روايه روعه بقلم رضوى جاويش الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

!.. طب ناهد ومتعرفناش ولسه متعودتش علينا .. انت بقى ايه حجتك ف القاعدة دي!..هو ده مش بيتك ولا ايه يا حبيبي !.. 
انتفض نديم مؤكدا اه طبعا يا طنط ..بيتي طبعا وربنا يعلم انا بعتبرك زي امي الله يرحمها .. 
هتفت ماجدة فى اسف الله يرحمها كانت ونعم الصحبة .. 
واستطردت بعد لحظات صمت ياللاه قوم انت ومراتك انا جهزت لكم الأوضة جوه .. ادخلوا ارتاحوا لحد ما اجهز لكم العشا .. 
انتفضت ناهد عند ذكر الغرفة هاتفة في اضطراب انا چاية اساعدك يا طنط .. ممكن !.. 
اكدت ماجدة اه طبعا يا حبيبتي .. بس انا كنت عيزاك تستريحيلك شوية .. 
اكدت ناهد فى محبة انا مش تعبانة والله .. اسمحيلى اساعدك..
هزت ماجدة رأسها ايجابا وسارت امامهما لتقف عند باب احدى الحجرات مشيرة اوضتكم اهى يا نديم .. خش يا حبيبي ارتاح .. و لما نخلص العشا هناديك .. 
هتف نديم تسلمي يا طنط .. هنتعبك .. 
هتفت ماجدة معاتبة تعب ايه !.. اوعى تقول كده لازعل بجد .. 
ابتسم نديم ودلف للغرفة وهو لايزل يتحاشى النظرالى تلك التي تتجاهله بدورها والتي تبعت ماجدة للمطبخ دون ان تلق بنظرة واحدة تجاهه .. 
دخل الى الغرفة يغلي ڠضبا من رد فعلها .. ماذا كانت تتوقع منه بعد ان علم ما فعله اخوها بأخته التي اضطرت ان تضع نفسها في مهب الريح لانقاذه وهى لا ناقة لها ولا جمل في الامر برمته .. 
تمدد على الفراش متنهدا في ۏجع يشعر ان كل عضلة من عضلات جسده متشنجة تئن في ألم صامت يستشعره ينخر روحه .. 
اما ناهد فقد وقفت بذهن غائب تساعد ماجدة التي اخذت فى تبادل الحديث معها على أمل اخراجها من عزلتها التى استشعرتها كأم فحاولت ولكنها لم تفلح فقد كانت اجابات ناهد كلها مقتضبة توحي بحزن دفين يشملها كليا .. تم إعداد العشاء ووضع أطباقه على المائدة فهتفت ماجدة روحي بقى يا ناهد نادي جوزك .. 
كانت تحاول ان تتحاشى التعامل معه لكن الامور تضطرها دوما لفعل أشياء ليست من اختيارها .. 
اومأت في هدوء وتوجهت نحو الغرفة .. فكرت في طرق الباب لكنها تراجعت فماذا ستظن ماجدة اذا ما فعلت .. دلفت للحجرة في سرعة تغض البصر قدر إمكانها و هتفت العشا چاهز .. 
لم تتلق ردا فرفعت رأسها في حذر متطلعة للغرفة بنظرة سريعة حتى وقع ناظرها على الفراش الذي يتمدد عليه بملابسه التي لم يخلعها حتى موليا ظهره لها .. توجهت قبالته لتكتشف انه قد استغرق في نوم عميق وقد ارتخت ملامحه المتشنجة منذ علم بموضوع اخته .. هى لا تلمه .. هى تلوم الظروف التي وضعتهما وجها لوجه مع تحدي من الواضح انه اكبر من إمكاناتهما .. تنهدت في يأس وهمست في هدوء نديم .. نديم ..
لم يحرك ساكنا فيبدو ان الإنهاك بلغ منه مبلغا كبيرا جعله يغرق في النوم بهذا العمق .. 
تحركت خارج الغرفة ومنه لطاولة العشاء هاتفة لماجدة الظاهر نديم م التعب نام .. 
هتفت ماجدة في إشفاق يا حبيبي .. نوم العافية.. خلاص لما يقوم يبقى ياكل على مهله .. تعالي انت بقى كليلك لقمة ونسيني .. 
جلست ناهد تتناول عشاءها مع ماجدة .. كان بودها ان تعتذر فهى بدورها لم تكن تشعر برغبة في تناول اي طعام لكنها لم تستطع ان تترك ماجدة تتناول عشاءها وحيدة فجلست على مضض وما ان رأت انه من المناسب الاستئذان الان حتى فعلت وأسرعت الي غرفتهما.. دلفت للغرفة ليطالعها جسده الذي لا يزل على حاله مسجيا بطول الفراش بكامل ملابسه .. تطلعت حولها لا تعلم اين يمكنها النوم ولا يوجد حتى أريكة صغيرة يمكن ان تتمدد عليها حتى الصباح .. 
شعرت بالرغبة في البكاء من جديد فاعصابها متوترة وتحس انها على حافة الاڼهيار فكل ما حدث في الفترة السابقة ظهر فجأة مطلا برأسه كأحد الوحوش المرعبة التي تثير مخاوفها وذعرها مما هو آت.. 
جلست على المقعد الوحيد الموجود بالغرفة و الذي كان مواجها لموضع نومه وتطلعت نحوه تتساءل كيف لها ان تحبه !.. كيف ومتى حدث هذا !.. انه زوجها وليس كذلك .. وهو حبيبها وليس من المفترض عليها ذلك .. هما هنا مجتمعان لكنهما ابعد ما يكونا عن بعضهما منذ ان رحلا سويا من نجع النعماني .. 
سالت دمعاتها وهتفت لنفسها في ثورة فوجي يا ناهد .. فوجي .. محدش عارف اخرت اللى بيحصل ده .. وانت تجوليلى حب ومعرفش ايه .. باينك اتچنيتي يا بت النعماني.. 
هزت رأسها مؤيدة لحديث نفسها و أشاحت بناظريها بعيدا عن منبع ۏجعها ومصدر شقاء قلبها القابع هناك على الفراش وحيدا دونها ..

شعر بسعادة غامرة ربما تكون المرة الأولي بحياته التي يستشعر بها هذا الكم من السعادة كل
هذه الفترة .. فترة بقاء رأسها الصغير المسند على
تم نسخ الرابط