روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

شئ من شأنه تذكيرها بما خلفته وراءها ورحلت .. انه الحنين الذي يجرفنا في نوبات مده وجزره لنصبح اشبه بقطعة خشب تطفو علي أمواجه تتلاعب بها كيفما ووقتما شاءت ..
تنحنح ونهض في عجالة هاتفا انا داخل اخد دش.. ومش هتأخر عليك..
اندفع لداخل الحمام بينما نهضت هى تتطلع حولها للشقة تحاول ان تستوعب ان هذه الحجرات ستكون ملاذها من الان فصاعدا .. و سيكون هذا هو بيتها حتى اشعار اخر .. احتضنت الحوائط بناظريها ودمعت عيناها رغما عنها وهى تتذكر النعمانية وكل من فيها .. و الان وفي تلك اللحظة تشتاق لروائح العصاري القادمة من الغيطان البعيدة ورائحة الجبل الشامخ قبالة بيت جدها النعماني .. تشتاق رائحة مخبوزات الخالة وسيلة التي كانت تصنعها خصيصا لأجلها وخاصة الخبر الشمسي التي كانت تعبء التلة المقام عليها البيت بأسرها فتنشر عبق خاص من دفء عجيب.. واكثر ما تشتاقه هو احضان الخالة وسيلة التي تشعرها ان امها الغالية ما رحلت .. لكم تهفو لبوح بين ذراعيها يزيح عنها ثقل ماعادت قادرة على حمله .. 
تطلع نديم اليها فقد خرج لتوه من الحمام وتعجل على قدر استطاعته حتي لا يتركها تنتظر طويلا لتنل دورها .. شعر بما يعتريها فتمهل للحظة واخيرا هتف محاولا اخراجها من شرودها الشجي انا خلصت .. تقدري تتفضلي .. 
انتفضت متطلعة اليه ساهمة لثوان وكأنما تستوعب لبرهة عما يتحدث واخيرا هزت رأسها ايجابا هاتفة اه .. هدخل حالا اهو .. 
مرت جواره بسرعة واندفعت لداخل الحمام ليتبعها هو بنظراته التي اكتشفت انها كانت تبكي في صمت مما اثار داخله نوبة من ۏجع جعلته يتنهد بدوره في قلة حيلة .. 
جلس على الأريكة في انتظارها لتناول الغذاء الذي أحضرته ام زينب لكن يبدو انه غفى رغما عنه من شدة الإرهاق وانتفض متطلعا حوله في ذعر عندما استيقظ على صړخة قوية وانين صادر من جهة الحمام .. استعاد كامل وعيه هاتفا باسمها وهو يندفع مهرولا في اضطراب .. كاد ان يدفع الباب و يدخل الا انه توقف باللحظة الاخيرة يطرق الباب مناديا عليها ولكن صوت الأنين هو كل ما كان يصله للحظة وفجأة انقطع مما جعله يدفع الباب دون تفكير ليجدها ممددة فاقدة الوعي على الارض المبتلة التي خاضها بحذر حتي وصل موضعها لينحني حاملا إياها عائدا للخارج في حرص حتى وصل اقرب غرفة فدفع بابها بقدمه ومددها علي الفراش وما ان ابعد كفه حتى اكتشف ان بها اثر دماء .. شعر بالذعر وهتف بأسمها من جديد .. لكنها لم تجب .. فكر في جلب طبيب على وجه السرعة .. لكن كيف يأتي به وهى على حالها ذاك .. ترتدي هذا القميص الحريري القصير و شعرها الليلي منثور بكل اتجاه .
اندفع لحقيبة ملابسه بالحجرة الاخرى وتناول منها قنينة العطر خاصته وعاد يضع منها بعضا على كفه مقربا إياها من انفها في محاولة لإفاقتها .. لحظات مرت حتى همهمت تستعيد وعيها متأوهة وهى ترفع كفها لرأسها حيث موضع الإصابة ..
هتف بدوره في محاولة لطمأنتها متقلقيش انت كويسة الحمد لله .. بسيطة .. بس متتحركيش لحد اما اجيلك .. 
اندفع طارقا باب شقة ماجدة و ما ان طالعته هتف في لهفة معلش يا طنط عندك قطن ومطهر .. ناهد وقعت ف الحمام ومتعورة .. 
شهقت ماجدة هاتفة يا خبر .. 
واندفعت تحضر ما طلبه ليتناوله من كفها عائدا لشقته وماجدة بأعقابه..
دلف للغرفة متوجها بلهفة لموضعها وقد اعتقد انها فقدت وعيها من جديد جلس بقربها هامسا باسمها في ترقب لتفتح عينيها في وهن ليتنهد في راحة .. 
رفع رأسها عن الوسادة التي كان عليها بقعة صغيرة من الډماء وترته فهو لا يحتمل رؤية الډماء لكنه تحامل على نفسه باحثا عن موضع الإصابة بكف مرتعش .. كانت رأسها بأحضانه عندما لمست أصابعه في حذر جرحها فندت منها أهة جعلته ينتفض موضعه هامسا معلش ..خلاص اهو .. 
ابعد خصلات شعرها عن الچرح مطهرا اياه في رقة وتأكد انه چرح يحتاج استدعاء طبيب لكنه سيقوم باللازم الان .. وضع ضمادة خفيفة على موضع الإصابة وما ان أعادها موضعها حتى اكتشف انها لاتزل بقميصها الحريري .. غض بصره وهو يزدرد ريقه في اضطراب .. كانت كتلة مجسدة من الفتنة بين ذراعيه.. 
جذب غطاء الفراش في سرعة ملقيا اياه على جسدها فى نفس اللحظة التي دلفت فيها ماجدة حاملة كوب من الحليب المحلى بالعسل هاتفة خد يا بني خليها تشرب ده يعوض لها الډم اللي نزفته .. 
تناول من ماجدة الكوب وتقدم من جديد يضع ذراعه اسفل كتفيها محاولا رفع جزعها هامسا بصوت مضطرب
خدي اشربي يا ناهد.. 
فتحت عينيها في إعياء هامسة انا بردانة يا نديم .. بردانة .. 
همست ماجدة في إشفاق يا حبيبتي يا بنتي .. انا رايحة اجيب لكم بطاطين من شقتي
تم نسخ الرابط