روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

من الرغاريد معلنة دخول الفرحة اخيرا لهذا البيت .. 
جلس ودلال على مائدة العشاء صامتين رغم الصخب الدائر داخل كل منهما الا ان الصمت كان سيد الموقف .. كانت دلال هى المبادرة بالحديث رابتة على كف نديم الممدودة قبالتها على الطاولة هاتفة وحشتني يا نديم .. كنت هتجنن عليك بجد .. 
خرج نديم من شروده مبتسما لها والله وانت كمان .. انت متعرفيش كانت حالتي ايه يوم ما عرفت انك هنا .. كان هاين عليا انزل احړق النعمانية باللي فيها .. 
ابتسمت دلال في محبة ربنا يخليك ليا .. والله وانت متعرفش كانت حالتي عاملة ازاى كل ما احس ان عفيف قرب يوصلكم .. انا كنت متأكدة انك متهربش مع اخته .. لايمكن .. رغم كل الشواهد اللي بتأكد ده .. لكن انا مصدقتش .. عشان عارفة نديم تربيتي بيفكر ويتصرف ازاي .. 
ابتسم نديم رافعا كفها مقبلا اياه ربنا يخليكي ليا.. 
وحول مجري الحديث مازحا وبعدين تربيتي دي! .. بقى في ماما قمر كده !.. 
قهقهت ونهض يرفع الاطباق ليعاود تقبيل هامتها متنهدا ثم غادر للمطبخ .. 
نظرت اليه وهو يبتعد تستشف ما قد يكون بأخيها.. لقد تغير نديم رغم محاولاته ادعاء العكس.. عاد بأكواب الشاي ليهم بوضع احداها امام دلال التي همست وهى تطل بوجه اخيها انت بتحبها يا نديم !.. 
ارتج الكوب بكفه الا انه استطاع السيطرة على ارتجافة يده ووضع الكوب متسائلا في اضطراب هى مين دي !.. 
تطلعت اليه دلال تثبر أغواره هامسة ناهد يا نديم .. 
تحاشى نديم النظرلأخته هاتفا احب مين يا دلال !.. الحكاية وما فيها .. ان الموضوع ده غيرني .. حسسني ان الدنيا لسه فيها حاجات كتير قووي لازم تتعرف وتتجرب .. ولما اتحملت مسؤلية ناهد .. عرفت يعني ايه راجل بجد .. 
ثم غير دفة الحديث كعادته هاتفا بمرح أنت كنت مدلعاني على فكرة .. يا ماما .. 
ابتسمت له محاولة إظهار اقتناعها بكلامه لكنها ابدا لم تقتنع فهي تشعران نديم يعشق تلك الفتاة الرقيقة مدللة اخيها .. وانه يكابر ولا يريد الإفصاح عن ما بداخله تجاهها .. 
استأذن كل منهما للنوم فقد كان اليوم طويلا بحق.. تمددت هى على فراش نديم بالغرفة الوحيدة بالاستراحة بينما تمدد هو على تلك الأريكة الخشبية بالخارج .. لم يزر النوم أجفانهما .. 
تقلب يمينا ويسارا كانما يتقلب على فراش من جمر لا يهدأ

له جانب وصورتها تطالعه أينما ولى وجهه او حتى عندما يغلق عينيه مدعيا النعاس .. ابتسامتها تؤرقه .. لحظاتهما معا تضج مضجه وتسلب منه راحة باله .. 
نفض غطائه واندفع في اتجاه الشرفة الوحيدة بالاستراحة فتحها رغم برودة الطقس ليلا الا انه كان بحاجة لاستنشاق هواء نقي لربما يخمد تلك النيران المستعرة بفؤاده .. 
اما دلال فكانت لا تقل حالا عن اخيها فاستشعارها بقرب الرحيل عن النعمانية جعل ۏجعا ما خفيا بموضع مجهول داخلها يئن في صمت .. لتندفع خارج حجرتها لتطالع اخيها واقفا بالشرفة في هذا الجو البارد .. شدت المئزر على جسدها ووقفت جواره يتطلع كل منهما للبعيد يستشعر ما بدواخل الاخر من فوضي تحتاج لترتيب .. 
همست دلال مشجعة اطلبها من اخوها يا نديم..
لم يتطلع اليها نديم فقد كان يعلم تماما ان انكاره السابق لم ينطل على دلال وانها تعلم دواخله اكثر من نفسه لذا هتف وهو يضغط على سور الشرفة في ۏجع اطلب ايه يا دلال !.. انت مش شايفة احنا فين وهم فين!...دول اصحاب الارض اللي انت شيفاها دي كلها .. النجع كله تقريبا بتاعهم .. وانا بقى حيلتي ايه !.. 
هتفت دلال بحماس انت مهندس قد الدنيا ولك مستقبل .. و بكرة يبقى معاك ..و.. 
هتف نديم ساخرا وايه !.. ناهد متعودة ع العز.. عفيف مكنش بيخليها محتاجة حاجة .. انت فاكرة انها لما كانت معايا كنت مرتاح!! ..ابدااا .. كنت حاسس اني مقصر معاها مهما جبت .. احساس صعب قووي يا دلال انك تحس بالعجز قدام حد عايز تسعده ومنتش قادر .. عايز تديله أقصى ما عندك وحاسس ان ده مش كفاية .. 
همست دلال بس انا حاسة انها يعني .. 
قاطعها نديم بلهفة انها ايه !.. 
اكدت دلال لما قعدنا مع بعض .. حسيت من كلامها انها بتحبك فعلا .. كانت كل شوية تجيب سيرتك .. وتشكر فيك .. و .. 
قاطعها نديم بخيبة حتى ولو كلامك صح .. اخوها هايرضى !.. 
صمتت دلال عند هذه النقطة ولم تعقب .. هى تعرف عفيف وعاشرته في مواقف كثيرة .. لكن عند النسب .. تظن ان الامر سيختلف و سيكون متشددا فيمن يهبه اخته فعادات الصعايدة في هذه النقطة بالذات لا جدال فيها .. والأنساب بالنسبة لهم لها معايير خاصة لا يمكن تجاهلها وخطوط حمراء لا يمكن تخطيها ..
استطرد محاولا تغيير الموضوع مؤكدا وبعدين اتجوز ايه وانا
تم نسخ الرابط