازالت على وضعها .. ظلت صفا تهزها كي تفيق على حالها .. ولكن كانت مثل المغيبه حتي سحبتها .. وجذبتها تشدها عليه بداخل احضانها... تربت على ظهرها بحنو..
لټنهار صبا لتتعالى صرخاتها مردده اسمه 
يعقوب .. يعقوب .. ضربه پالنار .. جرى .. هرب ..
ظلت تردد كلمات متقاطعه.. لتفهم عليها صفا ما تريد أن تقوله لتهتف مهدئه لها قائله 
اهدى ياحبيبتى هيبقى كويس بإذن الله .. قومى تعالى نحصلهم على المستشفى..
تقف ابرار تدور بها الدنيا ...
كم هي صعبة الحياه عندما تمتحنا فى أعز ما لدينا ... لحظة فارقه عندها تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير على حزن القلب..
بجوارها كريمه تهدئ من روعها .. تأخذها بأحضانها تربت عليها .. تحاول ان تطمأنها .. ولكن هى الاخرى تريد من يطمأنها .. تائهه لا تعرف كيف تتصرف ..
واخيرا تغلب العقل لتستجمع شتات نفسها و أخرجت هاتفها وعبست فيه حتى صدح صوت جلال 
هتفت بصوت باكي قائله 
وانا عرفت مين عملها .. مصېبه مصېبه يا جلال .. مصېبه
ليسأل جلال پخوف قد تسلل بداخله فلو ما فطن به
صحيح فابنته هى المقصوده ليردف قائلا 
صبا حصلها حاجه ..
لترد عليه تطمئنه هاتفه 
الحمد لله صبا كويس.
حصلونا بسرعه على المستشفى العام ..الاسعاف جات تاخدوه ..
اغلقت الهاتف وهرولت
تم نسخ الرابط