ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


فقال بحسه العالي
الليله اللي عدت إتسرقت مني غنمه ومفيش حد غريب في البلد غيره وطول عمرنا بيوتنا امان ومحدش عيقدر يخطيلنا دار ولا يدوسلنا علي عرض.
عطا پصدمه أني! والله ماحصل واصلا من كرم ربنا أني الليله اللي عدت قضيتها كلها عالقهوة اللي فالجيهه التانيه وحتي روح إسأل صاحب القهوة والناس اللي كانت سهرانه أهناك.. إني مهملتش القهوة لحدت اذان الفجر. 

عبد الصمد أديه اترخت من خلجات عطا الغفير بعد ماسمع كلامه وحس إن الدنيا لفت بيه وإنه بعد ما كان فاكر إنه اهتدي للمچرم طلع نقبه على شونه فأتحرك بضعف وخيبة أمل من وسط الناس واتراجع لورا وهو عيضروب كف بكف ويسأل روحه بحيرة
أمال مين بس اللي عميلها ياربي مين 
وبدات الناس كلها تواسي فيه على نعجته المسروقه وتقوله فداك وهما شايفين حاله اللي يقطع القلب. 
اما عطي الغفير فخلص من قبضة عبصمد صوح لكنه وقع فبراثن توفيق اللي إستلمه شتيمه وتوبيخ
بقى إكده ياسي عطا.. أئمنك علي معدات بحق بلدك كلها تقوم تسيبهم وتروح تسهر عالقهاوي! 
من النهاردة إنت مليكش عيش معاي تاخد حسابك ومتورنيش وشك وخلي القهاوي تنفعك. 
خلص حديته ولم اطراف عبايته ومشي من قدام عطا وهمله عيندب حاله ويولول على وكل عيشه ورزق عياله اللي إتقطع ويدعي عي عبد الصمد اللي جاله فارر ميعرفش منين عالصبح كيف الدبور اللي جاي يزن علي خړاب عشه ويفضح اللي ستره ضلام الليل.
اما توفيق فبص علي عبد الصمد اللي عمال يحوم حوالين الالات وعينه عتلولج في الارض كيف اللي عيدور علي حاجه واقعه منه! 
وكل هبابه يطل براسه في النفق ويرجع تاني كيف اللي عيلعب لعبة الغميضه مع حد ومتخباي منيه و يتلفت فوشوش العمال يمكن يلاقي علامه ولا خربوش فوش حد فيهم يعرفه إن ديه هو اللي عيمل إكده فبته مادام الغفير طلع بريئ منها..
قرب عليه توفيق وسأله بحيره
فيه أيه يابو عموا وقعت منك حاجه إهنه وعتدور عليها ولا أيه.. قولي لو فيه حاجه واقعه منك اوقفلك الالات وتدور عليها براحتك.. ولا ايه حكايتك إنت شكلك مش مظبوط!
عبد الصمد بدون وعي
سمعتي.. سيرتي الطيبه مابين الناس.. شرفي.. دول كلهم وقعوا إهنه عشيه وجاي ادور عليهم. 
توفيق بعدم فهم انت تقصد أيه اني مفاهمشي 
عبد الصمد خليك مفاهمشي قلة الفهم احسن.. الا قولي يابو عمه هو حد من عمالك غايب النهاردة.. اصلي حاسس إن فيه حد غايب مش هما دول كلهم اللي عشوفهم كل يوم. 
توفيق بإستغراب لسؤال الراجل 
له محدش من العمال غايب مفيش بس غير ولدي اللي صبح بعافيه النهارده وغاب مقدرش ياجي معانا.. ايه هو اللي سرق نعجتك ولا ايه
عبد الصمد له يابوى العفوا منك ومن ولدك إنتوا وين والسرقه وين.. ولاد الاصول متطلعش منهم الشينه. 
خلص كلامه واتحرك من قدام توفيق بتعب وخطوات مهزوزه كيف مايكون واحد طالع من معركة وخد فيها ضړب لما شبع..
عاود عبد الصمد البيت ودخل علي بته شام اللي فعالم تاني وعتجض بۏجع وقالها
شام.. امانه عليكي يابتي قوليلي مين اللي عيمل إكده فيكي 
شام النوبادي قدرت تجمع نص حيلها وتحوله لكلمه نطقتها بالعافيه لأبوها وبحروف متقطعه
معا رفا همش. 
عبد الصمد 
يعني اغراب عن البلد.. طب حتي قولي علي علامه في اللي عيمل فيكي إكده اقدر اعرفه منيها.. علامه وحده بس ياشام.. وحده بس. 
شام سكتت هبابه تلقط انفاسها وبعدها جمعت باقي الحيل اللي فيها وقالت بحس واهن
خاتم بفص.. اوحمر..
وللحكاية بقيه... 
رواية هتك عرض الفصل العاشر والحادي عشر والثاني عشر 
البارت العاشر
عبد الصمد خد الكلمه من خشم شام وقام وراح على الموقع تاني والنوبادي بدال ماعيبص عالناس والوشوش من بعيد بقي يهجم علي كل واحد فيهم ويمسك اديه التنين بالقوة ويبص فيهم
وتوفيق كان شايف اللي عيعمله مع العمال من بعيد وجه عليه پغضب وقلة صبر وزعق فيه وقاله
يابو عمو والله ماحال ديه عايزين نشوفو مصالحنا عاد متعطلناش مش كل هبابه تاجي وتقعد تشاغل العمال وتلهيههم عن اشغالهم! 
عبد الصمد مكانش سامع توفيق عيقول أيه وبمجرد ماوصل حداه مسك اديه پعنف وبص فيهم..
توفيق سحب يده من ادين عبد الصمد وقاله
والله إنك راجل تعبان صوح يابوي عتهبش فالادين إكده ليه يابوي قولي عتدور على ايه وريح روحك وريحني وريح العمال معاك 
عبد الصمد بۏجع غمض عنيه وهو عيرد عليه
عدور على خاتم بفص أوحمر.. متعرفش حد من عمالك عيلبس خاتم بفص اوحمر ياواد عمي.. امانه لو تعرف حد قولي عليه ربنا يستر ولاياك.
توفيق بحيره خاتم اوحمر ايه اللي عتدور عليه يابوي ديه وايه حكايتك بالظبط مره عتدور علي نعجه مسروقه منك مره على خاتم! اقولك.. تعالا معاي اني عاوزك تعالا.. وحط يده علي كتفه وخده بعيد عن الناس ودفس يده فجيبه طلع منه خمسين قرش ودسها فجيب عبد الصمد وهو عيقوله
خد دول يابوي وروح اشتري بيهم ريوق واتريق وعاود علي داركم وناملك هبابه شكلك منايمش من إمبارح وعنيك حمره وباين علي وشك التعب.. فين ناسك مهملينك تطلع لحالك ليه وإنت تعبان إكده!
بص عبد الصمد للفلوس وبص لتوفيق ومهتمش لا لكلامه ولا لفلوسه وسألة بتوسل يعني مهتقوليش مين صاحب الخاتم فرجالتك.. لازم يكون صاحب الخاتم من رجالتك يابوي بلدنا حدش فيها يعمل إكده فعرض صاحبه واصل.. يابوي ميعملهاش غير غررريب غريب..ونزل ايد توفيق من على كتافه ومشى وهو عيضروب كف بكف وضهره انحني كيف مايكون كبر سنين فساعات معدوده ويقول بهمس مسموع لتوفيق
ياحظك العاثر ياعبصمد.. ياسوااادك ياعبصمد.. يانصيبتك السوده ياعبصمد.
وتوفيق وقف يبص عليه بإستغراب وهو مش فاهم منيه حاجهفيه حاجه واعره حاصلانه معاه مغيبه عقله وطافيه الضى اللي فعيونه ومبدلاه بلون الڠضب!
عاود توفيق لكرسيه اللي قاعد عليه وعيراقب الكل منه وبص للجرافه وتجروف تراب من النفق وترمي لبره وشاف إن النفق خلاص مباقيلوش كتير ويخلص حفر وياخد ألاته ويمشي ويهمل البلد اللي ناسها غريبه داي!
أما عبد الصمد فعاود لبيتهم وقبل مايوصل البيت بكام خطوة وقفه حس صابر وهو عيسأله پخوف
وااه.. مالك ياعم عبصمد ايه اللي عامل فيك إكده! 
أيه اللي مرمتك ومرمت خلجاتك تراب وقعت ولا ايه اسم الله عليك 
رد عليه عبد الصمد وهو عيتطلعله بحسره
وقعت والله ياصابر وطحت طيحه واعره قوي.. وكمل بتوسل.. وإنت الوحيد اللي تقدر تمد يدك وتقومني من الارض ياصابر.. إنت بس اللي فيدك تحوش عمك عبصمد من الناس اللي هتعفص عليه لما تساوي وشه بالارض.
صابر بحيره اني مفاهمش منك حاجه! 
عبد الصمد مسكه من يده ومشي بيه ناحية بيته وهو عيقوله
هفهمك علي كل حاجه ياصابر.. اصلك لازمن تفهم وتعرف.. ضروري هتعرف. 
ودخل بيه البيت وصابر عمال يتلفت يمين وشمال وعينه جات علي بشاير وبسيمه اللي كانوا قاعدين قدام الكانون وحاطين ايدهم على خدهم كيف اللي طحينهم مكبوب واستغرب لما لقي إن عمه عبد الصمد مكمل بيه ناحية أوضه في البيت! وهما مش من عوايدهم إن الغريب يدخل الاوض! وأخر الضيف هو حوش البيت أو المندره! 
فتح الباب عبصمد ولقي دهب مرته نايمه علي الأرض من غير فرشه تحتها ومغمضه عنيها بس هو متوكد انها منايماش فقالها بأمر
دهب قومي اطلعي بره قوام وردي الباب وراكي. 
فتحت دهب عنيها وأول ماشافت صابر قامت ودموعها اللي نشفت علي خدودها اتجددت من تاني وبصت لشام اللي لساه صابر مواخدش باله ليها وبمجرد مابصتلها صابر شد يده من يد عبد الصمد وراح عليها پخوف وهو عيسأل بلهفه
مالها شام فيها ايه.. فيكي ايه ياشام 
ولما ملقاش رد من شام بصلهم وسالهم پخوف اكبر
شام مالها ياناس حد يرد عليا 
عبد الصمد بزعيق ماتطلعي يادهب وتغوري بره خليني اعرف ارد عليه عاد.
طلعت دهب طوالي وردت الباب وراها واول ماعيملت إكده صابر كرر سؤاله على عبد الصمد بترجي
قولي شام فيها ايه ياعم حاسس إن قلبي عيتخنق من الخۏف والۏجع 
عبد الصمد صابر ياولدى أني عارف انك عاشق شام ومهتهونش عليك واصل وإنك واد أصول وهتراعي حتي حق الجيره فعمك عبصمد الغلبان.
صابر ضم حواجبه بحيره وعبد الصمد كمل كلامه وهو عينكس عيونه للأرض بخزى.. 
شام خسړت شرفها وعرضها عشيه ياولدي.. واحد واد حرام اتعدى عليها وهي رايحه تجيبلي وتجيب لأمها علاج من الجيهه التانيه عشان كنا مبطونين وعيانين ياريتنا موتنا ولا حوصل اللي حوصول. 
خلص حديته وغمض عنيه بۏجع وفتح عشان يشوف رد فعل صابر اللي كان واقف كيف الصنم عيونه على شام
 

تم نسخ الرابط