عقوق العشاق

موقع أيام نيوز


شهرين و عشرين
نظر في لآخر مرة ثم قال بإبتسامة واسعة 
و دقيقتين بالظبط
غادر الحجرة متجها حيث شقة أخيه المقابلة لشقة والده ولجها و بدأ يوزع المذراكرت على المجموعة حتى يأتي أخيه وقفت ورد و قالت له بصوت يكاد أن يكون مسموعا 
أنا استأذن حضرتك إنك تقول لمستر طلال الفلوس الحصة
رفع بصره لها وجدها تحدثه بنبرة مخټنقة إثر الدموع الحبيسة في ملقها و قالت 

و الله الفلوس كانت معايا بس ضاعت تقريبا كدا وقعت مني و أنا أول مرة اعمل كدا و آخ...
رفع كفه و قال بذات النبرة و الإبتسامة البشوشة تزين ثغره 
مافيش مشكلة اقعدي و متشغليش بالك 
شكرا ربنا يكرمك يارب
لو كانت شحاذة لما كانت تدعو بهذه الطريقة التي مزقت نياط قلبها اللعڼة على المال الذي 
يجعل صاحبه ذليلا كادت أن تتوسله على الرغم من إنه لم يمانع أو يطردها كما يفعل بعض المعلمين الماديين التي وقعت تحت رحمتهما خطت بالقلم الجاف اسمهاعلى المذكرة و بداخلها سعادة غامرة انتظرت مع زملاتها ما يقرب العشر دقائق أتى طلال اعتذر عن التأخير غير المقصود بدأ شرح الدرس بهدوئه المعتاد و لكن قبلها اسئلة عن
الدرس السابق توقف لحظة و قال پغضب مكتوم 
مش معقول محدش مركز غير ورد !! لا مذاكرين اللي فات و لا مركزين في الجديد اومال جاين الدرس تعملوا إيه !! لآخر مرة هاسمح بالإستهتار دا !! اللي مش هاتيجي مذاكرة و مركزة ما تجيش أفضل و توفر تمن الحصة
حركة فعلها ليسيطر على الأمر من جديد ما أن شعر بتسيب من الطالبات اعتدلت كل واحدة منهن في جلستها و بداتا تنتبه لشرحه 
سيطر على الأمر كالعادة اكثر من ساعتين و نصف تقريبا يقف و يجلس يدور حول اللوح الخشبي ليكتب و يسأل إرهاق شديد يشعر به 
و هذا يعرضه لنوبة جديدة هو في غنى عنها 
جلس أخيرا و قال بنبرة منهكة 
و بكدا نكون خلصنا درس النهاردا و رجعنا على اللي فات بأمر الله في امتحان الحصة الجاية و اللي هاياخد المركز الأول لي جايزة و هتعجبه أكيد .
ردت إحداهن قائلة
قصدك ها تعجب ورد يا مستر هي في غيرها بياخد الأول دايما
ردت ورد قائلة بهدوء 
ذاكري و خديها يا ستي أنا مش عاوزها 
اخد فضلتك يعني ! 
فضلتي !!
قط ع طلال حديثهن قائلا
بس كفاية الحصة خلاص انتهت و زي ما قلت الامتحان جايزته حلوة و مش فضلة حد 
يا تيسير !!
لملمت ورد متعلقاتها سريعا قبل أن تحتك بصديقاتها خرجت من الشقة في ذات الوقت الذي خرج فيه صفوان ظل يراقبها من العين السحرية و عند خروجها تظاهر بأنه وجدها تهبط معه الدرج في ذات الوقت تراجعت احتراما له لكنه أشار لها بأن تهبط أولا وافقت 
و اخذت تقفز بين سلالم الدرج بخفة و سرعة
وصلت للبوابة الحديدية انتظرت حتى تلج المجموعة التي حان موعدها و عند دخول آخر فتاة خرجت هي سارت يمينا تجاه بيت جدتها يبعد عن بيت أستاذها بعدة امتار دفعت البوابة الحديدية و ولجت هتفت عدة مرات كانت الجدة تأكل شطائر ساخنة بالجبن و العسل دفعتهم أسفل الأريكة حتى لا تشاركها فيهما جلست ورد على المقعدة بعد أن نزعت عنها حجابها ثم لوحت بيدها على وجهها قائلة 
الجو صعب اوي النهاردا
سألتها جدتها بنبرة مقتضبة قائلة 
جاية ليه يا ورد 
اجابتها ورد بذات النبرة قائلة 
مش جاية اتأمل في جمالك يا ستي جاية و عاوزة المتين جنيه اللي استلفتيهم مني الأسبوع اللي فات
لوت الجدة فاها و قالت بحسرة
منين يا حسرة دا أنا على يدك لسه باعتة اشتري داو ضغط و قلب...
قاطعتها ورد قائلة پغضب مكتوم قائلة
و الله ما أنا ناقصة ۏجع قلب هاتي الفلوس خليني اسد الديون اللي عليا كفاية الفلوس اللي ضاعت مني 
ضاع منك كتير يا بت  
ضاع اللي ضاع اخلصي و هاتي الفلوس أنا تعبانة و مش حمل مناهدة
ولج بن خالها و بيده عقاقير طبية و باقي نقود الدواء الناقص كاد أن يتحدث لكنها التقتطهم منه بدأت في العد أخذت حقها و تركت الباقي و قفت عن المقعد وصعت النوقد في يد جدتها و قالت 
أنا مش حرامية يا ستي أنا خدت حقي و الباقي اهو و بعد كدا مش قد السلف ما تستلفيش سلام
ردت الجدة بنبرة مغتاظة قائلة
طبعا ما أنت ها تطلعي لمين غير لأبوك واط... و قلبك جاحد زيه
عادت ورد و نظرت لجدتها ذات النظرات التي تحدقها بها إبتسمت بجانب ثغرها و قالت 
أنا لو طالعة لحد فأنا طالعة ليك يا ستي و ايوة أنا جاحدة و البركة فيك و في تربيتك ليا 
اخس عليك يا ورد و هي دي حق التربية و بتعملي بيها يا بت دا أنا ستك أم امك يعني في مقام ام....
ردت ورد مقاطعة إياها قائلة 
أنا محدش في مقام أمي الله يرحمها و لو أنت امها كنت بصحيح كنت علمتيها إن الدنيا دي زي ما بتدي بتاخد و إن لما بتاخد بتاخد اوي كمان مش تطلعيها ضعيفة كلمة تجبها و كلمة توديها
نظرت أسفل الاريكة و قالت بإبتسامة ساخرة 
ابقي خبي الفطير و الجبنة حلو المرة الجاية 
و لا بلاش أنا أصلا مابحبش الفطير سلام يا جدتي العزيزة 
ماشي يا بنت نادية بكرا تحتاجيني و مش هاتلاقيني
ابتسمت ورد إبتسامة جانبية ساخرة ثم صڤعة باب الشقة خلفها دون أن تستدار بينما ردت الجدة قائلة
اتقفل في وشك باب الرحمة ها قول إيه ما هي دي خلفة كرم و اللي بيجي منها.
الفصل الأخير 
الجزء الثاني  
داخل شقة فارهة رغم بساطة المنطقة إلا إن بها أثاث من أفضل الماركات كان زكريا جالسا
يستمع لتوسلات أمه التي تعزف طربا على اوتار قلبه كم تمنى هذه اللحظة كم تمنى يرأها ذليلة تشحذ منه ما يكفيها قوت يومها.
و بعد توسلات لا حصر لها يأمرها بمغادرة المكان دون أن تأخذ جنيها واحدا لكن اليوم تحد يدا يريدها تبكي تسقط أسفل قدماه و تقبلها ليرضى أن يعطيها القليل من المال كان يتناول وجبة الغداء خاصته أمامها طعام لم ترأه في حياتها قط فقط تشاهده على شا شة التلفاز مررت لسانها على شفتيها و هي تتضور جوعا أما هو عاد بظهره للخلف و على ثغره شبح إبتسامة سألها بنبرة ذاهلة مصطنعة 
بقالك أسبوع مأكلتيش فعلا !
اجابته بضيق من معاملته و قالت 
ايوة يا زكريا يا ابني أنا تعبانة و الدكتور كتب لي على علاج قبل العملية و قالي إني محتاجة لغذا
أشار زكريا ل الجرو الذي أتى على الفور بدأ النباح عليها كالعادة منعه زكريا من الإقتراب منها قائلا 
اهدأ يا ريكس هي ماشية خلاص
تابع بنبرة تملؤها الإشمئزاز
بلاش تاكل لحم رخيص يتعب لك معدتك و أنت مش واخد على كدا
ردت نجاة بنبرة غاضبة قائلة
اخس عليك و على البطن
 

تم نسخ الرابط