عقوق العشاق

موقع أيام نيوز


في كتفه وقالت بغيظ
بتكلم جد يا رخم
نظر ليدها الموضوعة على كتفه ثم عاد ببصره وقال بصوت هامسا مراعاة لشعور أخيه الذي يقف في الشرفة العالية بالطابق الثالث 
كنت مصدق إنك صبا فعلا لحد ماقلت لك تشربي وقبلتي
سألته بعدم فهم قائلة
ودي فيها إيه يعني !!
اجابها بجدية وهو يتكأ بجذعه العلوي على السور الاسمنتي وقال 

صبا عارفة إن بيجاد بيغير من خياله وهي بتحافظ على شعوره بمعنى اصح بتحاول تعمل حدود معايا ومع اي حد ممكن بيجاد يغيير منه
ردت ربى متسائلة بسخرية 
ايوة بس دي خنقة وبصراحة بقى اخوك مزودها اوي
حرك نوح كتفيه وقال بجدية 
هو ممكن تشوفيها خنقة ومزودها لو أنت مش حاباه لكن لو بتحبي يبقى هتبقي مبسوطة إنه بيغيير عليك ومش عاوزك تتكلمي من غير حدود
جلست على المقعد الموضوع خلفها وقالت بغمزة من طرف عيناها بمكر
طب وأنت مش بتغيير 
عقد ما بين حاجبيه متسائلا باستفهام 
من مين  
بيجاد يعني هو بيتحكم في صبا وبيقولها تكلمي دا وتخرجي إمتى وترجعي امتى حتى أنت اخوه الكبير عاملة معاك حدود مع انك مش غريب وابن عمها اصلا
رد نوح بتفهم وقال 
اها لا طبعا مش غيران بالعكس مبسوط إن اخويا الصغير كبر وعارف يعني إيه حب وحياة أسرية وبعدين كل واحد حر في حياته 
هو عاوز خطيبته تتطبع بطبعه وهي موافقة ازعل أنا ليه !!
ختم حديثه ماكرا قائلا 
اعتقد إنك المفروض تبقي عارفة الحاجات دي كويس اكتر مني
ردت ربى رافعة كتفيها متسائلا بغرور 
مين أنا !!
اه بما إنك مخطوبة وكدا فأكيد خطيبك بيغيير بقي وكدا
صمتت قليلا ثم قالت بكذب 
رامي طبعا بيغيير بس عارف يغيير من مين و امتى
أشارت بسبابتها قائلة بغطرسة
أنت مثلا تفتكر ممكن يغيير منك طبعا لأ
رد نوح بذات النبرة وقال
طبعا مش ممكن يغيير مني ليه شايفاني ملزق زيه .
الفصل الرابع 
ضغطت على يدها بقوة حتى إنقطعت الډماء عن اطرافها لاحظ ڠضبها المكتوم فبادلها بإبتسامة خفيفة وقف عن المقعد وقال بجدية 
أنا هطلع اشوف ملك اختي
اشار بيده وقال بتساؤل 
خلصي القهوة وحطي الفنجان هنا مش مهم تغسلي
كادت أن يلج للغرفة لكنه عاد بجسده وقال 
ربى
الټفت له دون أن ترد ولكن ملامح الحزن بادية على وجهها تابعته بأعين مليئة بالدموع ونبرة متحشرجة لا تخرج حتى لا تكشف إنكسارها أمامه استمع لنصائحه دون التعقيب على حديثه بكلمة واحدة 
أنت غالية غالية في نظر ناس كتير اوي بلاش ترخصي نفسك اوعي تعيشي حياة مش حياتك لمجرد الخۏف من الفشل لأن دا في حد ذاته فشل افشلي في علاقة على البر أفضل مليون مرة ما تعضي على ايدك من الندم بعدين
ختم حديثه قائلا 
متناميش السحور على البنات النهاردا
غادرت الشرفة لكن لم يغادر الحجرة ظل واقفا خلف الباب يستمع لبكائها نحيبها وانسكارها أمامه استدار بجسده كله وضع يده على المقبض الحديدي قرر أن يعتذر لها 
طحن على أسنانه من فرط غيظه ترك المقبض والغرفة بل الشقة بأكملها صعد إلى شقيقته ولج البيت باحثا عنها كانت والدته تصنع لوالده قهوته المسائية دلف المطبخ طبع قبلة على كتف والدته وقال بحنو 
كل رمضان و أنت منورة بيتك ومطبخك يا ست الحبايب
ابتسم دون أن تستدار له وقالت بسعادة 
و أنت بخير يا حبيبي
سكبت سيلا القهوة ثم استدارت له وقالت باسمة 
تحب اعمل لك قهوة يا نوح ولا تتسحر 
أومأ برأسه قائلا بالنفي 
لا يا ماما ها نتسحر كلنا تحت إن شاء الله
اقتربت منه وقالت بصوت هامس مشيرة برأسها تجاه زوجها مالك الذي جلس يقرأ الجريدة المسائية 
مش هيرضي ينزل
تناول من يدها القهوة وقال بذات النبرة
روحي حضري نفسك وأنا هاظبط الدنيا
سار تجاه والده جلس وقال بأدب وهو يضع قدح القهوة 
كل سنة وحضرتك طيب يا بوب
رد مالك دون أن يرفع بصره عن الجريدة
وأنت طيب يا نوح 
اتفضل القهوة 
طب يا سيدي تسلم ايدك 
ماما اللي عملتها 
تسلم ايدها وايدك
نظر له وقال بجدية 
هات اللي عندك يا نوح
ابتسم لها وقال 
بص انا عارف إن عمي غلط بس أنت لو فكرت فيها ها تلاقي عمل الصح هو ماشي بمبدأ اجرح بنتي ولا غيري ېجرحها
رد مالك بتهكم قائلا 
وما شغلش دماغه دي مع بنته ليه ! فالح بس يجرح بنتي !!
نظر نوح لوالده بينما رد مالك وقال بتلعثم 
ما تبصش لي كدا يا واد أنت ايوة أنا اللي حطيته في وش المدفع بس بردو قلت هو ها يعرف يجبها لها بذكاء مش هيبقي مدب زيي 
اهو طلع دبش اكتر مني
تنهد نوح وقال باسما 
بابا يا حبيبي لو جبها بذكاء زي ما بتقول كانت هتاخد وقت وهي تتعلق بي زيادة هو قال كدا افضل طب اقل لك على حاجة امبارح عمي ما اتسحرش ولا فطر حتى تيتا رفضت تأكل
استدار مالك بسده نصف جلسة متسائلا بعتاب
إيه دا ازاي كدا دول بياخدوا دوا وعمك يا زفت أنت ازاي تسيبه يصوم من غير ما يأكل لقمة !!
رد بنبرة حزينة و قال
اعمل إيه بس يا بابا ماهو بعد ما اتجمعنا كلنا وفضل منتظرك قال مش هتسحر لما الكل يتجمع بعتنا لك وأنت قلت مش هتنزل قال أنا مليش نفس وطبعا ولاده ومراته نفس الكلام وتيتا لما شافت كدا قالت شيل الأكل يا نوح مليش نفس و اول يوم رمضان اللي كنا بنتجمع فيه بفرحة وسعادة بقى حزن وكأبة
ختم نوح حديثه قائلا 
لو يرضيك بقى عمي يتعب و
لكزه والده قائلا پغضب مكتوم 
اخرس قطع لسانك
تابع بجدية قائلا 
قوم نادي على امك واخواتك وخليهم ينزلوا أنا كمان نازل
وقف نوح وهو يغمر والده بقبلاته قائلا بسعادة 
حبيبي حبيبي كنت واثق إنك مش ها تكسفني
تابع بتذكر قائلا 
صحيح خبط على عم عابد الاول و
رد مالك و قال پغضب مكتوم 
امشي يالا من هنا مش ها تعلمني الأصول
خرجت سيلا تبعها بيجاد ليشاهدو
مشاجرة الأب وابنه التي لن تنتهي إلا بذهاب 
نوح غادرا ثلاثتهما وولج هو لاخته المنعزلة منذ معرفتها بخبر خطبة غفران
كانت شاردة الذهن لم يصل إلى مسامعها ماحدث بالخارج أو وصل فهي لم تكترث لهما بل لم تكترث لأي شئ من الأساس .
جلس مقابلتها على حافة الفراش يستمع لها حسرتها على فرحتها التي لم تكتمل على ذاك الحبيب الذي لم يشعر بها من الأساس نظرت له وقالت بمرارة 
أنا مزعلتش من كلام عمي يا نوح أنا زعلت على فرحتي اللي اتكسرت فستاني اللي ملحقتش افرح بي على واحد حبيته وهو قلبه مع غيري 
حاسس بيك يا ملك
ردت ملك پبكاء مرير 
لأ مش حاسس بيا أنت عمرك ما جربت يبقى إيه بتحب حد ويفضل قصادك ليل نهار وفي الآخر يبقى نصيب حد تاني قمة القهر اللي في الدنيا يا نوح لما اللي بتحبه مش بيبادلك نفس الشعور
ابتسم بإنكسار وقال بمرارة في حدقه حاول التغلب عليها 
جربت يا
 

تم نسخ الرابط