عقوق العشاق

موقع أيام نيوز


الشديد كانت بتعاني من اضطراب ما بعد الصدمة ودا تقريبا حصل لها بسبب صدمة عاطفية مرت بيها في حياتها بدا معاها بإكتئاب بعدها الموضوع تدهور بدون ما تشعر وبدأت تعيش حياتها بشخصية متناقضة تمام مع الشخصية الحقيقة.
نظر له ريان وقال بهدوء 
طب هي دلوقت إيه اخبارها يعني هي بقالها سنة في المصحة مش شايف حضرتك إن دا كتير قوي عليها

رد الطبيب المعالج وقال 
في الحقيقة أنا شايف إن دا بيرجع لحسب الحالة وسرعة استجابتها للعلاج ربى دلوقتي 
هتظهر للناس بشكل تاني خالص اللي اتعامل معاها مش هيصدق اساسا إن دي هي كانت نفس البنت من سنة تقريبا
تنهد الطبيب وقال 
ربى تقريبا خلصت علاجها بس هتفضل مستمرة على الجلسات لفترة بردو لحد ما نتأكد إن كل حاجة تمام
رفع سبابته وقال 
نصيحة مني بلاش نفتح اي ملفات قديمة لأنها مش فاكرة نهائي إنها عملت دا
أضاف بتذكر 
طول فترة علاجها حاجة وبس اللي فاكرها 
وهي أهلها وعيلتها هي مش عارفة إيه السبب اللي خلاهم بعدوا عنها ولا قادرة تفتكر ياريت يا ريان باشا تحاول تمنع أي حد يفتح أي حاجة قديمة ممكن يخليها تنتكس تاني
وقف ريان عن مقعده وقال بهدوء 
متقلقش يا دكتور عيلتها مسافرة ومش ناوين يرجعوا تاني تقريبا كدا هاجروا
ختم ريان وقال بإمتنان 
أنا متشكر جدا لحضرتك أنا تعبتك معايا 
دا واجبي يا ريان باشا ربنا يحفظها لك انا اتشرفت بمعرفتك .
داخل سيارة ريان الأنصاري  
كانت شاردة الذهن تستند بظهر يدها أسفل ذقنها تشاهد البنايات وأخيرا غادرت منزلها الكئيب الذي مكثت به أشهر طويلة كانت وحيدة لا يأتي إليها أحدا سوى جدها جدتها وساجد بن خالها ادهم على الرغم أنهم لم يتحدثوا أمامها بأنها كانت مصاپة بمرض نفسي لا دخل لها فيه لكنها علمت بكل شئ 
كانت حزينة على حالها الذي آلت إليه مالذي فعلته بحالها لماذا تتقمص دورا غير دورها وحيا غير حياتها تشتاق لوالدها والدتها عائلتها ولكن يجب عليها غلق بابهم للأبد فهي تتحمل أن يعرفون عنها أنها قاسېة لكن لا تتحمل نظرة عطف وشفقة من أحدهم .
وصلت إلى بيت جدها أخيرا وسط احتفالا صغير مقتصرا على جدتها فقط ضمتها لحضنها اخرجتها احتوت خديها بين كفيها وقالت بحنو وحب 
نورتي بيتك ياعمري نورتي الدنيا كلها يا روبي
رد ريان وقال بجدية مصطنعة 
خلاص بقى إنتوا بتحبوا النكد كدا ليه ولا أنت عاوزة تهربي من الغدا يا جيجي.
ردت جميلة ضاحكة وقالت 
احلى غدا لعيون روبي قلب تيتا 
طب وجدها ينفع يتغدا ولا مهمته خلصت على كدا !
انحاذت محتضنة جسد حفيدتها وقالت بإبتسامة خفيفة 
إيه رأيك يا روبي نخلي يتغدا ويغسل المواعين
تركتها ربى وسارت تجاه سلالم الدرج صعدته بهدوء وحذر وكأنها عجوز لا تستطيع الحراك ولجت غرفتها مدد جسدها على حافة الفراش وتركت لعيناها العنان تعال صوت نحيبها هرعت إليها جدتها جذبتها لحضنها مسدت على جسدها بحنو وحب ثم قالت 
والله ما حد هيعرف حتى أمك أنا امك وابوك وعيلتك سيبك منهم كلهم
رفعت ذقنها لتتقابل عيناها بخاصتها الممتلئ بالدموع وقالت 
أنت قوية وهتعديها احنا ياما جت علينا مواقف صعبة والحمد لله عدينها امسحي دموعك وعيشي حياتك كأن اللي دا محصلش
لاحت إبتسامة ساخرة وهي ترد عليها بمرارة قائلة 
حاضر هدوس على زرار النسيان وانسى اللي حصل لي حاضر ....
الفصل الثامن 
ولج من باب شقته حاملا كل ما لذ وطاب اطعمة شهية عصائر طازجة والفاكهة المفضل لديها وضع الاكياس على سطح المائدة داخل المطبخ نظر حوله وجد المكان غير منظم حرك رأسه يمينا ويسارا من تلك المستهترة التي لا تفعل شئ في حياتها أبدا.
خرج من المطبخ مناديا عليها بصوت عال نسبيا 
ساندي أنت فين 
خرجت ساندي من الغرفة مرتدية منامة حريرية قصيرة من اللون الأحمر القاتم ذات حمالات رفيعة اتجهت نحو وقالت بسعادة 
حمد الله على سلامتك يا روحي 
احنا مش قلنا نحاول ننظم المكان شوية 
لوت ثغرها يمينا ويسارا وهي تتجه نحو المطبخ وقالت
نوح وحياة ابوك مش ناقصة صداع على الصبح هابقى اروق البيت قل لي جبت إيه معاك 
كل اللي طلبتي
تناولت ثمرة من التفاح الأحمر قضمت منها قطعة صغيرة ثم قالت 
بقالك يومين غايب مش بعادتك يعني  
مافيش ربى بنت عمي عملت شوية مشاكل كدا في البيت وانشغلت فيها
تركت ساندي التفاح پغضب جم ثم وضعت المشتريات في البراد حسب ترتيبها وهي تقول 
وهو دا اللي خلاك تغيب عن مراتك يومين يا سي نوح !
استند نوح بظهره على حافة المائدة الرخامية وراح يقول 
معلش يا ساندي بس أنت عارفة الدنيا لما بتتكهرب كدا عمي بيتعب فجأة و أنا بحب اكون جنبه
نظرت له وقالت بعصبية شديدة 
جنب عمك ولا بنت عمك يا نوح !
ابتسم لها وقال بغمزة من عينه 
الله احنا بنغير اهو 
اغيير من مين يا حبيبي من دي ملقتش إلا دي واغير منها طب حتى نقي حد عدل اغير منه 
ربى طيبة وغلبانة يا ساندي واحنا متعودين على الخناقات دي من زمان بس المرة دي زادت شويتين 
احسن تستاهل عشان تبقى تعمل فيها بنت الحسب والنسب 
بقلك إيه قفلي ع الموضوع دا ويلا عشان نأكل أنا جبت أكل جاهز النهاردا
تناول بعض الأ كياس الصغيرة جلس على المقعد وجلست هي مقابلته بدأ في تناول الطعام بشراهة نظرت له وقالت 
أنا ھموت من الجوع وأنت جيت في وقتك
ترك الطعام وقال باسما 
الف هنا على قلبك يا حبيبتي
تابعت بغنج وهي تملس على لحيته النامية قليلا 
بحبك يا نوح متتصورش أنا بحبك ازاي أنا عارفة إن قلبك لسه معاها بس هي غبية متستاهلكش أنا وبس يانوح اللي استاهل واحد زيك ربى كا فرة بنعمة ربنا سيبك منها وخليك معايا أنا أنا هدلعك وها خليك تعيش اسعد أيام حياتك أنت بس سيب لي نفسك خالص وشوفي ساندي ها تعمل لك
اكتفى بالإبتسامة الواسعة وتابع تناول طعامه 
بينما هي نظرت له وقالت بهدوء 
أنا عارفة إنك ممكن تزعل بس أنا ناوية اخلف منك خلاص مش حبوب منع الحمل 
ساندي أنا قلت لك قبل كدا الموضوع دا أنا مش معارض في وإن أنا سايب الخلفة دي تيجي وقت ما ربنا كاتبها 
لو جه ولد هاسمي طلال ولو هتسميها إيه يا نوح 
أنت يا حبيبتي اللي تختاري مش أنا
ردت ساندي بعصبية وقالت وهي تقف عن المقعد
ليه بقى إن شاء الله مش بنتك ولا مش بنتك ولا تكون ناوي تسميها على اسم حبيبة القلب !! 
تاني يا ساندي تاني مش هانخلص من الحوار بقى ! وبعدين مالك حاطة ربى في دماغك ليه هي خلاص هتتجوز وبتحب جوزها
ردت بنبرة مغتاظة وقالت 
وأنا ازعل ليه يا حبيبي وبعدين هي دي حد يحبها دي حتة بت هبلة لا ليها كلمة ولا شخصية خطيبها عامل من كرامتها سجادة كل شوية يدوس عليها انما أنا متجوزة راجل
 

تم نسخ الرابط