روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
القاعة الجانبية بعيدا عن صخب النساء واندفع الرجال خلفه ليشهدوا مراسم عقدا القران ..
وكلت كل عروس أخيها ليتبادل كل من عفيف ونديم الأدوار ما بين ضحكات وقهقهات الرجال ليهتف مناع ما ان تم عقدا القران ليصل صوته للنساء الكتاب انكتب ..
اطلقت النساء المزيد من الزغاريد واندفعن باتجاه غرفة كل عروس لتهبط بها الدرج في اتجاه صحن الدار ليجتمعن مهللات في فرحة ويبدأن الرقص داخل دائرة واسعة تتبادل فيها الإدوار فيما بينهن وكذا شدوهن
لتنهض الخالة وسيلة هاتفة بحماسة وخلفها النساء
يا عفيف يا غالي .. فرحة ومكتبوبالي..
عديت علشاني معدية .. يا ولااااه..
ولجيت رچالة مية مية.. ياولاااه ..
ومادام راح اشيلك فعنايا .. راح اكيد عزالي
لتشاركها النساء من جديد وهى تهتف
يا نديم يا غالي .. فرحة ومكتبوالي ..
وهشرفك لو بيه زارك .. ياولاه ..
ومن الليلة دي هكون دارك واكيد عزالي ..
يا عريس يا غالي .. فرحة ومكتوبالي ..
لتبادرها سعدية تشدو في فرحة طاغية
اهو چالك اهو .. ريح بالك اهو ..
اعمليله حلة محشي .. هي هي ..
يوجع فيها ما يطلعشي.. هي هي ..
لتهتف نجية من موضع اخر
واطبخيله العصر بطة .. هي هي ..
كتري يا بت الشطة .. وأهو چالك اهو ..
ولم يكن الرجال باقل منهن حماسة وفرحة فما ان رحل المأذون حتى خرج عفيف ونديم الذي اصر على ارتداء الجلباب والعمامة للجلوس بين الرجال .. اشتد قرع الطبول و صدح المزمار ليندفع عفيف في سعادة ملقيا عباءته عن كتفيه حاملا عصاه وتوقف في وسط الدائرة التي يحيطها الرجال وبدأ في
التمايل بعصاه ليهلل الرجال في نشوة
والبت بيضا .. بيضا بيضا
والبت بيضا وانا اعمل ايه
يا ولدي يا ولدي .. انا حبيت ..
وبنار الهوى انكويت ..
ويرتفع قرع الطبول والتزمير ليدخل مناع جاذبا خلفه فرس عفيف والتي اعتلاها بقفزة ماهرة ارتفعت لها صيحات الاستحسان من حناجر الرجال وبدأ الفرس في التمايل مع عزف المزمار فى سعادة وانتشاء لا تقل عن سعادة صاحبه ..
بدأ الرجال في مجاملة العريس وجذب احدهم عفيف بعد وصلة الرقص بالفرس للتحطيب بالعصا .. كانت جولة على اشدها لكن عفيف استطاع ان يفقد الخصم عصاه في لحظات .. توالى الرجال في تحديه واحد تلو الاخر .. واخيرا اندفع نديم معلنا الرغبة في النزول ..
امتدت الموائد هنا وهناك وجلس الجميع لتناول طعامه .. لم يبق فردا بالنعمانية لم ينل حاجته من خيرات تلك الليلة الميمونة .. كانت السعادة والاكتفاء هو عنوان تلك الساعات التي نشرت فيها الفرحة غلالتها على اجواء النعمانية كما لم يحدث من قبل ..
تعالت الطبول والمزامير مرة اخرى لتتعالى الزغاريد بدورها معلنة دخول العريسان لصحن الدار ليلحق كل منهما بعروسه التى صعدت برفقة الخالة وسيلة لحجرتها في انتظار زوجها لبدء حياتهما الزوجية ..
لم يستطع ان يتوقف لالتقاط انفاسه قبل ان يندفع لداخل الغرفة فالنساء بالأسفل يتطلعن لموضع وقوفه في انتظار دخوله لتصم أذنيه أصوات زغاريدهن وهو يضع كفه على مقبض الباب .. دخل بالفعل مغلقا باب الحجرة خلفه في هدوء .. جال بناظريه بارجاء الغرفة الشاحبة الضوء لتقع عيناه على محياها الناصع البياض من رأسها حتى اخمص قدميها والوضاء كقطعة سكر على سطح ابنوسي ..
دق الارض بعصاه دلالة على توتره لترتفع نظراتها اليه من خلف غلالتها التلية لتزداد ضربات قلبها وجيبا ..
هتف بصوت متحشرج السلام عليكم ..
ردت بصوت لم يتجاوز حلقها اضطرابا ..ترك العصا جانبا وخلع عنه عباءته وعمامته وتوجه لمجلسها ومع كل خطوة تجاهها كانت تستشعر انها تكاد ټموت رهبة و رغبة .. وكان هو لا يقل عنها اضطرابا رغم ثباته الظاهري ..تتملكه رهبة المقدم على امر جلل ورغبة في وصل طال انتظاره ..
رفعت نظراتها اليه عندما توقف قبالتها .. مد يديه اليها لترفع أكفها تضعهما باحضان كفيه اللذين أطبقا على كفيها لتنهض قبالته وبدأ حديث الأكف المشتاقة للوصل منذ امد .. حديث طال ليتعاهدا على الا يفترقا ابدا ..
تطلع اليها من خلف غلالتها كمن يرى البدر من خلف السحب .. رفع عن وجهها غلالته وقلبه يعلن العصيان بين جنبات صدره معربدا في عشق طال كتمانه .. تشرب محياها كأرض شراقي غاب عنها المطر لعصور وهمس بصوت أبح مبروك ..
أفقدتها كالعادة بحة صوته وتفاحة ادم بحلقه
متابعة القراءة