روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير
المحتويات
.. مين هيسندهم !.. لو سمحت.. لازم اشوف الچرح ده ..كل ما اتاخرنا هيبقى فيه خطړ لو كان فعلا چرح عايز علاج سريع ..
مرت لحظات صمت تنهدت بعدها في راحة عندما هز رأسه موافقا اخيرا وقد شعر ان الالم الذي كان يحاول ان يتجاهله قد بدأت وتيرته في الازدياد وعليه ان يعترف انه بدأ يستشعر نيران بكتفه المصاپ .. توجه للأعلى حيث غرفته لتستأذنه هى لثوان لتحضر أدوات طبية نظيفة من غرفة الكشف ..
تلهت بفتح حقيبتها والعبث بأدواتها وما ان استجمعت حروف أبجديتها حتى هتفت بصوت متحشرج تكاد تقسم انه ليس لها الچرح غائر فعلا يا عفيف بيه .. ازاي قدرت تستحمل الالم ده..!..
بدأت في تقطيب الچرح في مهارة وسرعة .. لحظات من الصمت مرت بينهما لم يقطعها الا صوت أدواتها .. أنهت مهمتها واخيرا وضعت غطاء على الچرح مؤكدة كده تمام يا عفيف بيه .. بالشفا ان شاء الله ..
هز رأسه بلا تعقيب ومد كفه يجذب طرف قميصه الاخر ليستر به جسده فمدت كفها بالمقابل لمساعدته فتنبهت لكفه المحترق فشهقت في صدمةايه اللي حصل لأيدك !..
لم يعقب والعجيب ايضا انه لم يجذب كفه المحترق من بين يديها فقد شعر براحة غريبة وكفه قابع هناك وكأن بلسما ما قد وضع مهدئا من نيران حريقه ..
جلست اسفل قدميه ولازال كفه نائما بوداعة على باطن كفها .. مدت يدها تتناول أنبوب دهان ملطف كانت دوما ما تحتفظ به في حقيبتها للطوارئ وبدأت في فرده على باطن كفه الذي كان مفرودا قبالة ناظريها وكأنما هى عرافة تقرأ له طالعه الذي تمنى لو كانت هى جزء منه ..
تنهدت في راحة وابتسامة حانية على شفتيها رافعة ناظريها اليه هامسة كله تمام ..
تقابلت النظرات .. وساد الصمت وكأنما العالم قد خلا من قاطنيه .. تيه اخرق ومشاعر بكر تعربد بجنبات الروح .. وحشة غابت وانس هل كهلال عيد ما أتى منذ عصور الوثنية .. عيون تتأرجح بمآقيها الدموع وأخرى يهزها الشوق ..أنات انين وحنين مكبوتة بالصدرومؤدة بالفؤاد يحرسها الۏجع وتأسرها الوجيعة ..وحديث دار بين المقل لو خط بكتب العشق لفاضت..
لا علم لأحدهما كم مر من عمر الزمان وهما بهذه الحالة من اللا .. اللاماذا !..
عند هذه اللحظة ..انتفض عفيف مذعورا جاذبا نفسه من أتون يستعر بجنباته هاتفا في صوت متحشرج النبرة متشكر يا داكتورة .. تعبتك..
طردت بدورها من جحيمها وكادت ان تهم بالرد عندما عاد لها القدرة على النطق الا انها ظلت موضعها مبهوتة امامه تتطلع اليه.. كم وجه لذاك الرجل !.. تراه الان بطوله الفارغ وببنطاله الجينز وذاك القميص الرياضي الذي كان يجاهد لارتدائه منذ لحظات كأنما بدل جلده .. رأته في السابق بتلك الحلة الرسمية التي كانت تليق به وكانما خلقت له والان ذاك الرداء الغير رسمي
بالمرة الذي يعكس روحه الشبابية التي لم تنطفئ جذوتها رغما ما يحمل من تبعات ثقال..
تنبهت لشرودها الغير واع فهتفت بدورها لا مفيش تعب ولا حاجة .. متحاولش بس تحرك دراعك دي كتير عشان الچرح ميتفتحش ويلم بسرعة ..
هز رأسه بالموافقة وهو ينأي بنظراته عنها لتجمع هى حاجياتها على عجالة لتنهض مندفعة خارج الغرفة .. اغلقت الباب خلفها وزفرت في راحة وهى تضع كفها موضع قلبها الذي كان يطرق باب صدرها في عڼف ولم تكن تدري ان احدهم داخل الغرفة يزفر في راحة اكبر وهو يرفع كفه المحترقة امام ناظريه شاعرا ان قلبه كان اولى
متابعة القراءة