عقوق العشاق
المحتويات
تعمل أي حاجة عيشي بقى مع نفسك تصبحي على
وأنت من أهله
نظرات اوزعتها هنا وهناك لتتفقد المكان انتابها الاشمئزاز والتقزز مما فعله بالشقة صدح صوت رنين هاتفها ليخبرها بوصول رسالة منه يتحدث فيها عن حديثهما الذي لم يتوقف ابدا ضغطت على الرسالة الصوتية لتستمع له يقول
أنا بقى ياستي بروق الشقة ومش معتمد علي وصال اختي في حاجة أصلا هي مش فاضية لي اصلا ومش معنى إني راجل عاذب ابقى مش نضيف ومهمل وهدومي في كل مكان عموما مسيرك هتيجي في يوم علي غفلة وتشوفي الشقة بنفسك
حصل حصل حصل
تابعت بغيظ شديد وحدثت نفسها قائلة
وبعدين بقى في الراجل دا دا الكدب مش عارف يروح فين ويجيي منين
كتبت له رسالة صغيرة ولم تخبره بأنهرفي منزله حتي لا يترك عمله ويأتي إليها قررت أن تنظف مقعد البهائم كما وصفته ثم بعد ذلك تتتجه للمطبخ لتبدأ دورة غسيل الملابس وإعداد وجبة الطعام.
مد يده على أحد الاطعمة وتناول قطعة صغيرة ثم وضعها مرة أخرى وقال
لأ عيب هي تعمل الأكل وتروق البيت وأنا ببرودي اكل لوحدي أنا هدخل اصحيها وبعدين نأكل
نظر في ساعة معصمه وقال
بعد مرور عدة دقائق
خرج بلال من المرحاض متجها نحو الغرفة
جلس على حافة الفراش بدأ يراسل مهدية
ولا يجد منها أي إجابة رغم أنها نشط الآن
ضغط على زر الرسالة الصوتية وقال
بت يا مهدية بطلي برود بقى بصالح فيك من الصبح متبقيش رخمة أنت عارفة إن أنا اصلا في شغلي بقالي أسبوع ومرجعتش البيت متبقيش أنت والشغل عليا
عموم براحتك بقى وخليك فاكرة إني اعتذرت كتير وابقي خلي نصايح عمتي تنفعك يا حلوة ياجميلة وحياة أمي لأنام اسيبك هاا
في صباح اليوم التالي
استيقظ على إثر قرع ناقوس شقته الذي لن ينفك اليوم إلا عندما يذهب إلى الطارق وينهي حياته خرج من الغرفة متجها نحو المطبخ ليتناول أي قطعة خبز صغيرة فتش في المكان جيدا وهو يقول پصدمة وذهول شديدان
زفر بحنق ثم قال بضيق وهو يلوح بيده
طيب طيب جاي اهو مالك ياللي على الباب بس !!
إيه وصال اومال مين اللي نايمة جوا دي هو أنت طالعة بدورين في حياتي !!
في إيه يابلال مالك وبعدين أنت رجعت إمتى وفين مهدية
هي اللي نايمة جوا دي مهدية
اه
وأنا سبتها ونمت
الظاهر كدا
مني لله أنا ربنا مش هيبارك لي عشان سبتها تنام في أوضة لوحدها
بتقول حاجة يابلال
مافيش ياعمتي ادخلي ادخلي
صباح الخير ياعمتي إنتوا جيتوا إمتى بلال أنا اسفة إني نمت هنا حالا هاسيب الشقة
أردفت مهدية عباراتها بجدية وهي تعتذر من الجميع وعلى رأسهم بلال ليرد هو قائلا بغيظ شديد
اسفة إيه بس اصرفها منين اسفة دي بعد عرفت إن أنا وأنت نايمين في نفس الشقة طول الليل ولما اكتشف دا الاقي عمتي فوق دماغي !!
اخس عليك وأنا اللي جبت الغسالة عشان تحطي فيها هدومي
روح يابلال استر نفسك وتعال
طب ماتروحي أنت ياعماي وابقي تعالي أنا سامع إن في احتلال حصل عندك في الفيلا
امشي يا بلال انا عندي الضغط ومخدتش الحباية النهاردا نسيت اخدها
طب اجيب لك حباية منوم تنيمك خمس ساعات اهو ترتاحي ونرتاح
ياابني امشي استر نفسك البت واقفة
أنت إيه اللي قهرني
إيه ياحبيبي كفى الله الشړ
انها كانت في نفس الشقة وأنا معرفش منك لله أنت وحلة العدس اللي لبساها دي
خد يابلال اقل لك
قولي ياعمتي
هو أنت ياابني مكنتش اتعرف إن مهدية معاك في الشقة
اقسم بالله لو اعرف لكنت قعداشكي همومي وغسالتي تغسل هدومي وكان هيبقى نهار كله احزان مغسولة
امشي يابلال امشي احسن أنا خلاص دماغي ھتنفجر
طب اجيب لك حبايتن منوم طالما مش عاوزة تاخدي واحدة
مالك يابلال عامل كدا ليه ما تتظبط
اهي يارب اللي عملت لنفسها عملية قلب مفتوح وحطت مكانه حجر صوان ونامت في الأوضة اللي جنبي من غير مانخط الهموم على بعض
بعد مرور عشر دقائق
التفوا ثلاثتهما في غرفة الضيوف جوار عمتهم يستمعون لها وهي تقول بجدية
أنا بقول كفاية تأجيل لحد كدا يا مهدية في الفرح ونحدد بقي معاد الفرح خلينا نفرح
رد بلال وقال بسعادة
روحي إلهي ربنا يجبر بخاطرك أنا كمان عاوز. افرح بيا قوي
تنهدت مهدية وقالت
بس يا عمتي أنا لسه مخلتصش باقي حاجتي ولا هدومي كلها جت و
رد بلال بسرعة دون قصد
ما قلت لك قبل كدا مش محتاجهم في حاجة
رمقته بنظرات قاټلة من حديثه الوقح ذاك ثم عادت ببصرها لعمتها لتستمع إليها لم تتدعها تقنعها بحديثها كسابق عهدها قررت أن تضع الجميع أمام قرارتها وهي تقول
خلاص مش هسمع كلمة من اي واحدة فيكم كل واحدة منكم خطيبها عاوزها تنور بيته قبل رمضان وعشان كدا وصال ومهدية أنا قررت تتجوزوا في يوم واحد وبما إن احنا جاهزين يبقى مافيش حاجة تعطلنا
نظرت لابن أخيها وقالت بجدية
بلال حدد مع صاحبك معاد لكتب الكتاب والډخلة وشوف دنيته هتبقى إيه وظبط نفسك على اساسها والبنات اعتبرهم جاهزين خلاص
وثب بلال من فوق مقعده يبطع قبلاته على رأسها وقال بامتنان
دا مصر كلها بتشكرك ياعمتي ربنا يخليك لينا يارب هاسيبكم أنا بقى واروح افرح الواد غفران ماهو يتيم زيي وادخل السرور على قلبه واجب بردو.
داخل منزل الجدة ولاء
كان مستندا برأسه على حافة الفراش يستعيد ذكرياته معها كانت كالطفلة الشقية داخلها طاقة وحيوية فتاة لا يعرفها ظهرت من العدم لتقضي معه يومان لكنهما بمثابة عمرا
جديد بالنسبة له عاد الجميع لحياته وعاد هو لوحدته الأيام بدونها لاتمر يريد أن الوقت ويتوسل قلبه بأن ربى لا مكان لها داخله لكن قلبه أبى الإعتراف بذلك تنهيدة عميقة خرجت من صدره كلما تذكرها وهي تتطالعه دون التفوه بكلمة واحدة لن ينسى ما حيا عندما ذهب لاطمئنان عليه فور خروجها من المشفى في المرة الأولى كانت هادئة
متابعة القراءة