ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز


منها هي كمان يطفي هبابه من شوق السنين وبعدها ابو دراع خطڤ من بينهم ربيعه وشالها وراح بيها عالبيت لما شاف الناس ابتدت تطلع من بيوتها وهيتفضح السر اللي لو اتعرف شام هتعاود تاني للي كانت فيه وفرحتها مهتلحقش تكمل.
وبعد مادخل شام الكل جم وراها وابتدت الرؤيه من الدموع توضح وكل واحد يشوف التاني زين واتاخدوا دهب وعبد الصمد على حال شام ولونها المخطۏف والهالات السوده اللي محاوطه عيونها!

وحالها اللي يبكي الحجر وجفت دموع الشوق عشان تحل محلها دموع الشفقه والاحساس بالذنب من عبد الصمد ودهب وبشاير اللي مسكتتش ولا هي ولا عيالها عن البكاوحتي السيد دخل الموطبخ وابتدا يبكي ويضروب على دماغه بأديه التنين من الندم والقهر على حال البنيه المسكينه اللي انتهت قبل أوانها و اللي هو واحد من اسبابه وعلى الۏجع اللي طلع من القلوب دلوك وبان على اصوله وشافه قد ايه واعر وفضل يضروب فروحه ويضروب دماغه في الحيط منجدهوش غير ولده عمران اللي وعيه وجرى عليه وضم دماغه فحضنه وفضل يسكت فيه وهو فاكره عيبكي من الموقف وميعرفش إن هو سبب الموقف من الاساس. 
قعد ابو دراع معاهم شويه وهو حاسس إن روحه اجهدت من مجرد شوفة لحظات اللقى وحس بالۏجع اللي كانت متحملاه القلوب اشحال اصحابها كيف كانوا متحملين كل ديه جواهم وصابرين وساكتين 
وبعد ماوصى شام واهلها اللي فدنيا تانيه وكان شاكك ان حد فيهم سامعه من الاساس وصاهم إن محدش يعلم بجية شام ليهم وانها تتخبى من عيون كل الناس لو عايزه تفضل وسط ناسها وبين احضانهم وكلهم اتعهدوله بالسمع والطاعه وقام مشي يعاود لمرته وولده وهو حاسس براحه مابعدها راحه وبرغم إنه مش عارف اللي عيمله حرام ولا حلال من ناحية الدين لكنه همس لنفسه انه لو حرام هو اللي هيتحمل كامل الذنب قدام ربه ويكفيه شوفة الفرحه اللي غمرت شام فآخر ايامها وهي قاعده وسط حبايبها.
وعاود لبيته وبشر ربيعه بالخبر وهي طارت من الفرحه وقالتله يروح قوام يسر لخالتها بسيمه بالخبر ويخليها تروح تشوف اختها وابو دراع قالها إنه ناوي يعمل إكده من حاله وفعلا راح وبلغ بسيمه بالخبر اللي حياها من بعد ماكانت عتموت من ساعة الخبر وهمام من ساعتها حابسها هو وعيالها عشان متطلعش وتهد بيت المقاول عاللي فيه وتجيب عاليه وأطيه وبالذات بعد ماشافتهم من الشباك طالعين بنعش اختها وكانت هترمي روحها وراه لولا همام كان معاها كيف ضلها ومحجم كل حركتها.
وراحت بسيمه فورا على بيت ابوها واتلاقت مع اختها والتنين بكوا فحضن بعض بكا كان مخزون جواهم من سنين كل وحده بكت على حالها واللي جرالها في لاول وبكت علي اختها وحياتها اللي خربت في الاخر ومن البدايه للنهايه وصلت البكا استمرت مبطلتش وكل هبابه دهب وعبد الصمد يسكتوهم من خوفهم علي شام اللي بدأت تكح ونفسها يديق لكن. الدموع آبيه تتوقف وديه خلاهم في الاخر يستسلموا ويسكتوا ويشاركوهم هما كمان في الدموع.
وبعد مالدموع خدت مهاجها وقفت لحالها وبعدها جه التأمل وكل وحده فضلت تبص للتانيه وتشوف الزمن عيمل ايه فيها ومن وسط الكل شام هي الوحيده اللي اثار الزمن بانت عليها وسلبها صحتها وشبابها ولمعة عيونها وطفى كل شي فيها. 
لكنها حمدت ربها علي كل حال وقالت لروحها إنها بشوفة اهلها خدت حقها من الدنيا وخدت فرحتها اللي اتحرمت منها سنين
وبعد إكده لو جالها المۏت اللي حاساه عيلفلف حواليها وبقى مقرون بأنفاسها وفأي وكت ممكن يطلع ميدخلش.
أما عبد الصمد ودهب فكانوا قاعد جارها وكل واحد فيهم يمدلها يده بحاجه عشان يوكلهالها وهي تاخد منهم علي كد نفسها وترفض الزياده بس مع مين يفيد الرفض وهما التنين عيتسابقوا مين يوكلها اكتر من التاني!
وبرغم التعب اللي فيه شام إلا إن ضحكتها من ساعة ماردت لأهلها مفارقتهاش وبس جه الليل واتجمعت هي وبشاير وامها وابوها فأوضة ابوها وامها يناموا فيها كلهم سوا فضلت شام سهرانه معاهم لحد ماناموا
وبعدها قامت اتسحبت وطلعت من الأوضه وابتدت تلف في البيت وتمشى ايدها على كل حيطه من حيطانه وتفتكر كل ذكرى ليها فكل زاويه فيه ومن بعدها طلعت على السلم اللي عيوديها للسطح وبس خلصته طلوع وقفت قبال الشباك الاخضر وحست انها رجعت لسن ال١٩ وعاودت تاني لضفايرها اللي عيطيروا في الهوا مع لفتها تحت المطر وضحكتها الرنانه واستنته يفتح الشباك ويبصلها ويضحكلها الضحكه اللي عتجيب نور الشمس معاها مهما الجو كان غايم لكنها وقفت كتير قدامه ومتفتحش فراحت على السور وبصت منه وانتظرت الحبيب التاني عشان يعدي ويحس هو بيها بقلبه الحديد مادام ابو قلب لحم ودم محسش بوجودها. 
وفضلت مستنيه كتير لغاية ماسمعت صفارته من بعيد فاستعدت ووقفت وبس قرب رفعت اديها تشاورله لكنه عدى من قبالها وهو ساكت كيف مايكون ماانتبهش لوجودها هو
 

تم نسخ الرابط